مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف يطلق برامج خاصة لتحميل القرآن إلكترونيا

بعد اكتشاف عدد من الأخطاء في البرامج الأخرى

ضرورة أن يكون تحميل وطباعة المصحف بشكله الإلكتروني تحت إشراف مباشر من الجهات المسؤولة
TT

أعلن مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف عن إطلاق برامج خاصة لتحميل القرآن الكريم عبر الوسائط الإلكترونية، بعد اكتشاف العديد من الأخطاء في نسخ إلكترونية من المصحف.

وحذر خبير في مجمع الفقه الإسلامي الدولي من مغبة تحميل الآيات القرآنية عبر الوسائط الإلكترونية، دون التأكد من صحتها، معتبرا ذلك بـ«الخطأ الاستراتيجي».

وشدد الدكتور محمد النجيمي، الأستاذ بالمعهد العالي للقضاء والخبير بمجمع الفقه الإسلامي الدولي، في حديث لـ«الشرق الأوسط»، على ضرورة أن يكون تحميل وطباعة المصحف بشكله الإلكتروني تحت إشراف مباشر من الجهات المسؤولة كمصحف الملك فهد، أو وزارة الشؤون الإسلامية لأن بثه بهذه الطريقة خطأ استراتيجي.

يأتي ذلك على خلفية ورود نصوص قرآنية خاطئة في بعض الإصدارات الإلكترونية، والتي أشار إليها علي بناوي مدير إدارة الحاسب الآلي بمجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف لـ«الشرق الأوسط»، مؤكدا اهتمام المجمع بمتابعة وتصحيح الأخطاء التي تم اكتشافها في بعض الإصدارات الإلكترونية لتحميل المصحف الشريف على المواقع وأجهزة الهواتف المحمولة.

وقال إن المجمع مهتم بموضوع تصحيح الأخطاء التي لوحظت في بعض الإصدارات الإلكترونية، وأضاف: لذلك قام المجمع بتطوير برنامج على أجهزة (Pocket PC) للمصحف كاملا وتم إطلاقه عبر الأجهزة الإلكترونية، مشيرا إلى أن وجود نسخ يتم مراجعتها الآن خاصة بأجهزة (Symbian) أنظمة تشغل نوكيا وبعض الجوالات الأخرى.

وكانت قد انتشرت في الفترة الأخيرة الكثير من المصاحف الإلكترونية وأصبحت هذه البرامج مرجعا أساسيا ومعتمدا لكثير من المسلمين خاصة الدعاة وطلاب العلم وذلك لسهولة نسخ ولصق الآية وكذلك لسهولة البحث ومراجعة الآيات لطلبة العلم وحفظة القرآن الكريم.

وتم اكتشاف أخطاء في بعض هذه البرامج التي تم تداولها دون تدقيق، كزيادة حرف أو كلمة أو إضافة حركة مغايرة للحركة الأصلية، الأمر الذي قد يؤدي إلى تحريف آيات القرآن الكريم، ومن هذه البرامج برنامج (قالون) أحد برامج البحث في القرآن الكريم وجد فيه ثلاثة أخطاء من ضمنها خطأ في الآية رقم 38 من سورة القلم تم إضافة حرف (الياء) لكلمة (يتخيرون) بينما هي تخيرون.

وبرنامج الباحث (أحد برامج البحث في القرآن) في الآية رقم 190 من سورة البقرة تم وضع كسرة على حرف الباء (يحب) بدلا من وضع ضمة فوق الشدة.

هذه البرامج التي لا تزال موجودة عبر المواقع الإلكترونية، ويتم تداولها واعتمادها من قبل الباحثين والدارسين وغيرها.

وحول وجود آلية تمنع تحميل المصاحف الإلكترونية من جهات غير معتمدة، عاد بناوي ليفيد بعدم وجود ما يمنع أي جهة من تنزيل برنامج المصحف الشريف، مشيرا إلى أن هذا ليس من اختصاص المجمع ولا يمكن التحكم في ذلك، معللا أن الإنترنت مفتوح أمام الجميع ولا يمكن التحكم به ويصعب السيطرة على المواقع ومتصفحي الإنترنت، وقال: نحن نعمل على تصحيح الأخطاء التي يتم اكتشافها.

وأشار مدير الحاسب الآلي بالمجمع إلى ضرورة التوعية ونشر البرامج المصححة والمدققة، حتى نستطيع تلافي هذه البرامج لا سيما أنه تم اكتشاف نسخ مغلوطة، الأمر الذي أدى بالمتصفحين للبحث عن البرامج الخالية من الأخطاء وتنزيلها.

وشدد الدكتور محمد النجيمي على ضرورة معاقبة المواقع التي تنشر النصوص غير الصحيحة من قبل الجهات المسؤولة، مؤكدا ضرورة الانتباه لها لأن ذلك يعني بث آيات قرآنية خاطئة، وأكد على ضرورة أن يحذر الدعاة والمواقع الإلكترونية ووزارة الشؤون الإسلامية من هذه المواقع التي تحمل آيات قرآنية فيها أخطاء، مشيرا إلى دور أئمة المساجد والإعلام والخطباء للتحذير من ذلك حتى يكون ما يبث للناس صحيحا ولا يوجد فيه أي خطأ.

وطالب بأن يكون تحميل وطباعة المصحف بالشكل الإلكتروني تحت إشراف مباشر من الجهات المسؤولة كمصحف الملك فهد، أو وزارة الشؤون الإسلامية.

من جهتها ترى الدكتورة مريم التميمي، أستاذة الفقه وأصوله بجامعة الملك فيصل، أنه لا ضرر من تحميل المصاحف الإلكترونية ونشرها عبر المواقع الإلكترونية، مشترطة في ذلك أن تكون طريقة التحميل عبارة عن تصوير الصفحات القرآنية وليس كتباتها وقالت لـ«الشرق الأوسط» إن كان التحميل بطباعة المصحف كلمة كلمة، فهو بحاجة لمراجعة وتدقيق من قبل لجان مراقبة، حتى لا يؤدي إلى تحريف المصحف، ولكن إن كان التحميل عن طريق النسخ والتصوير من مصحف مدقق ومراجع فهذه طريقة آمنة.

وحول الاعتماد على النسخ الموجودة عبر الإنترنت والهواتف المحمولة، أشارت التميمي بقولها «إذا كانت هذه الطريقة تساعد على أن يكون على صلة دائمة بكتاب الله فلا مانع من الاعتماد عليها وتحميلها، كما أن البعض يحتاج أن يتأكد أو يراجع آية أو معنى معينا فيكون بمتناوله المصحف».

وأضافت أن هذه طريقة يسيرة وتواكب العصر، لا سيما أننا الآن في عصر التقنية، مؤكدة على مكانة المصحف الورقي وقالت «تبقى للمصحف الورقي مكانة خاصة، ولكن هذا لا يعني أن نلغي المصاحف الإلكترونية بحكم وقوع بعض الأخطاء فيها»، لافتة إلى وجوب تصحيح هذه الأخطاء وذلك بمراقبة النسخ خاصة إذا كانت مطبوعة كلمة ولكن في حال كانت مصورة ومنسوخة من المصحف الشريف فهذه لا قلق منها.