16 قتيلا في معارك بين متمردين وجيش جنوب السودان

الخرطوم تعتقل مريم المهدي

TT

قتل 16 شخصا على الأقل في معارك بين جيش جنوب السودان ومتمردين في منطقة جونقلي في جنوب السودان، على الرغم من سريان مفعول وقف دائم لإطلاق النار موقع في يناير (كانون الثاني)، كما أعلن الجيش الجنوبي أمس.

وقال فيليب أقوير، المتحدث باسم الجيش الشعبي لتحرير السودان، المتمردون السابقون الذين يتولون قيادة الجيش في منطقة جنوب السودان، إن «المتمردين شنوا هجومهم الأربعاء فقتلوا أربعة من جنودنا. لكن الجيش رد وقتل 12 من المهاجمين». وأضاف أن «المعارك دامت نحو ثلاث ساعات قبل أن يسيطر الجيش الشعبي لتحرير السودان على الوضع».

وأوضح المتحدث «ما زلنا ننتظر الحصيلة الكاملة للضحايا»، معربا عن تخوفه من ارتفاع عدد القتلى.

وتعرض هذه المواجهات للخطر وقفا دائما لإطلاق النار وقع في الخامس من يناير (كانون الثاني) بين الجيش الشعبي لتحرير السودان والمتمردين المعنيين الذين حملوا السلاح في الربيع.

وقائدهم المفترض جورج أتور ضابط سابق رفيع المستوى في الجيش الشعبي لتحرير السودان، وقد انضم إلى التمرد بعدما خسر الانتخابات في أبريل (نيسان) لمنصب حاكم ولاية جونغلي.

وأسفرت المواجهات بين أنصاره والجيش الجنوبي عن عشرات القتلى في هذه الولاية.

وقال أغوير لوكالة الصحافة الفرنسية إن «انتهاك الاتفاق مخيب للآمال فعلا».

وقد هاجم المتمردون مدينة فنجاك في شمال ولاية جونغلي وزرعوا ألغاما وفجروا شاحنتين للجيش الشعبي لتحرير السودان، كما أضاف أقوير. ويتهم المسؤولون الجنوبيون أتور باستغلال وقف إطلاق النار لتجنيد عناصر جدد.

وقبل توقيع الاتفاق، كانت السلطات الجنوبية تتهم جورج أتور ورجاله بأنهم تابعون للسلطة المركزية في الخرطوم من أجل تقويض الاستقرار في جنوب السودان. وتأتي هذه الهجمات بعيد الاستفتاء في جنوب السودان الذي أجري من التاسع إلى الخامس عشر من يناير.

وستصبح المنطقة دولة مستقلة قبل يوليو (تموز) لأن «نعم» قد حصلت على 98.83% من الأصوات. ويقول محللون إن ترسيخ الأمن في هذه الدولة الجديدة سيشكل واحدا من أبرز التحديات.

إلى ذلك، اعتقلت السلطات السودانية أمس القيادية في حزب الأمة المعارض مريم المهدي بينما كانت تستعد للمطالبة بالإفراج عن السودانيين الذين أوقفوا منذ 10 أيام إثر مظاهرات مناهضة للحكومة، كما أعلن حزبها. ومريم المهدي ابنة رئيس الوزراء الأسبق الصادق المهدي الذي أطاح بحكومته الرئيس عمر البشير في انقلاب قاده في 1989 اعتقلت لدى توجهها مع مجموعة من الناشطات لمطالبة مدير جهاز الأمن والاستخبارات بالإفراج عن متظاهرين معتقلين منذ قرابة أسبوعين، كما أكدت حباب مبارك الفاضل ابنة القيادي الآخر في حزب الأمة مبارك الفاضل.

وقالت: «حالما ترجلنا من السيارة اعتقلوها». وأضافت: «لقد صادروا أيضا بعنف اللافتات التي كانت معنا في السيارة والتي عليها صور الأشخاص الذين اعتقلوا في 30 يناير (كانون الثاني)».

وأوضحت أن عملية الاعتقال جرت في الوقت الذي كانت فيه مجموعة من نحو 30 امرأة بينهن العديد من أمهات المعتقلين، تغادر منزلها حيث تجمعن لتقديم عريضة إلى الفريق محمد عطا مدير جهاز الأمن والمخابرات الوطني. ويندرج الاعتقال في إطار تشديد النظام إجراءاته ضد المعارضة.