النائب آلان عون لـ«الشرق الأوسط»: الشخصيات التكنوقراط لن تكون بعيدة عن سياسة فريق «8 آذار»

البطريرك الماروني ينتقد تزاحم الموارنة على الكراسي.. وأوساط ميقاتي تؤكد أن الحكومة لم تدخل مرحلتها النهائية

TT

تتريث أوساط رئيس الحكومة المكلف نجيب ميقاتي في التعليق على الموعد النهائي لولادة الحكومة المرتقبة، غداة سلسلة مواقف أطلقتها قوى «8 آذار» بشرت بتصاعد الدخان الحكومي الأبيض قبل نهاية الأسبوع الحالي. وفي حين تترقب الساحة السياسية المواقف التي قد يعلنها رئيس حكومة تصريف الأعمال سعد الحريري يوم الاثنين المقبل، ذكرى اغتيال والده، مع ترجيح إعلان انتقال فريقه السياسي بالكامل إلى ضفة المعارضة، تبدو مهمة ميقاتي في تشكيل حكومته أسهل من الناحية الحسابية دون سواها.

وفي موازاة تأكيد الدكتور خلدون الشريف، المقرب من الرئيس ميقاتي أمس، أن «يد الرئيس المكلف لا تزال ممدودة لجميع الفرقاء وأن الحكومة ليست بمراحلها النهائية، والمفاوضات ما زالت تدور على أكثر من محور»، أعرب النائب في تكتل التغيير والإصلاح التي يترأسها النائب ميشال عون، آلان عون في اتصال مع «الشرق الأوسط» عن قناعته بأن «موعد ولادة الحكومة بات قريبا، ولا عراقيل كبيرة في وجه الرئيس المكلف بل مباحثات لتخريج صيغة معينة».

ونفى عون وجود أي خلافات بين عون ورئيس الجمهورية ميشال سليمان حول بعض الحقائب وحجم التمثيل في الحكومة المقبلة، وقال: «لسنا على خلاف مع أحد ولكننا نتشاور مع الرئيس المكلف بعد أن قدمنا له مطالبنا ونناقشه على أساسها»، معتبرا أن «ميقاتي يلعب دور الموفق بين الجميع وهو يقوم بتدوير الزوايا للتوصل إلى صيغة مقبولة من الجميع».

ورأى عون أن «شهية الاستيزار» ليست بأمر جديد وغالبا ما تكون متوقعة عند تشكيل الحكومات، ولكن في المحصلة ثمة عدد محدد للمقاعد الوزارية تملأ على أساسها، موضحا أن النقاش حول توزيع الأحجام ليس بشهية بل يقوم على أساس معايير تمثيلية واضحة. وأشار إلى أنه لم يتحدد بعد إذا كان عدد المقاعد الوزارية سيكون 24 أو ثلاثين، معتبرا أن الحكومة المقبلة ستضم بشكل رئيسي ممثلين عن الأكثرية الجديدة المتمثلة بتكتل عون وحزب الله وحركة أمل، إضافة إلى كتلة النائب وليد جنبلاط والتكتل الطرابلسي (يضم ميقاتي والنائب أحمد كرامي)، وسيضاف إليهم بعض الشخصيات التكنوقراط التي ستكون منسجمة سياسيا مع قوى «8 آذار».

وانتقد البطريرك الماروني نصر الله صفير، بشكل غير مباشر، تزاحم الموارنة على المناصب الوزارية، وقال في العظة التي ألقاها خلال قداس الاحتفال بعيد مار مارون: «كما عاش القديس مارون، عاش الموارنة الأولون ينشدون قبل كل رضا الله ومحبة القريب، وما استبد الأقوياء بالضعفاء من بينهم، ولا تزاحموا على مناصب ووظائف مكتفين بما قسم الله لهم من نصيب في دنياهم».

وفي موقف لافت، كشف وزير الشؤون الاجتماعية في حكومة تصريف الأعمال سليم الصايغ أن «وجهة نظر الكتائب أن نكون مشاركين في الحكومة من أجل تحصين وضعنا الداخلي»، موضحا أن «من يتكلم باسم 14 آذار ويتخذ القرار هم القيادات الأساسية في هذه القوى». وأكد أنه «من خلال المعطيات التي بين أيدينا، فإن الحكومة ستكون من لون واحد، إلا إذا طرأ أمر جديد»، لافتا إلى أن «شروط 8 آذار تكبل الرئيس ميقاتي». وتعليقا على إبداء الرئيس نبيه بري أسفه لعدم مشاركة «14 آذار» في حكومة إنقاذ وطني، اعتبر الصايغ أنه «ليس لدى الرئيس بري اطلاع تام على ما جرى بيننا وبين الرئيس ميقاتي، لأنه لو كان لديه اطلاع لما قال إننا لا نريد المشاركة»، موضحا: «إننا كنا نريد أن يكون لنا وزن مؤثر داخل الحكومة».

في موازاة ذلك، دعا مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ محمد رشيد قباني إلى اجتماع يعقد اليوم في دار الفتوى للمجلس الشرعي الإسلامي الأعلى، ويحضره رؤساء الحكومات والنواب السنة ومجلس المفتين «للتداول في الشأن العام ومشكلاته واتخاذ الموقف المناسب، نظرا لما تشهده البلاد من خلافات وتجاذبات بعد التطورات الأخيرة في لبنان، وتأثيرها على الدولة والسلم الوطني، وحرصا على تضامن اللبنانيين».

من جهته، قال النائب ايلي عون، من كتلة النائب وليد جنبلاط، «إننا مع كل ما يسهل الطريق أمام رئيس الحكومة المكلف لتشكيل حكومة تنال رضا القوى اللبنانية المتصارعة». وأشار إلى «أننا لن نتوقف على حقيبة وزارية معينة»، معتبرا أن «ميقاتي أفسح المجال واسعا أمام الفريق الآخر للمشاركة، لكن الفريق الآخر يرى أنه ليس من مصلحته المشاركة في الوقت الحالي في الحكومة».