«ذكرى أمطار مايو» تطل برأسها في الرياض.. دون تكرار السيناريو

مشروع إعادة تأهيل حوض وادي السلي «طوق النجاة» المنتظر لأحياء شرق وشمال العاصمة

TT

عاشت العاصمة السعودية، منذ البارحة الأولى، لحظات من الترقب والحذر، توجسا لتكرار سيناريو الأمطار التي هطلت بغزارة عليها في مايو (أيار) الماضي، بعد أن شهدت ليلة مطيرة بامتياز، تواصل فيها هطول الأمطار حتى ساعات متأخرة من نهار الأمس.

ومن حسن الحظ، أن أمطار مايو، كانت لسكان الرياض، مجرد ذكرى تم تداولها، بعد الأمطار التي شهدتها العاصمة أمس، وخلفت تجمعات وبركا مائية ليست بالسهلة، كون أن الأمطار الأخيرة لا تقارن بأمطار العام الماضي من حيث الغزارة.

وعلى الرغم من ذلك، فقد أسفرت الأمطار التي شهدتها الرياض البارحة الأولى ويوم أمس، عن الكثير من المستنقعات والتجمعات المائية التي تباينت كمياتها من منطقة إلى أخرى، وهو ما أدى إلى استنفار آليات الإنقاذ التابعة للدفاع المدني، والمجهزة بالقوارب من أجل مباشرة أي حالات غرق محتملة في أماكن تجمعات المياه.

مشكلة تصريف سيول الأمطار في الرياض، تتركز بشكل رئيسي، فيما يسمى بـ«حوض وادي السلي»، الذي يعتبر المشكلة الرئيسية، خصوصا لسكان أحياء شرق العاصمة التي تكونت على جنباته. وقامت أمانة منطقة الرياض، بوصفها الجهة ذات الاختصاص بالتعامل مع مشكلة تصريف سيول الأمطار، بإعداد مشروع متكامل يهدف إلى إعادة تأهيل حوض وادي السلي، حيث ينظر إلى هذا المشرع على أنه «طوق النجاة» المنتظر لأحياء شرق وشمال العاصمة السعودية.

وعلمت «الشرق الأوسط» من مصادر مطلعة، أن أمانة منطقة الرياض، ستبدأ في إعادة تأهيل حوض وادي السلي قريبا، بعد أن أعدت مشروعا متكاملا حوله، وحصل على مباركة الأمير سلمان بن عبد العزيز أمير منطقة الرياض منذ أكثر من أسبوعين.

وكانت تحذيرات أطلقت في أوقات سابقة، تنبه من احتمالية وقوع «كارثة» في حوض وادي السلي، إذا لم يتم التحرك لإزالة التعديات وإعادة تأهيل مسار الوادي، وسط حديث عن أن الأحياء المهددة بخطر السيول هي تلك الواقعة شرق الطريق الدائري الشرقي، وجزء كبير من أحياء الشمال الشرقي للدائري الشمالي.

وتمكنت السلطات المحلية في العاصمة السعودية، من القضاء على إحدى المشاكل الرئيسية المتعلقة بالسيول المنقولة، وذلك بإعادة تأهيل وتطوير وادي حنيفة، الذي وصف أداؤه في فترة الأمطار الماضية بـ«الجيد»، في مسألة احتواء تصريف سيول الأمطار.

ويبقى الدور قائما على إعادة تأهيل حوض وادي السلي، للقضاء على مشكلة سيول الأمطار بشكل نهائي في العاصمة السعودية الرياض.

وكانت الأمطار التي هطلت في مايو (أيار) الماضي على الرياض، قد تسببت في توجيه سيل من الانتقادات لضعف عمليات احتواء سيول الأمطار، وهو ما دفع بأمانة منطقة الرياض في حينها لإلقاء اللوم في ذلك على ضعف الاعتمادات المالية المتعلقة بمشاريع تصريف السيول، في وقت ينتظر فيه أن يضع مشروع إعادة تأهيل حوض وادي السلي حدا لمشكلة سيول الأمطار في أحياء شرق وشمال العاصمة الرياض.