واشنطن: مؤتمر للجناح اليميني قد يفرز مرشح الجمهوريين للرئاسة

رومني وغينغريتش وباولنتي أبرز الحاضرين وجيب بوش وبالين أبرز الغائبين

واحدة من أعضاء حزب الشاي تستمع إلى «المؤتمر المحافظ للعمل السياسي» في واشنطن أمس (رويترز)
TT

وسط شعار جديد للحزب الجمهوري أطلقه زعيم الأقلية في مجلس الشيوخ، السيناتور ميتش ماكونيل «ليكن أوباما رئيسا لفترة رئاسية واحدة»، انطلق في واشنطن، مؤتمر للجناح المحافظ في الحزب الجمهوري، الذي يسيطر عليه حزب الشاي.

ويستمع المؤتمر المحافظ للعمل السياسي الذي بدأ أعماله أمس وسيستمر حتى يوم غد (السبت)، إلى عدد من المرشحين المحتملين لانتخابات الرئاسة المقبلة. ومن المقرر أن يتحدث أمام المؤتمرين، رئيس مجلس النواب السابق نيوت غينغريتش (من ولاية جورجيا)، وهو على يمين الحزب، لكن لا يمكن اعتباره من قادة حزب الشاي. وقال غينغريتش مسبقا إنه سيتحدث عن زيادة التنقيب عن النفط داخل الولايات المتحدة، وتخفيض القوانين الحكومية لنظافة البيئة حسب مطالب الشركات العملاقة. وأيضا سيتحدث حاكم ولاية مينيسوتا السابق تيم باولنتي الذي قال إنه يعتزم التركيز على خفض الضرائب وتقليص دور الحكومة في المجتمع، لأن زيادة دور الحكومة فلسفة «ليبرالية»، كما يسميها الجناح المحافظ.

وسيحضر مايك رومني، حاكم ولاية ماساتشوستس السابق، والذي يعد من قادة وسط الحزب. وكان خاض في المرة الماضية كمرشح للحزب لرئاسة الجمهورية، لكن فاز عليه السيناتور جون ماكين، من قادة الجناح المعتدل في الحزب.

ورغم أن جيب بوش، شقيق الرئيس السابق جورج بوش الابن، وحاكم سابق لولاية فلوريدا، قال إنه لن يحضر، فإن من المتورع أن يشار إلى اسمه كمرشح محتمل باسم الحزب. وليس سرا أن جيب بوش ينتمي إلى الجناح المعتدل في الحزب، مثل والده الرئيس الأسبق بوش الأب، وليس مثل شقيقه الرئيس السابق جورج بوش الابن الذي اشتهر عهده في البيت الأبيض بتطبيق الأجندة اليمينية سواء في السياسة الداخلية أو الخارجية. ورغم غياب جيب بوش، اعتبر مراقبون أن شهرته واعتداله سيكونان من الأسباب الرئيسية التي ترجح ترشحه باسم الحزب لانتخابات الرئاسة.

وغابت أيضا الحاكمة السابقة لولاية ألاسكا، سارة بالين، التي قالت إنها قلقة لوجود خلافات في قيادة الجناح اليميني، وإن هناك جماعات محافظة قاطعت المؤتمر. وقال الحاكم السابق لولاية أركنساس، مايك هاكابي، إنه لن يحضر المؤتمر أيضا، وهو من قادة الجناح اليميني، لكن ليس من قادة حزب الشاي. وعاد أمس من إسرائيل، حيث أدلى بتصريحات مؤيدة للرئيس المصري حسني مبارك، ودعا إلى حماية إسرائيل في حال سيطرة الإسلاميين على مصر بعد فترة مبارك. ورأى مراقبون في واشنطن أن الجو داخل المؤتمر سيكون مناقضا لما تسمى الفلسفة «الليبرالية»، وسيركز على تخفيض الضرائب، وتخفيض ميزانية الحكومة، وتعديل الدستور لمنع أي عجز في الميزانية السنوية.

وقالت صحيفة «واشنطن بوست» إن المجتمعين سيناقشون مواضيع اجتماعية، وليس بالضرورة فقط سياسية واقتصادية. ومن المواضيع المطروحة منع الإجهاض تماما، وحظر زواج المثليين جنسيا، ومنع دخول الأجانب بطرق غير قانونية.

وقال رالف ريد، من قادة الجناح اليميني: «هناك بعض القلق بأن الناس لا يريدون الحديث عن القضايا الثقافية. وأنا أفهم ذلك القلق، وإلى حد ما أشارك هذا القلق». واعتبر أنه لهذا السبب، يريد أن يناقش المؤتمرون هذه القضايا الاجتماعية.

ويأتي هذا المؤتمر في وقت يحتفل فيه المحافظون بمرور مائة عام على مولد المحافظ الأكبر رونالد ريغان وهم يبحثون عمن يمكن أن يحمل رايته. وقال رون بونجيان، الاستراتيجي الجمهوري: «عليهم أن يعرضوا مسوغاتهم الفعلية في الدوائر الانتخابية المهمة والترويج لأنفسهم مبكرا قبل أن تدور العجلة». وأشار مراقبون إلى أن الجهاز المنظم للمؤتمر تأسس سنة 1974، مع زيادة قوة الجناح اليميني في الحزب الجمهوري، ثم جاء عهد الرئيس الأسبق ريغان الذي حول كل الولايات المتحدة نحو اليمين، سياسيا واقتصاديا وأيضا اجتماعيا إلى حد ما. وقال بيان أصدره منظمو المؤتمر: «نحن نعمل لتثقيف وتنشيط النشطاء وتقديم فرص للقادة السياسيين الحاليين والمستقبليين لإثبات القيم المحافظة».

ويسود جو المؤتمر خليط من الجدية والمرح، حيث يختلط المجتمعون بمتظاهرين، وبباعة المشروبات والمأكولات، وبأناشيد وأغان يغلب عليها الطابع الوطني المتطرف، ورفع الإعلام الأميركية بصورة أكثر من عادية. ويحضر المؤتمر ما يقرب من 10000 يعتقد أن نصفهم تقريبا من طلاب الجامعات والمدارس الثانوية.

ولا يملك الجمهوريون مرشحا واضحا لانتخابات عام 2012 كما كانت عادتهم، تاركين أنصار الحزب أمام حقل مزدحم بالأسماء من بينها رومني الذي حارب بقوة، لكنه خسر في نهاية المطاف في الانتخابات التمهيدية أمام جون ماكين عام 2008، والذي خسر بدوره أمام الديمقراطي أوباما في انتخابات الرئاسة عام 2009. وقال خبير استطلاعات الرأي الجمهوري ويت إيراس إن الساحة «مفتوحة تماما» وإن كان يرى رومني الآن من الشخصيات المتقدمة في السباق.