فور إعلان السلطات الهندية أمس إلقاءها القبض على مسؤول كبير في شركة «اتصالات دي بي» الهندية، بتهمة تلاعب في عملية منح تراخيص ترددات شبكة الجيل الثاني، سارعت شركة «اتصالات» الإماراتية الشريكة بالمشروع بنسبة 45% إلى نفي علاقتها فيما وصفته «فضيحة فساد» في قطاع الاتصالات الهندي، مؤكدة أنها ملتزمة بأعمالها في الهند ولن تنسحب منها، في حين نفت الشركة الهندية صحة الاتهامات الموجهة لمسؤوليها أو ارتكاب أي فعل غير لائق أو غير قانوني.
وتفاعلت القضية يوم أمس بعد أن أعلن مكتب التحقيقات المركزي الهندي أنه ألقى القبض ليل أول من أمس على (شاهد بالوا) العضو المنتدب بشركة «دي بي ريلتي» ونائب رئيس مجلس إدارة «اتصالات دي بي» وهي مشروع مشترك بين «اتصالات» و«مجموعة دي بي» الهندية، وذلك على خلفية ادعاء بأن شركتين هنديتين حصلتا على معاملة تفضيلية في عملية منح تراخيص ترددات شبكة الجيل الثاني.
الأمر الذي دفع «مؤسسة الإمارات للاتصالات» (اتصالات) للتأكيد مجددا أمس أنها ليست طرفا في «فضيحة فساد بقطاع الاتصالات الهندي أدت إلى القبض على مسؤول بوحدتها الهندية لمزاعم بارتكاب مخالفات».
وأكدت «اتصالات» التي تملك حصة 45% تقريبا في المشروع على أنها اشترت حصتها في الوحدة الهندية التي كانت تحمل اسم «سوان» في ذلك الوقت بعد منح التراخيص، وقالت في بيان إنها لم تشارك بأي شكل من الأشكال في تقديم طلب الحصول على الترخيص وإنها اشترت الحصة في الشركة معتقدة بحسن نية أن الشركة الهندية حصلت على التراخيص بشكل سليم.
وفي سبتمبر (أيلول) 2008 أعلنت «اتصالات» عن توقيع اتفاقية نهائية للاستحواذ على نحو 45% من أسهم شركة الاتصالات الهندية المحدودة الخاصة «سوان تيليكوم»، التي حصلت في حينها على رخصة تقديم خدمات الهاتف الجوال في الهند، من خلال شراء نسبة من أسهم الشركة المطروحة للبيع بقيمة نقدية تبلغ 900 مليون دولار أميركي، ما يعني أن نسبة 100% من قيمة أسهم الشركة تقدر بما يصل إلى مبلغ إجمالي ملياري دولار، وكانت «سوان تيليكوم» تمتلك رخصة تقديم خدمات الاتصالات العالمية في 15 ولاية هندية إبان توقيع الشراكة مع «اتصالات» الإماراتية، حيث كانت تحاول تغطية نحو 900 مليون نسمة في كل أنحاء الهند.
وقالت «اتصالات» في بيانها أمس إنها ملتزمة بأعمالها في الهند ثاني أسرع أسواق الهاتف الجوال نموا في العالم ولن تنسحب منها، فيما حقق سهم «اتصالات» أمس ارتفاعا بنسبة 0.5%.
إلى ذلك قالت «دي بي ريلتي» إن شاهد بالوا، العضو المنتدب فيها نائب رئيس مجلس إدارة «اتصالات دي بي» الذي ألقي القبض عليه في وقت متأخر يوم الثلاثاء، لم يرتكب أي مخالفة.
وأضافت في بيان «نؤكد أنه لا بالوا ولا أي شخص أو كيان ينتمي لـ(مجموعة دي بي) ارتكب أي فعل غير لائق أو غير قانوني. سيطعن بالوا بشدة في الإجراءات». وفقا لوكالة رويترز للأنباء.
وفي حين تمتلك «اتصالات» 45% من المشروع تتوزع النسبة المتبقية من أسهم «سوان تيليكوم» والبالغة 55% على عدد من الجهات أبرزها مجموعة «دايناميكس بالواس» التابعة لـ«سوان تيليكوم» و«دي بي غروب»، وهي مجموعة شركات متخصصة في مجال التطوير العقاري والضيافة وتتخذ من مومباي مقرا لها.
يشار إلى أن «اتصالات» تنظر إلى السوق الهندية على أنها واحدة من أكبر وأسرع أسواق الهواتف الجوالة نموا في العالم، وجزء مهم من استراتيجية التوسع الخارجي لديها.