كبار.. يفتقدون أبجديات الكرة

عبد العزيز الغيامة

TT

«للأسف من متابعتي لأغلب (وليس الكل) النقاد والمحللين الرياضيين، فإنهم يعممون أسباب الكارثة الآسيوية في عدة أمور؛ منها ما يبدأ باتحاد الكرة السعودي والجهاز الفني، مرورا بإدارة الأخضر، ثم اللاعبين، حتى يصلوا في النهاية إلى إدارات الأندية ولجنة الاحتراف».

هذه الكلمات ليست من بنات أفكار كاتب هذه السطور، بل من قارئ كريم لـ«الشرق الأوسط» اسمه نواف بن حسن، انتقد في رسالته الإلكترونية بعض ما يذهب إليه المحللون والنقاد وترك الأهم، بحسب رأيه!

القارئ العزيز فصل كثيرا في رسالته حينما أكد أن غالبية لاعبي المنتخب السعودي يفتقدون لأسس كثيرة في كرة القدم؛ منها ما يتعلق بالمهارات الفردية مثل التمرير الصحيح، والتسلم، والسيطرة، والتسديد، والمراوغة، والالتحام، واستخلاص الكرة، وأيضا ما يسمى بالمهارة الفكرية التي ترتكز على التحرك من دون كرة، والتمركز، والرقابة، وقراءة اللعب، والتواصل مع الفريق، والروح القتالية.. مبينا أن غالبية هذه المهارات غير موجودة في لاعبي أنديتنا وتحديدا نجوم الأخضر!

بصراحة أكثر، أتفق كثيرا مع رأي الأخ نواف، وأعتقد أن اتحاد الكرة السعودي معني جدا بهذه الرسالة التي يجب أن تصل إلى كل مسؤول ليس في الاتحاد؛ بل في كل الأندية لأننا بتنا نعاني كثيرا منها!

صناعة اللاعب السعودي في رأيي الشخصي بحاجة لإعادة نظر، وأعتقد أن البدايات التي شهدتها الكرة السعودية في أواخر السبعينات أيام أكاديمية «جيمي هيل» وتعاقد الأندية المحلية الكبرى والأخضر مع المدربين العريقين البرازيليين مانيللي وزاغالوا، كانت مضرب مثل في تلك الفترة، ولعل الجميع يؤكد أن انطلاقة الكرة السعودية بدأت أكثر سرعة نحو آسيا بعد انخراط النجوم الصغار في تلك الفترة في المدرستين المذكورتين.

أدرك جيدا أن المرحلة المقبلة للرياضة السعودية، وللكرة تحديدا، صعبة، وأنها تمر بمنحنى خطر وحساس للغاية، فالركون إلى أسلوب الإدارة القديم لن يغير من الأمر شيئا في حين تبدو رياضتنا أكثر حاجة للعمل المبرمج الذي يبدأ من الأساس.. نعم نحن في حاجة لفرض الأكاديميات على الأندية.. لا يمكن يا سمو الأمير أن ننتظر عامين حتى نبدأ في تخيير الأندية. الفرض هو الحل، لأن الزمن يجري بسرعة وكأس العالم 2014 يجب أن لا يكون بعيدا عن المنتخب السعودي.. إنها فرصة كبيرة كي يكون حاضرا وبشكل مختلف عن كل المونديالات السابقة.

الأمر في تصوري لا يعتمد فقط على رعاية الشباب، بل الرسالة يجب أن تمتد إلى وزارة التربية والتعليم، ووزارة الشؤون البلدية القروية.. فهما أيضا معنيين بالأمر، وأقصد بالتأكيد الرياضة المدرسية وملاعب الأحياء، وأهمية تخصيص أراض وساحات في كل حي من أحياء المدن السعودية لصناعة المواهب وفتح المجال أمامها لتقديم ما تملكه من إمكانات وقدرات في الكرة وغيرها من الألعاب!

بصراحة؛ لماذا لا يطلق مشروع سعودي رياضي ضخم يطلق عليه «مشروع الملك عبد الله الرياضي»، يكون هدفه اكتشاف النجوم والمواهب وصناعة الرياضي بشكل علمي وصحيح ومتوافق مع أنظمة «فيفا» واللجنة الأولمبية الدولية.

[email protected]