عرض للموضة من نمط خاص في بغداد

يحذر من خلاله مسجد في الكاظمية مرتديات الملابس الغربية من «عذاب جهنم»

عراقيتان استوقفهما عرض الموضة الغريب في الكاظمية ببغداد («نيويورك تايمز»)
TT

يبيع البائعون حول مسجد الكاظمية في شمال بغداد مختلف أنماط الملابس النسوية، من العباءات السوداء حتى ملابس السهرة المكشوفة. إلا أنه في مساء أحد الأيام القليلة الفائتة، توجه حميد إبراهيم بأسرته باتجاه نمط جديد من جهود عرض الموضة.

فعلى منصة مرتفعة بين متجرين، نصبت أربعة تماثيل لعارضات يرتدين ملابس غربية، وتدلى شعرهن الأشقر من أسفل أغطية رأس ملونة وسط ألسنة لهب اصطناعية. وفي أحد الجوانب، رسمت صورة لمجموعة من الرجال المخيفين تحدق أعينهم بشهوة في العارضات، وخلف التماثيل كانت هناك صورة متخيلة عن الجحيم. وأسفل المنصة، كانت كتبت عبارة تحذيرية تقول: «أي رجل يملأ عينيه بالحرام، سيملأ الله عينيه بالنار يوم القيامة».

رأى إبراهيم في هذا الأمر رسالة تحتاجها زوجته وبناته وجميع نساء العراق بشدة. وقال: «أحضرتهن هنا ليرين ذلك. يبدو أن الجميع قد نسي الله، ويزعمون أن هذا تقدم. في الواقع، إنه فسوق».

وفي هذه المنطقة التجارية المزدحمة الواقعة قرب أكبر الأضرحة المقدسة لدى الشيعة في بغداد، تدور رحى ما يمكن أن يوصف بـ«معركة العباءة» - بين العلمانية والشريعة - مما أثار جدالا محتدما بين الجانبين.

وأبدت زوجة إبراهيم، التي أشارت لنفسها باسم أم نور، موافقتها على العرض الخاص بتماثيل العارضات وجهنم والقائم منذ قرابة شهر. ومثلما الحال مع كثيرين في الشوارع، كانت ترتدي عباءة فضفاضة تغطي كامل جسدها ما عدا الوجه، وهو نفس الزي الذي ألبسته بناتها.

وقالت: «هذا أمر جيد لأنه سيجعل النساء يخفن ويتوقفن عما يرتكبنه ويرتدينه. هناك بعض الأشخاص لا يخافون الله. دعوهم يأتوا هنا ويروا ذلك». اللافت أن الملابس التي كانت تماثيل العارضات ترتديها تبدو محتشمة ذلك أن الأكمام والتنورات كانت طويلة، وكانت فتحة الرقبة مرتفعة أو مغطاة بأوشحة.

من جانبه، قال أبو كرار، ممثل المسجد: «جاءتنا هذه الفكرة الرائعة بعدما شاهدناه من فسوق وعري. إن هذه منصة صغيرة لتوضيح عذاب الله لمن يرتدين هذا النمط من الملابس».

بدورها، تقول الدكتورة ندى عبد المجيد الأنصاري، عميدة كلية العلوم للبنات بجامعة بغداد، والتي نظمت حلقة نقاشية مؤخرا حول الملبس الملائم للمرأة: «إن الأحزاب الدينية لها حاليا اليد العليا». وأضافت: «أعتقد أن كل شيء سيستقر بمرور الوقت».

ومثلما الحال في الحروب الثقافية الأميركية، يدعي كلا جانبي «معركة العباءة» أنه يخسر.

من وجهة نظر أبو كرار، هناك انهيار حاد. وقال: «لقد عانينا فسوقا شديدا العام الماضي، لكن الوضع هذا العام أسوأ». وقال إنه حتى في الكاظمية، التي تضم ضريحين لاثنين من كبار أئمة الشيعة، فإنه يتعرض للشتم من جانب النساء اللائي يرين العرض. لكن بالنسبة لميسون إبراهيم، 34 عاما، فإن هذا العرض يشجع الرجال على مضايقة النساء بجعلهن أدنى إنسانية. وقالت إن الرجال الذين كانوا يعاكسون النساء من قبل أصبحوا يستخدمون ألفاظا وقحة الآن.

* خدمة: «نيويورك تايمز»