اتحادات ثقافية مغربية تقاطع المعرض الدولي للكتاب في الدار البيضاء

مصدر في وزارة الثقافة: قرار المقاطعة غريب ولن يؤثر على البرنامج العام

TT

أعلنت ثلاثة اتحادات ثقافية مغربية مستقلة، هي «اتحاد كتاب المغرب» و«بيت الشعر» و«الائتلاف المغربي للثقافة والفنون»، عن مقاطعة الدورة الـ17 للمعرض الدولي للنشر والكتاب، الذي يبدأ غدا ويستمر حتى 20 فبراير (شباط) الحالي بالدار البيضاء. وقالت في بيان أصدرته أمس إنها قررت مقاطعة المعرض الدولي «احتجاجا على حجب الدعم المالي لوزارة الثقافة المشرفة على تنظيم المعرض عن هذه الاتحادات».

وفي غضون ذلك، قال البشير الزناكي، مستشار وزير الثقافة لـ«الشرق الأوسط»: إن هذه المقاطعة لن تؤثر على البرنامج العام للمعرض، ووصف رفض المشاركة في المعرض من طرف هذه الهيئات لأسباب مادية بأنه موقف غريب وغير منسجم»، لأن الثقافة في رأيه «يجب أن تظل مترفعة عن هذه الأمور»، حسب تعبيره، مشيرا إلى أن البرنامج سيتم كما هو مقرر له، في حين ستحذف مشاركات المقاطعين.

يذكر أن عددا من الكتاب المغاربة قاطعوا العام الماضي المعرض، احتجاجا على حرمانهم من تعويض في حدود 250 دولارا، كانت تعطى لهم لقاء مساهمتهم في الندوات التي تقام أثناء المعرض. وأوضحت الاتحادات الثقافية الثلاثة في بيان أصدرته أمس أن قرار المقاطعة «يعني الإحجام عن المشاركة أو المساهمة أو الحضور أو التدخل في جميع فعاليات معرض الكتاب»، وأضافت أن قرار المقاطعة يأتي بعد أن لاحظت «أن سلوك الوزارة الوصية ما زال هو ذاته إزاء شركائها المؤثرين»، وهو ما يتبين على سبيل المثال من خلال إحجام الوزارة عن إشراكها في اللقاء الصحافي الذي نظم الجمعة الماضي لتقديم برنامج المعرض.

كما «لاحظت أن الوزارة غضت الطرف عن استضافة ما وصفته «المكونات الفعلية للطيف الثقافي الإيطالي، باعتبار أن إيطاليا ضيف شرف هذه الدورة، حيث اكتفت الوزارة باستضافة الجانب الثقافي الإيطالي الرسمي، مغيبة تجارب ورموزا أساسية ومؤسسة من أمثال أمبرطو إيكو، وأنطونيو تابوكي، وروبيرطو سافيانو.

واعتبرت هذه المؤسسات أن الوزارة لم تف بوعودها، على الرغم من الاتصالات والرسائل الموجهة إليها، «بل تم في المقابل المس بالدعم السنوي الذي تقدمه لهذه الاتحادات، بحيث تم حذف نسبة مهمة منه العام الماضي، بدعوى سياسة ترشيد النفقات التي أقرتها الحكومة، علما بأن تطبيق هذه السياسة مهم العام الحالي. وأبرزت أن الوزارة «تمادت، خلال الآونة الأخيرة، في الإمساك عن دعم المهرجانات والمؤتمرات الثقافية التي يشرف عليها المجتمع المدني».

وأشارت، إلى أنها حذفت «فقرة المسرحيات والعروض الفنية الموازية للمعرض، وكذا الإجهاز على المكتسبات الاجتماعية، خاصة المنحة الخاصة بالتأمين الصحي للفنانين، التي لولا تدخل (جهات سامية) لما رأت النور، فضلا عن عدم اتخاذ الوزارة أي خطوة من أجل تفعيل قانون الفنان»، حسب تعبير البيان.

وأبرزت أن المعرض الدولي للكتاب يعد «حدثا وطنيا يدشن عمليا الدخول الثقافي المغربي ويحرك جانبا من سوق النشر وتداول الكتاب ويتيح للقارئ المغربي فرصة الاقتراب أكثر من الكتاب والمبدعين والمفكرين في مختلف الحقول الأدبية والفكرية والفنية».

وذكرت أن سعي هذه الجمعيات للمشاركة في مثل هذه التظاهرات كان بمثابة «مساهمة منها في تعزيز الصورة الثقافية لبلادنا ولمكانتها، كمنتج للكتاب ولقارئ جيد له، وفي تقوية مسالك الحوار الثقافي بين الدولة والمجتمع، وهو ما جعلها تنخرط بكل مسؤولية في هذا الأفق، وفي هذا الرهان الثقافي والتواصلي الوطني».