قطر وتركيا تسعيان لإحياء الاتفاق اللبناني حول المحكمة

المعارضة تتحدث عن «أزمة ثقة» مع الحريري

وزيرا الخارجية القطري، الشيخ حمد بن جاسم بن جابر آل ثاني، والتركي، أحمد داود أوغلو، في بداية لقائهما في بيروت أمس، مع رئيس حكومة تصريف الأعمال، سعد الحريري، ووزير الخارجية علي الشامي (رويترز)
TT

بدأ وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو، ورئيس الوزراء القطري وزير الخارجية حمد بن جاسم، مساعي لدى الأطراف اللبنانية لحل الأزمة الناشبة في البلاد منذ استقالة وزراء المعارضة وإسقاطهم حكومة الرئيس سعد الحريري الأسبوع الماضي. وأمس زار الموفدان القيادات اللبنانية الرسمية، كما اجتمعا مع قيادات في المعارضة و«14 آذار».

وقالت مصادر لبنانية لـ«الشرق الأوسط»: إن الوزيرين لم يحملا صيغة حل جديدة، وإنما ينطلقان من سعي لإعادة الاعتبار لما توصلت إليه الجهود السعودية – السورية، في ما يخص المحكمة الدولية الخاصة بلبنان.

غير أن قوى المعارضة انطلقت في حوارها مع الوزيرين من قاعدة أن ما كان مقبولا لديها «ما قبل صدور القرار الاتهامي لم يعد مقبولا ما بعده». وتحدثت مصادر في المعارضة لـ«الشرق الأوسط» عن «أزمة ثقة» مع الحريري في هذا الموضوع، لا تسمح لها بالركون إلى إمكانية تنفيذ الاتفاق السابق. وقالت المصادر إن الوزيرين أكدا وجود «إمكانية لمخرج يتعلق بموضوع القرار الاتهامي في جريمة اغتيال الرئيس الأسبق للحكومة رفيق الحريري «بما أنه لم يعلن بعد»، وحضا الأطراف على العودة إلى المفاوضات «من حيث انتهت إليها الجهود السعودية – السورية».

وكان رئيس الوزراء القطري قد وصل بعيد الظهر إلى بيروت، حيث كان في استقباله الرئيس الحريري، ووزير الخارجية في حكومة تصريف الأعمال علي الشامي. واجتمع الحريري ونظيره القطري في المطار خلال انتظارهما وصول وزير الخارجية التركي، قبل أن يغادر الوزيران إلى القصر الجمهوري، حيث التقيا الرئيس اللبناني ميشال سليمان «بهدف الاطلاع على آراء سليمان وتوجهاته»، وذلك «انطلاقا من المبادئ التي أقرت في القمة الثلاثية التي انعقدت في بعبدا والمسعى السعودي – السوري، الذي كان يتم بالتنسيق والتشاور مع الرئيس سليمان، ومتابعة للمساعي الحميدة التي انطلقت من دمشق أول من أمس بلقاء الرئيس السوري بشار الأسد، وأمير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني، ورئيس وزراء تركيا رجب طيب أردوغان، وكانت المحادثات «معمقة ومفيدة» وفق بيان صادر عن رئاسة الجمهورية.

بعدها اجتمع الموفدان مع رئيس البرلمان اللبناني وأحد أركان المعارضة، نبيه بري، الذي قال بعد اللقاء إنه «لا تزال هناك عقد، ولكن إن شاء الله الأمور تحت البحث، تحت البحث، تحت البحث». وعن المبادرة السعودية - السورية، قال بري: «دائما دور (السين – سين) أساسي». ولاحقا عقدت بين جاسم وأوغلو جلسة محادثات مطولة مع الرئيس الحريري تخللها غداء وعشاء وانتهت كما قبلها من دون الإدلاء بأي تصريحات. لكن بيانا عن مكتب الحريري قال إنه جرى خلال اللقاء «البحث حول كيفية تنفيذ نتائج القمة الثلاثية القطرية التركية السورية التي عقدت أول من أمس في دمشق».