مصر تتأرجح بين القصر والميدان

مبارك اعتذر وفوض.. وسليمان تعهد بالمحافظة على مكتسبات ثورة الشباب.. وترقب للبيان رقم 2 من الجيش * المحتجون يرفضون ويعدون لمليونية جديدة في جمعة التحدي * الرئيس المصري طالب بتعديل 5 بنود من الدستور وإلغاء المادة 179 بما يمهد لإلغاء الطوارئ

صورة الرئيس مبارك وهو يلقي بيانه تنعكس على أحد الجدران في ميدان التحرير مساء أمس (رويترز)
TT

باتت مصر تتأرجح بين القصر، وميدان التحرير الذي يؤمه مئات الآلاف من المحتجين، المطالبين بتنحي الرئيس المصري حسني مبارك، فبعد دقائق من خطاب الرئيس مبارك، بتفويض سلطاته لنائبه عمر سليمان في اختصاصات رئيس الجمهورية وفق ما يحدده الدستور، وتعهد سليمان، بالمحافظة على مكتسبات ثورة الشباب، رفض المحتجون، ما جاء في الخطابين، متوعدين بالرد بمظاهرة مليونية أخرى في جمعة التحدي اليوم.

وتعهد الرئيس مبارك في خطاب الى الأمة بالعمل على انتقال سلمي للسلطة، مؤكدا انه يثق بصدق مطالب المحتجين ونواياهم، لكنه شدد على رفضه لإملاءات القوى الخارجية على بلاده. وكرر مبارك القول بأنه لن يترشح لخوض الانتخابات القادمة التي تجرى في سبتمبر (ايلول). وقال ان الحوار مع المعارضة ادى الى توافق مبدئي على حل الازمة. واكد أنه طالب مجلس الشعب بتعديل 5 بنود من الدستور والغاء مادة سادسة وهي المادة 179 بما يمهد لإلغاء قانون الطوارئ. واضاف انه يريد ان «يوارى الثرى» على ارض مصر، ولن يغادر. وحذر مبارك من خطورة استمرار حالة الاحتقان التي يشهدها الشارع المصري، قائلا إنها ربما تخلق أوضاعا يصبح معها «الشباب الذي دعا إلى التغيير» أول المتضررين منها. واشار ايضا الى أن دماء شهداء وجرحى المظاهرات لن تضيع هدرا، مشددا على أنه سيعاقب المسؤولين عن المصادمات التي حدثت بين المتظاهرين وقوات الأمن. من جهته دعا نائب عمر سليمان، الشباب المصري للعودة الى «ديارهم واعمالهم»، مؤكدا ان «حركة شباب 25 يناير نجحت في احداث تغيير مهم في مسار الديمقراطية»، وتعهد بالمحافظة على مكتسباتهم.

وأكد اللواء عمر سليمان، أن هذه الساعة مؤثرة في تاريخ الوطن، وعلى الجميع أن يتحدوا ويحكموا العقل، وقال سليمان «بعد أن فوضني الرئيس الحفاظ على ارض مصر وإعادة الطمأنينة لجموع المصريين والحياة لطبيعتها، اطلب من الجميع المساهمة في الوصول إلى هذا الهدف». وأضاف «لقد فتحنا بابا للحوار وتوصلنا إلى تعهدات ووضعنا خارطة طريق، وما زال الباب مفتوحا لمزيد من الحوار». وفي وقت سابق أصدر الجيش المصري ما سماه «بيان رقم واحد». وقال انه يتحرك للحفاظ على الوطن وتطلعات الشعب بعد اجتماع للمجلس الأعلى للقوات المسلحة. وكانت هناك حالة ترقب للبيان رقم 2 المتوقع أن يصدر اليوم عن الجيش.

وأعلن المتظاهرون في ميدان التحرير، رفضهم لخطاب الرئيس مبارك، مؤكدين انهم سيسيرون مظاهرة مليونية رافضة لما جاء في خطاب الرئيس. ودعا بعضهم الى اضراب عام فوري، وطلبوا من الجيش الذي نشر اعدادا كبيرة من القوات والدبابات حول الميدان الانحياز إليه.

وفي ردود الفعل الدولية اعلنت واشنطن قلقها من عملية انتقال السلطة في مصر. فيما قال الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي, انه يأمل أن تتجه مصر صوب الديمقراطية وليس الى شكل اخر من الدكتاتورية.

وفي بروكسل عبر الاتحاد الاوروبي عن قلقه قائلا على لسان وزيرة خارجيته «حان وقت التغيير الان».