تشكيلية سورية تعرض مفردات من البيت الشامي التقليدي

من خلال كراسي القش التراثية وأعمال جدارية بمعرض فني

الفنانة مع أحد أعمالها («الشرق الأوسط»)
TT

تحتضن حاليا قاعة المعارض بالمركز الثقافي العربي بمنطقة أبو رمانة بالعاصمة السورية دمشق معرضا فنيا تشكيليا للفنانة الشابة رلى قوتلي التي حرصت على تقديم نحو 38 عملا مستوحاة جميعها من مفردات البيت الشامي التقليدي وما يميزها أيضا وجود عملين جداريين ضخمين غطيا حائطين من جدران القاعة بشكل كامل.

والمعرض الذي لاقى إعجاب الزوار والمهتمين وحنينهم للأيام الخوالي مع انقراض هذه المفردات وخاصة كراسي القش الخشبية قالت عنه قوتلي لـ«الشرق الأوسط»: الأعمال المعروضة هي نتاج تجربة 10 سنوات سابقة استخدمت فيها الباستيل الزيتي وتأثرت بالمدرسة الوحشية والانطباعية ومن ثم انطلقت نحو البيت العربي التقليدي وأخذت منه الكثير من المفردات كالبلاط والحديد والنوافذ والبسط والسجاد وكراسي القش والأعمال رغم انتمائها للطبيعة الصامتة ولكنني حاولت أن أحركها من خلال الألوان الحارة والقوية كالأزرق والأخضر والأحمر وغيرها. أما فيما يتعلق بالعملين الجداريين الضخمين فكانت الفكرة لها أن أنفذهما بحجم صغير ولكنني شعرت أنها يمكن أن يتحولا إلى عملين كبيرين ليستوعبا ما أريد قوله في هذين العملين من أفكار ومواضيع ولذلك توسعت نحو اللوحة فنتج معي عملان الأول بأبعاد مترين و20سم و3 أمتار، والعمل الآخر الذي جاء أكبر من الأول كان بأبعاد 3×3 أمتار اختزلت فيها كل مفردات البيت الشامي وأحببت مثل هذه الأعمال لأنها تعبر عن أفكار متنوعة يمكن طرحها باللوحة الواحدة. ولذلك قررت أن أتجه في أعمالي القادمة نحو مثل هذه الأعمال رغم الجهد والتعب والوقت الطويل لإنجازها. وحول عدم وجود الإنسان في أعمالها المعروضة أوضحت رلى: لم أتطرق لذلك في معرضي الحالي بهدف جعل الزائر والمتلقي يستشعر وجود الإنسان جالسا على كرسي القش مثلا أو بجانب البحرة والطاولة أي تركت الخيال للزائر في ذلك. البعض يقول لي إنني نفذت «بورتريه» من خلال كرسي القش قد يكون رأيهم صحيحا، المهم هنا أن يتفاعل المتلقي مع هذه الأعمال. وتقول رلى كما أن البعض من الزوار قال لي كم هي جميلة هذه الأشياء التي قد تكون موجودة في مطبخ المنزل وهي بسيطة ولكن لا نشعر بجمالياتها فقمت أنت بجعلنا نحس بقيمتها الجمالية.

كلمة لا بد من ذكرها حول الفنانة قوتلي جاءت على لسان الفنان والناقد التشكيلي سعد القاسم قال فيها: رلى ملونة قديرة ومتمكنة أعمالها يمكن إرجاعها إلى الفترة التي بدأ فيها الفن الغربي الحديث يبحث عن شيء جديد في الشكل والموضوع ووجد ذلك في الشرق كما في تجربة ماتيس الذي يعتبر بشكل من الأشكال أبا للفن الحديث في أوروبا والغرب.

أخيرا فإن الفنانة رلى قوتلي هي عضو في نقابة الفنون الجميلة بدمشق وفي جمعية رسامي ومؤلفي كتب الأطفال في الولايات المتحدة الأميركية وكانت قد تخرجت في كلية الفنون الجميلة بجامعة دمشق سنة 1995 كما أنها موسيقية أكاديمية تعزف على البيانو وخريجة المعهد العالي للموسيقى بدمشق وقد أقامت وشاركت في الكثير من المعارض الفردية والجماعية داخل وخارج سورية.