قلق طبي من ضعف الوعي الصحي بأهمية الكشف المبكر

مسؤول في جمعية طبية يقول إن الجامعيين لم يسلموا من الجهل بتطورات الأمراض المزمنة

TT

تشكل أهمية الوعي بالكشف المبكر والتثقيف الصحي لأفراد المجتمع هاجسا يؤرق الأطباء السعوديين، في ظل ضعف البنية التحتية لبرامج الكشف المبكر عن الأمراض المزمنة والمستعصية، حيث كشف النقاب عن ذلك الأمر خلال المؤتمر الصحافي الذي عقدته جمعية الجهاز الهضمي السعودية مساء أول من أمس، قبيل انطلاق المؤتمر العربي الثامن لأمراض الجهاز الهضمي والمؤتمر الحادي عشر للجمعية السعودية للجهاز الهضمي، الذي تنظمه جمعية الجهاز الهضمي السعودية خلال الفترة من 8 إلى 10 فبراير (شباط) 2011 في فندق الفيصلية بمدينة الرياض.

وكشف الدكتور خيال الخيال، استشاري الجراحة والأستاذ المساعد بكلية الطب بجامعة الملك سعود بالرياض وعضو جمعية الجهاز الهضمي، عن ضعف البنية التحتية للكشف المبكر بالسعودية، مؤكدا على أن تتولى وزارة الصحة السعودية مثل تلك البرامج، من خلال إطلاق مشروع وطني للكشف المبكر.

وأبان الخيال أن برامج الكشف المبكر ليست من البرامج الطبية الميسرة والسهلة، فهي ذات تكلفة مالية عالية في بعضها، بالإضافة إلى كونها تقدم شروطا لتفعيلها على أرض الواقع، ومنها أن يكون المرض المراد الكشف عنه مبكرا من الأمراض المنتشرة في المجتمع، وكذلك يجب أن يكون البرنامج غير مكلف اقتصاديا، ويضيف «هناك برامج كشف مبكر مكلفة تصل في بعض الأحيان إلى 10 آلاف ريال للفرد الواحد، لذا لا يمكن تطبيقها على عدد كبير من أفراد المجتمع»، مشيرا إلى أن من أهم شروط فعالية برامج الكشف المبكر أن تسهم في منع المرض أو في حال الكشف عن المرض مبكرا تكون نسبة الشفاء منه عالية.

وحول جهود جمعية الجهاز الهضمي في نشر ثقافة الوعي بمثل تلك البرامج، أكد الخيال على أن جمعيته تبذل جهودا لنشر ثقافة الوعي ببرامج الكشف المبكر.

وأوضح الخيال أن الجمعية قامت بدراسة ميدانية لقياس مدى الوعي المجتمعي بالكشف المبكر وعدد من أمراض الجهاز الهضمي من خلال توزيع استبيان بالمولات التجارية بالرياض، وشارك في الدراسة بالتحليل والمتابعة عدد من طلاب جامعة الملك سعود بالرياض، وكانت نتائج تلك الدراسة الميدانية تؤكد على ضعف مستوى الوعي لدى أفراد المجتمع بمختلف مستوياتهم التعليمية.

وكشف الخيال عن بعض نتائج تلك الدراسة التي وصفها بالصادمة لأنها أظهرت عددا كبيرا من الجامعيين ليست لديهم أي معلومة عن ذلك المرض، ولا يعلمون أن سرطان القولون أصبح يحتل المركز الأول في ترتيب الأورام السرطانية بالسعودية بالنسبة للرجال والمرتبة الثالثة بالنسبة للنساء. ويضيف «بل إن الكثير من النتائج التي توصلت لها تلك الدراسة تؤكد مدى الحاجة لتوعية المجتمع صحيا، فعلى الرغم من مشاركة عدد كبير من أفراد المجتمع ممن هم على قدر عال من التعليم فإن كثيرا منهم لم يكونوا على علم بوظيفة القولون أو ما هو المستقيم، بل إن البعض منهم يعتقد أن المرض الوحيد الذي يصيب القولون هو القولون العصبي».

ولمح الخيال إلى أنه على هامش فعاليات المؤتمر ستتم إقامة المؤتمر العربي الثامن لأمراض الجهاز الهضمي والمؤتمر الحادي عشر للجمعية السعودية للجهاز الهضمي، وتوزيع استبيان ميداني ثان لقياس مدى تفاعل المجتمع المحلي ومقدار مستوى الوعي لديهم بعد مشاركتهم بحضور جلسات المؤتمر.

يشار إلى أن الكشف المبكر الذي يعد قليل التكاليف ومتاحا محليا، يختص في ثلاثة أورام سرطانية فقط، وهي أورام سرطان الثدي والقولون والمستقيم، وإلى حد ما سرطان عنق الرحم، وهذه الأمراض من الممكن الكشف عنها مبكرا، والسيطرة عليها بمنعها، وإمكانية الشفاء منها تشكل نسبة عالية.