متى تتخلى الأندية عن خوفها؟

موفق النويصر

TT

اعترف الأمير عبد الرحمن بن مساعد، رئيس مجلس إدارة نادي الهلال السعودي، في حديث صحافي له العام الماضي، بأنه أخطأ عندما طالب البلجيكي إيريك غيريتس، المدير الفني السابق للفريق، بالمنافسة على جميع البطولات التي يشترك فيها الفريق.

وعلى الرغم من تحفظ غيريتس على هذا المطلب، فإنه عمل بمساعدة جهازه الفني والإداري على ذلك، فنجح في بلوغ نهائي كأس الأمير فيصل بن فهد، وخسر أمام الشباب، بينما نجح في تحقيق بطولة الدوري قبل نهايتها بـ3 أسابيع، وتحقيق كأس ولي العهد أمام الأهلي، وخسارة نهائي بطولة خادم الحرمين الشريفين للأبطال أمام الاتحاد، وأخيرا التأهل لدور الـ8 في بطولة دوري أبطال آسيا قبل نهاية الموسم.

الأمير عبد الرحمن بن مساعد أرجع أسباب اعتقاده أنه أخطأ في مطلبه إلى حالة الإجهاد والتشبع التي أصابت اللاعبين ذهنيا وبدنيا في نهاية الموسم، وكادت تعصف بأحلام الفريق في التأهل للأدوار النهائية لبطولة آسيا، وتحديدا عندما خسر الفريق مباراته أمام الغرافة القطري 1/4، على الرغم من فوزه في لقاء الإياب 3/0.

الملاحظ في هذا الموسم أن الفريق الهلالي يسير على النهج ذاته الذي تم انتقاده في العام الماضي؛ فالفريق يشارك في بطولة الدوري بالعناصر الأساسية، في حين أن مشاركته الأولى في بطولة ولي العهد كانت بالعناصر ذاتها، والأكيد أنه سيشارك في بطولة خادم الحرمين الشريفين للأبطال وتصفيات دوري أبطال آسيا بالتشكيل ذاته، على اعتبار أن هاتين البطولتين ما زالتا عصيتين على الفريق.

فهل هو تغير في المفاهيم، أم عدم ثقة في الصف الثاني، أم أنه النهم في تحقيق جميع البطولات؟

الأكيد أن هذه الحالة ليست مقصورة على الهلال وحده، بل هي حالة متغلغلة في جميع الأندية السعودية، خاصة الكبيرة منها، لعدة أسباب، لعل من أهمها: غياب الاستراتيجية طويلة الأمد لمعظم الأندية، إضافة إلى تداخل البطولات المحلية بعضها ببعض، وبالتالي يسيطر الخوف على مسيري الأندية في خسارة بطولات الموسم، الواحدة تلو الأخرى، إذا تم الرهان على إحداها ولم تتحقق له، كما لا يمكن إغفال ضعف معظم الإدارات الكروية أمام إعلامها وجماهيرها، فيضطرون إلى المشاركة بنجومهم الأساسيين في البطولات كلها، حتى إن كانوا في أسوأ حالاتهم، ناهيك عن غياب الصف الثاني أصلا في معظم الأندية.

في تقديري أن الأندية الكبيرة التي لا يخلو أي موسم لها من تحقيق أي بطولة، مطالبة قبل غيرها باعتماد هذه المقاربة؛ بحيث تركز جهودها على البطولات الأساسية، كبطولة الدوري والآسيوية، على أن تترك مشاركتها في باقي البطولات للفريق الأولمبي أو الشباب، مع منح المميزين منهم فرصة المشاركة في الفريق الأول كأساسيين أو احتياطيين.

فهل تتجرأ إدارات الأندية على اتخاذ هذه الخطوة، أم أنها ستركض خلف تحقيق جميع البطولات التي تشارك فيها، فتكون النتيجة خسارتها لمشاركتها الأهم كبطولة دوري أبطال آسيا وبطولة كأس العالم للأندية؟

[email protected]