الغليان يتصاعد في مصر

اتصال هاتفي بين خادم الحرمين وأوباما * البيت الأبيض: الحكومة المصرية لم تلب المطالب * أبو الغيط: أميركا تريد فرض إرادتها * استقالة وزير الثقافة في الحكومة الجديدة * متظاهرون يحاصرون البرلمان ومجلس الوزراء * تحذيرات من تدخل الجيش

أزهريون يعلنون تضامنهم مع المحتجين في ميدان التحرير (إ.ب.أ)
TT

تصاعدت درجة الغليان في مصر امس مع اتساع الاحتجاجات في المحافظات شمالا وجنوبا, وحاصر المتظاهرون من شباب 25 يناير أمس مباني البرلمان والحكومة بالقاهرة، معلنين تمسكهم بإسقاط الرئيس المصري حسني مبارك، فيما قالت جماعة الإخوان المسلمين لـ«الشرق الأوسط» إنها تحذر من استخدام الجيش في انقلاب عسكري. وفي تطور مفاجئ استقال أمس وزير الثقافة المصري الدكتور جابر عصفور بعد عشرة أيام من توليه المسؤولية في الوزارة التي تشكلت عقب أحداث 28 يناير، وقد قيل ان الاستقالة لأسباب صحية. وكان مثقفون مصريون وعرب أدانوا قبول عصفور تولي وزارة الثقافة في نظام قالوا انه غير شرعي.

وشهدت بعض المحافظات المصرية زخما كبيرا من الأحداث في اليوم السادس عشر من بدء المظاهرات المطالبة برحيل الرئيس المصري من سدة الحكم، ففي محافظة الوادي الجديد لقي ثلاثة أشخاص مصرعهم وسقط أكثر من 100 مصاب في مواجهات بين الشرطة والمتظاهرين، بينما شلت الاعتصامات الحياة بالإسكندرية وشوهدت قوات للجيش تسيطر على مبنى التلفزيون المحلي بعد ورود أنباء بنية المتظاهرين لاحتلال المبنى, كما شهدت بورسعيد احتجاجات ومصادمات.

وفي سياق متصل، حدثت في مصر أمس أكبر موجة إضرابات واحتجاجات لعمال وموظفين في القطاعين الحكومي والخاص تتسم بالمطالب الفئوية، التي تتعلق بتحسين أوضاعهم المالية وصرف المرتبات المتأخرة، مع إضافة الحوافز والعلاوات وإيفاء الوعود بتعيين أصحاب العقود المؤقتة ورفض الفساد وتوفير رعاية صحية شاملة للعاملين.

على صعيد أخر، شهد يوم امس عودة للتصعيد من جانب واشنطن من اجل تسريع التغيير في مصر, فبينما قال احمد أبو الغيط وزير الخارجية في حديثين الى قناتي «بي بي اس» الاميركية و«العربية» قال ان واشنطن تحاول فرض ارادتها على مصر, مستغربا دعوتها الى رفع قانون الطوارىْ, لكن المتحدث باسم البيت الابيض روبرت غيبس رفض ذلك مؤكدا ضرورة رفع قانوهن الطوارئ وقال ان الخطوات الاولية التي اتخذتها مصر باتجاه تطبيق الاصلاحات لم تلب «الحد الادنى» من مطالب الشعب المصري. وقال غيبس: «نائب الرئيس (عمر) سليمان يقود عملية الانتقال.. وعليه اتخاذ الخطوات التي حددناها، من بينها رفع قانون الطوارئ والتعديلات الدستورية التي تسمح بانتخابات حرة وعادلة». واضاف: «الشعب المصري يعتقد انه ينبغي فعل المزيد». وكان ابو الغيط حذر من ان الجيش سيتدخل لحماية الدستور اذا حصلت فوضى بينما دعت الخارجية الأميركية الجيش المصري الى المحافظة على ضبط النفس. إلى ذلك, تلقى خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز أمس اتصالا هاتفيا من الرئيس الأميركي باراك أوباما، تناول الاوضاع في مصر.