وزارة الإعلام تستكمل المرحلة الأولى من مشروعها الوطني «سليم نت»

انطلاقته من الرياض.. ويستهدف رفع الوعي بالاستخدام الآمن للشبكة العنكبوتية

وزارة الثقافة والإعلام من الجهات التي بادرت بتطبيق التوجهات الحكومية المتعلقة بزرع ثقافة الاستخدام الآمن للإنترنت
TT

أفصح مصدر رفيع في وزارة الثقافة والإعلام السعودية لـ«الشرق الأوسط» عن تبني الوزارة المشروع الوطني التوعوي للاستخدام السليم للإنترنت، الذي يأتي في إطار الخطة الوطنية للعلوم والتقنية والابتكار، وأنها الآن في الجزء الأخير من مرحلته الأولى للمشروع، وذلك بعرضين مسرحيين أحدهما للكبار والآخر للصغار، على أن يتم استكمال بقية مراحله في عدد من مناطق البلاد.

وأشار الدكتور عبد العزيز الملحم، الوكيل المساعد للتخطيط والدراسات والمشرف العام على تقنية المعلومات في وزارة الثقافة والإعلام، إلى أن المشروع الذي تتبناه وزارته يأتي حاملا اسم «سليم نت»، موضحا أن المشروع يتكون من عدة عناصر أطلقت المرحلة الأولى منها في الرياض على أن يشمل في مراحله القادمة مختلف مناطق السعودية.

وأبان الملحم أن انطلاقات المشروع كانت في بداية انطلاق معرض الرياض الدولي للكتاب 2010، حيث كانت بداية المشروع من خلال موقع على الإنترنت تقدم فيه رسائل توعوية وتثقيفية لكافة مستخدمي النت من مختلف شرائح المجتمع.

ولمح الملحم إلى أن تلك الرسائل استهدف بها شريحة التربويين والمعلمين والمعلمات، موضحا أن موقع «سليم نت» احتوى على عدد من الألعاب التثقيفية التفاعلية التي وجهت إلى الأطفال والشباب، مضيفا أن الموقع يحتوي على عملية تواصل اجتماعي لأخذ بعض الأفكار وتلمس طريقة الاستخدام الآمن للإنترنت.

وأشار الملحم إلى إطلاق مجلة «نتو» التي تأتي في سياق المشروع، واصفا إياها بمجلة تقدم في ثلثيها للأطفال بقصص وبعض المعلومات العلمية بشكل مبسط لفهم الرسالة التوعوية للاستخدام السليم للإنترنت، بينما خصص الثلث الأخير لفئة الكبار.

وفي ذات السياق أوضح الملحم أنه تم إطلاق برنامج للرسوم المتحركة يتم عرضه على قناة الأطفال السعودية «أجيال»، موضحا أن تلك الرسوم المتحركة تقدم على هيئة حلقات، وتحتوي كل حلقة على مضمون معين ورسائل موجهة للأطفال، مضيفا تقديمهم أنشودة لاقت صدى جيدا بين الأطفال حملت اسم «بوابات»، واصفا إياها بأنها تحمل رسائل سيكولوجية يتقبلها الطفل بشكل لطيف ليستقي معلومات مفيدة وليبقى أثرها لفترة أطول.

من ناحية أخرى أبان الوكيل المساعد للتخطيط والدراسات والمشرف العام على تقنية المعلومات في وزارة الثقافة والإعلام أن المسرحيات التي تعرض هذه الأيام في مدينة الرياض على مركز الملك فهد الثقافي تأتي كجزء أخير من المرحلة الأولى للمشروع الوطني التوعوي للاستخدام السليم للإنترنت «سليم نت»، مبيننا أن المسرحيات تقدم على خطين أحدهما للكبار والآخر للصغار.

وأوضح الملحم أن مسرحية الكبار «أنا وأنت والنت» تقدم قصصا تخيلية من واقع الشباب في التعامل مع الإنترنت، وانعكاس ذلك التعامل عليهم في قالب كوميدي.

وأشار إلى أن المشروع «سليم نت» يحاول تسليط الضوء على الأضرار الناجمة عن الاستخدام السيئ للإنترنت على الشباب من الجنسين.

مضيفا أنه بينما تأتي المسرحية الثانية «نتو» موجهة للأطفال وبنفس خط مسرحية الكبار فإنها تقدم من خلال عرض الدمى المحببة للأطفال وفي قالب ترفيهي يرغب فيه تفاعل الصغار معه.

وأفصح الملحم عن استخدام تقنية لغة الإشارة في العروض المسرحية بهدف إشراك ذوي الاحتياجات الخاصة، وبالذات المعاقين سمعيا، ولإيصال الرسالة التوعوية لهم.

وفي ختام تصريحه لـ«الشرق الأوسط» أكد الدكتور عبد العزيز الملحم، الوكيل المساعد للتخطيط والدراسات والمشرف العام على تقنية المعلومات في وزارة الثقافة والإعلام على أن للمشروع الوطني التوعوي للاستخدام السليم للإنترنت «سليم نت» سيعمد في مراحله القادمة على التنقل بين مدن السعودية، بهدف إيصال رسالته إلى أكبر عدد ممكن من مستخدمي النت ومختلف شرائح المجتمع المحلي.

وأكد في الوقت ذاته أن الدافع من وراء ذلك المشروع «سليم نت» ليس بسبب ظهور دراسات تشير إلى وجود استخدام سيئ للإنترنت محليا، بل يأتي من خلال نظرة مختلفة تتبناها وزارة الثقافة والإعلام وهي التركيز على الاستخدام السليم والآمن للإنترنت، والتأكيد على الجوانب الإيجابية وتنميتها بين مختلف مستخدمي الإنترنت، ونشر تلك الثقافة السليمة والآمنة للتعامل مع الإنترنت الذي يرى فيه الملحم أنه أداة كأي أداة أخرى كالشراب والدواء الذي قد يكون مضرا في حال استخدامه بطريقة غير سليمة.