كركوك تقرر مقاطعة شبكة الكهرباء الوطنية احتجاجا على نقص الإمدادات

محافظها الكردي لـ «الشرق الأوسط»: القرار اتخذ باتفاق ممثلي جميع مكونات المحافظة

TT

في أول اتفاق من نوعه بين المكونات الإثنية في كركوك اتفق ممثلو الأكراد والعرب والتركمان، أول من أمس، على قطع التيار الكهربائي عن الشبكة الوطنية التي تجهز جميع المحافظات العراقية والاحتفاظ بالطاقة الكهربائية لصالح سكان المحافظة، احتجاجا على الانقطاع المستمر للتيار.

وقال عبد الرحمن مصطفى، محافظ كركوك الكردي لـ«الشرق الأوسط» عبر الهاتف من مكتبه أمس إن« هناك ثلاث محطات غازية لتوليد الطاقة الكهربائية في محافظة كركوك، وهي محطة تازة ومحطة دبس ومحطة الملا عبد الله، وهذه المحطات التي تنتج ما يقارب 500 ميغاواط، هي التي تزود الشبكة الوطنية التي تزود جميع مناطق العراق بالطاقة الكهربائية»، مشيرا إلى أن «هناك ظلما كبيرا وتوزيعا غير عادل من قبل وزارة الكهرباء للطاقة، إذ نعاني من 19 ساعة قطع للتيار الكهربائي، بينما هناك محافظات أخرى تنعم بأكثر من عشر ساعات وأن وزارة الكهرباء لم تمنحنا حتى الحصة المقررة لمحافظتنا من الطاقة الكهربائية». وأضاف محافظ كركوك قائلا «لقد توصلنا، وخلال اجتماع للجنة الأمنية للمحافظة، في مديرية شرطة كركوك حضرته إلى جانب مدير الشرطة وبعض أعضاء مجلس المحافظة من ممثلي المكون العربي والتركماني والكردي، قررنا قطع التيار الكهربائي عن الشبكة الوطنية الرئيسية وتحويل الطاقة الكهربائية إلى محافظة كركوك، وتم ذلك بموافقة ممثلي جميع المكونات»، منبها إلى أن «محافظتنا لا تريد أن تتجاوز على حقوق الآخرين أو بقية المحافظات، لكننا نريد شيئا من العدالة في موضوع توزيع الطاقة الكهربائية». وأشار مصطفى إلى أن «الحال هذه ستبقى حتى وصول وفد فني من وزارة الكهرباء لتحقيق المساواة ومنحنا حصتنا المقررة من الطاقة الكهربائية مثل باقي المحافظات، ونحن نريد ما هو لنا، لا أكثر».

من جهته أكد حسن تورهان، عضو مجلس محافظة كركوك ممثلا للجبهة التركمانية، وقوفهم بشدة إلى جانب هذا القرار، وقال لـ«الشرق الأوسط» عبر الهاتف من كركوك، أمس، «لقد حضرت الاجتماع الذي حصل أمس (أول من أمس) في مديرية شرطة كركوك، واتخذنا قرار قطع التيار الكهربائي عن الشبكة الوطنية باتفاق ممثلي جميع المكونات، فنحن قد نختلف سياسيا لكننا نتوحد من أجل توفير الخدمات لأهالي محافظتنا». وأوضح تورهان قائلا «إن ما دفعنا لاتخاذ هذا القرار وتنفيذه هو خروج أهالي ناحية ألتون كوبري التابعة للمحافظة في مظاهرات أمس (الاثنين) هددوا خلالها بحرق جميع الدوائر التابعة للمحافظة إذا لم يتم إنصافهم بالحصول على الطاقة الكهربائية، وليعلم المسؤولون بالحكومة العراقية أن العالم قرية صغيرة فما حدث في تونس انتقل إلى بلدة صغيرة في كركوك ويمكن أن ينتقل إلى أي مكان في العراق»، مشيرا إلى أن «قرارنا بقطع التيار الكهربائي عن الشبكة الوطنية جاء لإنصاف مواطنينا، وقد خرجنا من الاجتماع مباشرة إلى المحطات الكهربائية وقررنا قطع التيار الكهربائي وتحويله إلى شبكة المحافظة، فقد كنا نحصل على التيار الكهربائي لأقل من 4 ساعات وبصورة متقطعة، واليوم نحن نتمتع بما يقرب من 14 ساعة كهرباء في اليوم».

وكشف تورهان عن أن «هناك ازدواجية من قبل وزارة الكهرباء في التعامل مع حصص الطاقة الكهربائية للمحافظات، إذ حصلنا على وثائق تبرهن أنه في الوقت الذي لم يحصل فيه المواطن بكركوك على 4 ساعات من الطاقة الكهربائية، فهناك محافظات تتمتع بأكثر من 10 ساعات من الطاقة الكهربائية، وقد اتصلنا بوكلاء وزير النفط ونائب رئيس الوزراء لشؤون الطاقة، حسين الشهرستاني، من أجل إنصافنا، لكننا لم نحصل سوى على الوعود، فلهذا قررنا اتخاذ إجراء يجبر الحكومة على التعامل مع هذا الموضوع بصورة جدية، وهذا ما حصل بالفعل، فبعد أن تم قطع التيار الكهربائي عن الشبكة الوطنية، اتصل رئيس الوزراء نوري المالكي بمحافظ كركوك واتفقا على إرسال وفد من وزارة الكهرباء للوصول إلى اتفاق مكتوب لإنصاف كركوك في موضوع الطاقة الكهربائية». وشدد تورهان على أن «الطاقة الكهربائية لن تعود إلى الشبكة الوطنية ما لم يصل وفد وزارة الكهرباء ويتم الاتفاق معهم على إنصاف كركوك في موضوع الكهرباء».