جدة: فيديو يحمّل أمانة جدة مسؤولية انهيار سد «أم الخير»

الدفاع المدني يمدد فترة الإيواء أسبوعا و1786 فردا يواصلون البحث عن المفقودين

لقطات من الفيديو تبين لحظات انهيار السد بسبب مضخات الأمانة
TT

في الوقت الذي تحقق فيه أمانة جدة بقيادة استشاريين وخبراء مختصين الأسباب الحقيقية لانهيار سد أم الخير، كشف مقطع فيديو، صوره أحد الهواة، تفاصيل لحظات الانهيار، وحمل الأمانة مسؤولية الانهيار، بسبب وضعها مضخات قويه فوق السد لسحب المياه عبر أنابيب من حي أم الخير، وصبها في الجهة الأخرى من السد، الذي بني قبل 40 عاما، الأمر الذي أدى إلى تشقق الجدار ثم انهياره.

وعلى الرغم من تأكيدات المهندس هاشم العابدين، مساعد نائب الأمين للخدمات رئيس أعمال الأمطار في الأمانة، لـ«الشرق الأوسط» قيام فريق استشاري متخصص بدراسة الموضوع وانتظار نتيجة التحقيق والدراسة القائمة حول الأسباب، فإنه استدرك القول إن كميات المياه الكبيرة وقوة الدفع على السد الذي بني قبل 40 عاما قد تكون هي السبب الرئيسي لانهياره.

إلا أن المقطع الذي صوره إبراهيم عبد المغني وبثه على موقع «اليوتيوب»، وتناقله عدد من المنتديات والمواقع عبر الإنترنت، أظهر السيول في حي أم الخير وحالات الإنقاذ التي كان يقوم بها أفراد الدفاع المدني، وقيام أمانة جدة بوضع عدد من المضخات أعلى الجسر، لتقوم بسحب المياه بكميات كبيرة عبر أنابيب من داخل الحي، وتصبها في الجهة المقابلة له، بشكل عشوائي على جدار السد باتجاه حي النخيل.

وأدى سحب المياه بشكل قوي إلى تشكل دوامة كبيرة جهة أم الخير ومرور المياه من أسفل السد، وأدى على الجانب الآخر صب المياه بشكل عشوائي على جدار السد جهة حي النخيل إلى تشققه وانهياره بسبب قوة المضخات التي هوت مع انهيار الجسر.

وكان المجلس البلدي في جدة عرض خلال جلسته الأسبوع الماضي فيلما مشابها يروي قصة انهيار السد الاحترازي في مخطط أم الخير السكني، كشف خلاله أن وجود سيارات جرفها السيل أدى إلى غلق فتحة تصريف المياه، الأمر الذي أدى بدوره إلى ارتفاع منسوب المياه بشكل كبير، ثم الضغط بقوة على السد الاحترازي الذي لم يشهد أي تحسينات على مدار 40 عاما.

كما أوضح أن الارتفاع الكبير لمنسوب المياه خلال السيول الأخيرة كان فوق كل الاحتمال، ولم تنجح الفتحات الصغيرة في استيعاب الكميات الكبيرة من المياه الأمر الذي أدى إلى ارتفاع مياه الأمطار بنسبة 5 أمتار في مخطط النخيل.

ودعت أمس لجنة درء مخاطر السيول والأمطار المشكلة من المجلس البلدي بجدة والأمانة وجامعة الملك عبد العزيز وهيئة المساحة الجيولوجية السعودية والأمانة بالتحرك سريعا لوضع تدابير وإجراءات عاجلة لما قد يشكله سد حي السامر الاحترازي، في ظل تخوف عدد من المواطنين من العودة إلى مساكنهم عقب كارثة الأربعاء التي حلت بجدة وأسفرت عن خسائر كبيرة في الأرواح والممتلكات.

وقال المهندس حسن الزهراني نائب رئيس المجلس البلدي رئيس اللجنة إنهم عقدوا اجتماعا أمس (الأربعاء) وسجلت اللجنة ملاحظاتهم حول ارتفاع منسوب المياه في سد السامر الذي تراجع منسوبه أمس إلى 3 أمتار، بعد أن وصل إبان كارثة السيول الأخيرة إلى 6 أمتار، واستعرض الجميع المخاوف التي تنتاب السكان من العودة إلى منازلهم إذا استمر الحال على ما هو عليه.

وأشار إلى أن اللجنة وجهت خطابا إلى رئيس المجلس البلدي مستفسرة عن الوضع الحالي للسد والتدابير والإجراءات الواجب اتخاذها لدرء مخاطر السد، وأقرت الرفع إلى المجلس بأن يكون موضوع السيول والأمطار هو أحد المواضع الرئيسية التي تناقشها الجلسات المقبلة بشكل دائم حتى يتم إيجاد الحلول الجذرية والدائمة لمشكلة السيول والأمطار في العروس.

وأوضح الزهراني أن اللجنة التي يترأسها ناقشت أمس الحل المطروح بشأن سد أم الخير، وطالبت من أمانة جدة بأهمية تنفيذ حل عاجل يضمن سلامة سكان مخططي أم الخير والنخيل، وستقوم اللجنة بزيارة ميدانية إلى القناة الشرقية لتصريف المياه والسيول للوقوف على وضعها الحالي وتسجيل الملاحظات الموجودة عليها.

إلى ذلك، أعلن الدفاع المدني على لسان اللواء محمد القرني تمديد فترة الإسكان للمتضررين من السيول لمدة أسبوع ثالث على أن يتم مراجعة المستفيدين من السكن للجان الإسكان للكشف على مساكنهم وذلك للتأكد من مدى تأهيلها من عدمه والذي سيتم على ضوئه تقرير استمرارية إسكان المتضرر أو عودته إلى منزله في حال تأهيله علما بأن عدد الأسر التي تم إيواؤها بلغت 5770 أسرة عادت منها 150 أسرة بعد تأهيل منازلها.

في ذات الصعيد لا يزال الدفاع المدني يواصل أعماله الميدانية المتضمنة البحث عن المفقودين الثلاثة وكذلك المشاركة مع الجهات ذات العلاقة في معالجة آثار الأمطار ورفع المياه الراكدة علما بأن القوى البشرية المشاركة في الأعمال الميدانية الداعمة للموقف حددت بنحو 1786 فردا و205 معدات وآليات.

وقام من جانب آخر نحو 800 شاب من حفظة كتاب الله مقسمين على 4 مجموعات بتقديم العون والمساعدة للمتضررين من السيول بتقديم السلال الغذائية.