الغاط تستنطق ألفي وثيقة ترصد تاريخ المنطقة خلال ثلاثة قرون

دورة شبابية عن التأهيل والبناء بالمواد التقليدية في قرية الوسيعة التابعة للمحافظة

عبد الله الناصر السديري محافظ الغاط يشارك المتطوعين في عمليات البناء التقليدي (صورة من موقع الغاط الإلكتروني)
TT

يفتتح حفل ثقافي يقام اليوم في محافظة الغاط وسط السعودية صفحات من تاريخ المنطقة وجغرافيتها وأوضاعها السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية تغطي نحو 250 سنة بدأت منذ ثلاثة قرون وعقد من اليوم من خلال تدشين كتاب «وثائق من الغاط» الذي يضم بين دفتيه ألفي وثيقة وتزامن هذا الحدث الثقافي مع تواصل فعاليات دورة التأهيل والبناء بالمواد التقليدية المقامة في قرية «الوسيعة» التابعة لمحافظة الغاط شارك بها متدربون من الشباب تحت إشراف مختصين في البناء القديم وهو ما أعاد الأجواء التراثية إلى المحافظة التي أدرجت ضمن القرى التراثية من قبل الهيئة العامة للسياحة والآثار.

وبحضور عدد من المسؤولين والأكاديميين والباحثين في مجال الوثائق والتاريخ المحلي تقيم مؤسسة عبد الرحمن السديري الخيرية في مركز الرحبانية الثقافي مساء اليوم الأربعاء في مقر المركز في المحافظة حفلا ثقافيا بمناسبة صدور كتاب «وثائق من الغاط» الذي يعد أحد المشاريع العلمية المهمة للمؤسسة ويقع الكتاب في 3128 صفحة يضم بين دفتيه ألفي وثيقة تتراوح تواريخها ما بين سنة 1120هـ إلى سنة 1370هـ، مرتبة ترتيبا زمنيا تصاعديا، مع طباعة صورة الوثيقة وتحرير نصها، وبيان تاريخها الفعلي أو التقريبي وموضوعها ورقمها التسلسلي، والتعليق على ما يحتاج إلى شرح أو تعليق، لتكون في متناول الباحثين في تاريخ المنطقة وجغرافيتها وأوضاعها السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية.

وغطت هذه الوثائق ست مجلدات، وأسندت المؤسسة تأليفها إلى فائز بن موسى البدراني الحربي، الباحث في التاريخ المحلي وصاحب المؤلفات المتعددة في الوثائق المحلية، وعضو الجمعية التاريخية السعودية.

وفي سياق آخر واصلت دورة التأهيل والبناء بالمواد التقليدية فعالياتها بحضور محافظ الغاط عبد الله الناصر السديري الذي شارك المتدربين في عملية البناء التي لقيت إقبالا كبيرا من متطوعين في المحافظة تحت إشراف خبراء لهم باع طويل في عملية البناء التقليدي.

وتهدف الدورة إلى تدريب الشباب على أعمال البناء وتجهيز مواده من البيئة المحلية وخصوصا «اللبن» وهو الطوب المصنوع من الطين المخلوط بالتبن بقايا سنابل القمح وهو الأسلوب السائد في البناء في المناطق السعودية قبل عدة عقود، وفضل الكثيرون استخدامه في منازلهم الحديثة فيما يعرف بالملحق الطيني، والمنازل المبنية من هذه المواد تظل صامدة أمام تقلبات المناخ وتتميز بأنها دافئة شتاء وباردة صيفا.

وجاء توقيت هذه الدورة بهدف تعويد الشباب على البناء التقليدي وتأمين كميات من اللبن لاستخدامها في إعادة ترميم وإحياء المنازل الطينية في القرية التراثية التي بناها الأجداد وتعرضت للسقوط بعد إهمالها، وخضوعها لنزع أجزاء منها لمرور الطريق القديم الذي يربط الرياض بالقصيم، وانتقال المدينة إلى مقر جديد بعيدا عن المدينة القديمة التي اختيرت ضمن القرى التراثية الخاضعة لإعادة إحيائها من جديد من قبل هيئة السياحة والآثار.