جدة: مشاركة فاعلة من ذوي الاحتياجات الخاصة في مساعدة متضرري الأمطار

شكلوا حافزا لأقرانهم على العمل التطوعي

TT

بقدرات فاقت التوقعات، انخرطت مجموعة من ذوي الاحتياجات الخاصة، جنبا إلى جنب مع الأطباء، والموظفين، ورجال الأعمال، والضباط، والمسؤولين في مختلف المجالات، في ملحمة لافتة، إيمانا بالواجب تجاه الوطن، ومساندة للمتضررين من الأمطار التي داهمت مدينة جدة مؤخرا.

محمد عابد البشري، الطالب بالصف الأول في المرحلة المتوسطة، وهو من ذوي الاحتياجات الخاصة، أوضح لـ«الشرق الأوسط» أنه لم ينظر إلى إعاقته بقدر ما نظر إلى حاجة المتضررين للمساعدة، إلى جانب المتطوعين الآخرين من سكان جدة.

ولفت إلى أن جهود الشباب والشابات الموجودين والمشاركين، سواء من داخل أرض المعارض أو خارجها، كانت كبيرة، وببراءة الأطفال قال «لكل الذين أصابهم الضرر أقول اصبروا فهذا قضاء الله وقدره». إلا أن محمد العباس، الطالب بالمرحلة الجامعية بقسم المحاسبة، وأحد ذوي الاحتياجات الخاصة، وصف ما أصاب أهالي المناطق المنكوبة بالشيء الكبير، وقال «ندعو الله أن يرفع عنهم، ويكون في عونهم، ونحن نحاول بوجودنا التخفيف قدر الإمكان عنهم»، لافتا إلى أن الوقوف في مثل هذه الحالات فرض على الجميع.

وقال إن أكثر ما أثار استياءه الصور التي تم عرضها وتناولتها وسائل الإعلام عن تلك المناطق، وصور الأهالي وهم يستنجدون، وعلى الرغم من اعتباره أن الصور أسهمت كثيرا في نقل الواقع فإنه يرى أنها كانت ذات أثر سلبي على نفسيته، مما دفعه للتفكير في تقديم أي شيء للتخفيف عنهم. ولم تنحصر مهام ذوي الاحتياجات الخاصة في ترصيص الأغذية والأطعمة في الكراتين فقط، بل تنوعت واختلفت تلك المهام كل بحسب مقدراته.

وأكد أحمد خالد عريف، رئيس المتطوعين في لجنة تنسيق العمل الاجتماعي، لـ«الشرق الأوسط»، أن طاقات المتطوعين من ذوي الاحتياجات الخاصة في الإنتاج كانت مقاربة جدا للأشخاص العاديين الذين شاركوا في العمل معهم. واعتبر مشاركة هذه الفئة لفتة جميلة من فئة لطالما قصر المجتمع في حقها، لكن الأجمل أن أقرانهم من الذين شاركوا في العمل التطوعي لم يشعروا بأن هناك فرقا بينهم وبين زملائهم من ذوي الاحتياجات الخاصة، الأمر الذي كان له أثر إيجابي على روح العمل، وقال «لم تواجهنا أي مشكلات في التعامل معهم، بل بالعكس كانوا مطيعين جدا وملتزمين أكثر، ولا يثيرون أي مشكلات».

وبين أحمد خالد لـ«الشرق الأوسط» أن «المتطوعين من ذوي الاحتياجات الخاصة كانوا يعملون في كل الأقسام والأعمال التي يستطيعون القيام بها وتتوافق مع قدراتهم، باستثناء قسم التحميل والتنزيل، وعدا ذلك فإنك تجدهم في أي قسم مثل قسم فرز الأغذية والاحتياجات ومن تم تصنيفها لتتم تعبئتها وتغليفها وإرسالها إلى محتاجيها».