الحقوق الضائعة.. مسؤولية من؟!

مساعد العصيمي

TT

لا نحتاج إلى الحماس، ولا تنقصنا الرؤية حينما نتحدث عن اتحاد الكرة السعودي ونطالب برفع آلية العمل فيه وبما يضمن تحقيق الإيجابيات وطرد السلبيات.

وبعد، نقول إن من أبشع أنواع الظلم أن ترفض إعطاء الأجير أجره الذي يستحقه، ويبدو أن استخفافنا بذلك قد تجاوز إلى أن مسيري أندية كثيرين يكون هدفهم الرئيسي المقايضات والعمل بأسلوب التوفير لأكبر قدر من الحقوق المستحقة للاعبين والعاملين، يحدث هذا «عيني.. عينك» بل إن صرف المستحقات الرسمية يقدم كمنحة أو كمكافأة، واقرأوا ما يكتب عن أن المرتبات الشهرية باتت كمنح يعلنها رئيس النادي!

ما علينا من النواح والتباكي، بل ما نحن بصدده هو: هل يجوز مثل هذا شرعا ومنطقا وإنسانية؟ وعليه، أين هيئة المحترفين، بل أين حقوق الإنسان من هذا التلاعب الذي بالغ فيه مسيرو الأندية حتى بات أحدهم عيانا بيانا يقايض بعض لاعبيه على أن يعطيهم بعض رواتب شهرية بشرط تنازلهم عن مثلها.. أي كارثة هذه التي تحدث ولجنة الاحتراف ما فتئت تطالب وتطالب، لكن هل تملك الأدوات؟ الأكيد لا، والسبب ضعف النظام الاحترافي بل وسوء تنفيذه على المخطئين والمتجاوزين. ويكفي أن نشير إلى أن من يطالهم الدين الكبير يملكون كل الحقوق في التعاقدات الجديدة ولا عليهم من النظام لأنهم قادرون على تسخيره لهم!

تلك قضية كبرى، لكن ما يؤلم أكثر أن يخرج أحد عرابي الاحتراف وهو الخبير أحمد عيد ليقول عيانا بيانا: لا شأن لنا بإجبار اللاعبين على التوقيع مع أنديتهم. وأقول: بل أنتم مسؤولون أمام فوضى الإداريين وتلاعبهم.. مسؤولون حين يقدم «ناد.. ما» على التوقيع مع «لاعب.. ما» ومن ثم يرفض تسليمه مستحقاته أو يؤجلها لشهور ودهور.. مسؤولون لأنكم من يملك الأدوات والنظام.. طبقوا الأنظمة ولا عليكم من فلان وعلان وانظروا كيف ستكون النتيجة، أما أن تكون المستحقات الشهرية كالمنحة من الرئيس ذلك الذي ينتمي إلى أولئك الذين يعتقدون أن زيادة مدخرات أنديتهم لن تتم إلا بمقايضات التنازل من اللاعبين المحليين فتلك مصيبة وأي مصيبة؟!.

أقول للسادة مسؤولي لجنة الاحتراف: أؤكد لكم أن هذا يشير إلى خلل احترافي عليكم تداركه بل إنه عمل شنيع لأنه جعل من العقود القانونية المبرمة حبرا على ورق.. كان عليكم أن تردعوا أولئك الذين ما فتئوا يتحججون بالأزمات المالية وهم مستمرون «يكبرون اللقمة» بالتعاقد مع لاعبين أجانب رواتبهم الشهرية تبلغ أرقاما كبيرة باليورو والدولار ولاعبوهم المحليون مهملون من حقوقهم ومثل ذلك شأن من.. يا لجنة الاحتراف؟.. شخصيا ومعي الجميع بصوت واحد يقول: هو شأنك.. حيث كان على أقله أن تحيلوهم إلى المثل المصري الشهير «اللي ما معوش ما يلزموش».. وعليه هم في غيهم مستمرون.. وأنتم يا أعضاء اللجنة المحترمة ومعكم اتحاد الكرة.. المسؤولون أمام الله والمجتمع!