ماذا سنقدم لنواف؟

مسلي آل معمر

TT

في البداية أود أن أقول للأمير نواف بن فيصل: تأكد أنك قد تقدم العمل المثالي وتسير أمور الرياضة كما ينبغي، لكنك لن تضمن تحقيق النتائج، خصوصا على مستوى كرة القدم، فقد يصل المنتخب السعودي إلى نهائي كأس آسيا (مثلا) ثم تضيع البطولة بسبب ضربة جزاء مهدرة في آخر الدقائق، أو خطأ حارس مرمى لا يغتفر، لكنك في هذه الحالة ستكون راضي الضمير، وسينصفك العقلاء (ولو أنهم قلة في هذا الزمن) وفي الوقت ذاته ستكون جميع التبريرات مقبولة لدى غالبية الناس، ولن تدعو للتندر والسخرية.

ما دعاني للبداية بتلك المقدمة هو أن العمل الناجح تظهر نتائجه في الغالب، لكن لا أحد يملك ضمانها دائما، وأقرب مثال على ذلك هو ما حدث للمنتخبين السعودي والقطري في بطولة كأس آسيا الحالية، حيث خسر المنتخبان في الجولة الأولى، فقام الاتحاد السعودي بإلغاء عقد بيسيرو وكلفوا ناصر الجوهر لأنهم يعتقدون أنه سيتكرر ما حدث في كأس آسيا 2000 عندما أبعدوا ماتشالا فوصلوا إلى النهائي، كانت تلك هي الرؤية السعودية، وفي المقابل تمسك الاتحاد القطري لكرة القدم بميتسو وصمدوا أمام جميع المطالبات التي تنادي بإبعاده منذ كأس الخليج.. فماذا كانت النتائج؟

خرج المنتخب السعودي كأول المغادرين للمنافسة، وتألق الفريق القطري في المباراتين المتبقيتين، فتأهل إلى الدور الثاني لتنتصر النظرة التي تقول إن المدرب ليس هو الفاشل المطلق الذي يقف خلف كل إخفاق!

إنه الفارق بين الرياضة في السعودية وقطر ولن أقول كوريا واليابان، هناك لديهم رؤية وأهداف وخطط، وقبل ذلك كله إيمان عميق بأهمية الرياضة، لذلك تجد دعما حكوميا هائلا جعل المواطن القطري ينظر إليه في أغلب دول العالم كأنه مواطن دولة من العالم الأول وليس العالم الثالث!

وفي هذا الصدد أتذكر أن النجم الكبير ماجد عبد الله قد قال في حوار مع الزميل المتمكن وليد الفراج إن الملك فهد (رحمه الله) كان مهتما كثيرا بالمنتخب وكرة القدم حيث قال: كان الملك فهد يردد دائما خلال لقاءاته معنا أنني مهما أردت أن أصرف على الدعاية لبلدي لن يأتي مفعولها كمفعول كرة القدم.

بالفعل كانت نظرة قائد محنك، وهذا ما يجب أن نعيه جميعا سواء في المدرج أو الإعلام أو رعاية الشباب وحتى على مستوى الدولة، علينا أن نرمي القناعة بأن كرة القدم مجرد قطعة جلد منفوخة يطاردها الشباب أوقات فراغهم، علينا أن نرمي هذه القناعة خلف ظهورنا، كذلك يجب أن نعي أن الرياضة أصبحت صناعة تضيف للدخل القومي وقبل ذلك كله رسالة تعكس صورتنا وتعرف الآخرين بنا، كما عرف جورج ويا العالم بموقع ليبيريا على الخارطة، وكذلك كما فعل دوايت يورك عندما لفت انتباهنا إلى أن هناك بلدا اسمه ترينيداد، وكما أثار مارادونا العالم ضد الإنجليز حينما صورهم بالمغتصبين لجزر الفوكلاند!