مبارك ليس ديكتاتورا ولكن..

TT

> تعقيبا على مقال عبد الرحمن الراشد «هل كان مبارك وديعا أم شريرا؟»، المنشور بتاريخ 7 فبراير (شباط) الحالي، أقول إن الرئيس مبارك لم يكن ديكتاتورا، وإنما كان نهجه مركزيا، جعل الأحزاب المصرية بلا مخالب سياسية ولا أنياب، نتيجة العبث بالانتخابات وعدم نزاهتها، فضلا عن التردي الاقتصادي وانتشار البطالة. وقد توج مبارك هذا كله بقانون الطوارئ الذي سمح لبعض منتسبي الداخلية المصرية بالتعدي على حياة الآخرين وأعراضهم من دون سبب وبلا أي سند قانوني. صحيح أنها لم تكن سياسة عامة، لكنها تعديات غض النظام الطرف عنها كثيرا. في المقابل، يحسب لمبارك توسعة البنية التحتية لمصر، ورغم أنها لا توافق الطموح فإنها تحسنت كثيرا في عهده مقارنة بعهد من سبقه، إضافة إلى توسيع هامش الحرية الإعلامية لدرجة أن الانتقادات أخذت تطال شخصه لا أداءه فقط، مع ما حققه لمصر من ثقل دولي حتى غدت بلاده لاعبا أساسيا في الشرق الأوسط. على كل حال، كما قال الكاتب، ما دامت لم تتحسن معيشة المواطن المصري، سيظل ميدان التحرير عرضة للامتلاء بالمحتجين والمعارضين والدهماء أيضا، وسيعود المصريون إلى المربع الأول، ومن يدري فربما يأتي الوقت الذي يترحم فيه المصريون على زمن مبارك.

محمد الزعبي - الكويت [email protected]