ما أسباب خروجنا المذل؟

موفق النويصر

TT

أسدل الستار أول من أمس على المشاركة السعودية في نهائيات أمم آسيا الخامسة عشرة بدوحة قطر، بثلاث هزائم متتالية، وشباك متخمة بثمانية أهداف، وهدف شرفي وحيد سجل في المرمى السوري.

هذه المشاركة غير الناجحة بجميع المقاييس، أعادت للأذهان حال الكرة السعودية التي كانت عليها في مطلع الثمانينات الميلادية من القرن الماضي، عندما فشلت في بلوغ الأدوار النهائية لبطولة أمم آسيا بالكويت في عام 1980.

لعل بارقة الأمل الوحيدة التي يمكن ملاحظتها من هذا السواد الحالك المحيط بهذه المشاركة، هو القرارات الإيجابية التي اتخذت بعد تعيين الأمير نواف بن فيصل، رئيسا عاما لرعاية الشباب، والتي من أبرزها قبول استقالة الجهاز الإداري للمنتخب، وإنهاء مهمة المدرب ناصر الجوهر، والبدء الفوري في البحث عن مدير فني عالمي يتم التعاقد معه ومن يحتاجهم لمعاونته، للاطلاع على مجريات مسابقات الدوري وتولي مسؤولية إعداد وتدريب المنتخب، استعدادا لأقرب بطولة سيشارك فيها.

وهذا يخالف النهج الذي دأب عليه الاتحاد السعودي لكرة القدم خلال السنوات الماضية، عندما اعتمد على أسماء مدربين مغمورين، بدعوى «الطموح»، الذي عادة ما يكون موجودا لدى هؤلاء المدربين، بغية تحقيق نجاحات شخصية، متناسين أن الجهاز الفني الخبير، سينقل خبراته التراكمية للفريق الذي سيشرف عليه، بما يسهم في تطوير برامج الاتحاد ومسابقاته، وبالتالي ينعكس على أداء منتخباته.

المحير في الأمر أن الكابتن ناصر الجوهر، مستشار الاتحاد السعودي لكرة القدم والمدرب المكلف بالإشراف على المنتخب في ما تبقى من مباريات البطولة بعد إقالة البرتغالي خوسيه بيسيرو، قال في المؤتمر الصحافي بعد نهاية مباراة اليابان، إن الإعداد السيئ للمنتخب هو الذي تسبب في هذا الظهور غير اللائق للكرة السعودية، وهو حديث لا يختلف كثيرا عما ذكره فهد المصيبيح مدير المنتخب، لقناة «الرياضية» السعودية، قبل مغادرة الفريق للدوحة، في طريقه للرياض.

الآن وقد انتهت المشاركة السعودية بهذا الفشل الذريع، يطمع الشارع الرياضي، بما تعوده من شفافية لدى الأمير نواف بن فيصل، في توضيح الأسباب الحقيقية، التي أدت إلى هذه النتيجة غير المتوقعة، خصوصا أن جميع المؤشرات والتصريحات التي سبقت البطولة، كانت تصب في خانة البحث عن الفوز باللقب، وليس الخروج من الأدوار التمهيدية.

فهل خذل خبراء اتحاد الكرة المسؤولين، بتقديمهم معلومات مغلوطة عن برنامج الإعداد؟ هل تآمروا مع بيسيرو على المنتخب، أم أنه مجرد خطأ عابر؟ أين هم الآن من زكوا برنامج بيسيرو؟ هل سيتم الاعتماد عليهم مستقبلا؟ هل سئل اللاعبون عن أسباب الانهيار الذي كانوا عليه طوال أيام البطولة؟.. أسئلة كثيرة نتمنى أن تجد الإجابة الشافية عنها، إذا أردنا أن نضع أيدينا على أساس المشكلة التي عانت منها الكرة السعودية.

[email protected]