الفلسطينيون يتخلصون من حاجز حوارة جنوب نابلس

خنق المدينة وشهد عمليات قتل واعتقال

TT

على مدى أعوام، كان على الفلسطينيين الذين يضطرون إلى مرور حاجز حوارة المدخل الجنوبي لمدينة نابلس، الانتظار لـ3 ساعات أو أكثر، يخضعون خلالها للتفتيش الدقيق والمذل والمهين. وفي أحيان يغلق الحاجز لساعات طويلة لمجرد الاشتباه في شخص أو جسم مجهول.. مما يزيد معاناة المواطنين ويطيل ساعات الانتظار.

وحتى مع الانتظار ساعات طويلة، كان ذلك بالنسبة للفلسطينيين يشكل انفراجه مهمة، إذ إنه وفي بداية الانتفاضة في سبتمبر (أيلول) 2000، كان يمنع عليهم استخدام هذا الحاجز إلا بتصاريح خاصة، وكان هذا يشمل أهالي نابلس نفسها الذين سجنوا لسنوات داخل مدينتهم، بسبب حاجز حوارة.

وعلى هذا الحاجز، الذي شهد أكثر من هجوم مسلح للفلسطينيين، في بداية الانتفاضة، قتل العديد من الفلسطينيين، واكتشف أمر بعض المفخخين، واعتقل مئات الفلسطينيين، وضرب آلاف منهم.

واليوم أزالت إسرائيل هذا الحاجز، نهائيا. وصار يمكن الذهاب إلى نابلس والخروج منها من دون أي معاناة أو انتظار. وأكد محافظ نابلس اللواء جبرين البكري، أمس، أن «سلطات الاحتلال الإسرائيلية أبلغت السلطة رسميا أن الجيش سيبدأ بإزالة حاجزي حوارة جنوب نابلس وبيت فوريك شرق نابلس شمال الضفة، بصورة كاملة من خلال إزالة المكعبات الإسمنتية على الحواجز وإجراءات مخففة أيضا على حاجز زعترا عند المدخل الشمالي لمدينة رام الله.

وقال البكري: «نعمل مع الجانب الإسرائيلي منذ ثمانية أشهر للتخفيف على كاهل المواطنين بشكل مستمر وكامل، ومن شأن هذه الخطوة أن تسهل حياه المواطنين اليومية إضافة إلى دفع عجلة الاقتصاد في المحافظة». وتأتي الخطوة كما يبدو ترجمة لوعود رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو الأسبوع الماضي، لممثل الرباعية توني بلير، بتقديم تسهيلات للسلطة الوطنية، وتشمل هذه المقترحات توسيع البناء للفلسطينيين في القدس الشرقية، وكذلك إعطاء الصلاحيات الأمنية لسبع مدن إضافية في الضفة الغربية، وتخفيف الحصار عن غزة.

لكن أيضا بحسب مصادر أمنية لـ«الشرق الأوسط»، فإن الخطوة مرتبطة، بخطط لتسليم المدينة كاملة للسلطة، وهو مطلب فلسطيني موضوع على الطاولة منذ سنوات، بعدما نجحت السلطة في فرض سيطرتها على المدينة التي طالما كانت بؤرة المقاومة الفلسطينية، وتوصف بجبل النار. ومن شأن الخطوة الإسرائيلية الجديدة، أن تسمح بدفعة قوية للاقتصاد في نابلس الذي طالما عانى الضعف بسبب إغلاق المدينة التي كانت قبل الانتفاضة توصف أيضا بأنها «عاصمة جبل النار».

ومع ذلك، ما زال يوجد نحو 70 عائقا وحاجزا داخل نابلس، قال البكري، إنها بحاجة إلى جهد من أجل إنجازها.

ولا يصدق الفلسطينيون أنهم تخلصوا من حاجز حوارة وقال أمجد عداسي، إن الحاجز ظل يشكل كابوسا لعابريه الذين كانوا يلقون معاملة قاسية. وفي العامين الأخيرين، خفف الجنود تلقائيا من التفتيش، على حوارة، لكن قبل ذلك، كانت معاملة الفلسطينيين على هذا الحاجز، مذلة إلى حد كبير، وطالما رش الجنود على الطوابير المصطفة هناك «زفتة ساخنة» وأطلقوا تجاهم الرصاص والغاز.

وحوارة، هو أكبر حاجز في الضفة الغربية، وكان يوميا يعبره آلاف الفلسطينيين.

وكتبت مؤسسة «محسوم ووتش»، الإسرائيلية، مرارا عن توقف الحياة لساعات على حاجز حوارة، واحتجاز المئات، من دون أسباب تذكر.

وعقب البكري، «إزالة هذا الحاجز يشكل إنجازا كبيرا، لما شكله من عنوان لقهر الناس واضطهادهم لـ10 سنوات ماضية».

وتخطط السلطة الآن لمحو آثار هذا الحاجز نهائيا، وقال البكري، إنه سيتم إعادة تأهيل الشارع بشكل لائق ومناسب لدخول وخروج المواطنين وسياراتهم.