خبير اقتصادي: ما يقلقني هو كمية الأموال التي ستخرج من مصر

قطاع السياحة أكبر المتضررين

عدد قليل من السياح في منطقة أهرامات الجيزة إحدى أهم المناطق السياحية في مصر (أ.ب)
TT

قال محمد العريان، الرئيس التنفيذي لمؤسسة «باسيفيك إنفستمنت مانجمنت» الاستثمارية الأميركية العملاقة مساء الخميس إن مصر ستحتاج إلى مساعدات لإنعاش اقتصادها من جديد بمجرد استقرار الموقف السياسي فيها. وقال العريان وهو من أصل مصري «الشيء الوحيد الذي يقلقني هو كمية الأموال التي ستخرج من مصر وبخاصة بعد إعادة فتح البورصة». وكان التلفزيون المصري الحكومي قد ذكر يوم الخميس أن البورصة المصرية قد لا تستأنف عملها كما هو مخطط لها يوم الأحد المقبل. وقال خالد سري رئيس البورصة المصرية إنه سيتم اتخاذ قرار نهائي مساء السبت المقبل على ضوء التطورات في البلاد التي تشهد اضطرابات. وجاءت تصريحات العريان خلال اتصال هاتفي مع إحدى محطات التلفزيون الأميركية. وقال العريان إن على البنوك المركزية في العالم دعم مصر من خلال تقديم خطوط ائتمان بالعملات الأجنبية لكي تواجه بها احتمال خروج كميات كبيرة من الأموال الأجنبية منها بمجرد استئناف عمل البورصة المصرية.

وأشار العريان الذي كان يتحدث من لندن إلى أن مصر تمتلك احتياطيا نقديا قدره 36 مليار دولار ويجب أن يسمح لها هذا بانتقال السلطة بدون اضطراب الاقتصاد. وكان الاقتصاد المصري قد سجل نموا قدره 6.2 في المائة من إجمالي الناتج المحلي خلال الربع الأخير من العام الماضي مقابل نموه بمعدل 5.5 في المائة خلال الربع الثالث من العام. وتقول الحكومة المصرية إنها تحتاج إلى تحقيق نمو اقتصادي قدره 7 في المائة على الأقل حتى يتمكن الاقتصاد من توفير وظائف جديدة.

ويذكر أن الخسائر الاقتصادية لمصر قدرها رجال أعمال بنحو 600 مليون دولار يوميا منذ اندلاع ثورة الشباب التي أجبرت الرئيس حسني مبارك أمس على الاستقالة من منصبه وترك المجلس الأعلى للقوات المسلحة يدير شؤون مصر. ويعد القطاع السياحي أكبر القطاعات المتضررة إضافة إلى القطاعات الأخرى الجاذبة للاستثمارات الخارجية والعملة الصعبة. وتمثل هذه الأزمة ضربة قوية للاقتصاد المصري بشكل عام، حيث تقدر عائدات قطاع السياحة بنحو 14.7 مليار دولار تمثل نحو 11 في المائة من إجمالي الناتج المحلي للاقتصاد المصري وتوفر نحو 10 في المائة من إجمالي الوظائف في مصر.

وقد بدأت شركات السياحة المحلية في مصر تسريح العمالة وهو تطور خطير في بلد يصل فيه معدل البطالة بين السكان الذين تقل أعمارهم عن 25 عاما إلى 34 في المائة وفقا لبعض التقديرات. ومهما تكن التطورات السياسية التي تجري في البلاد فإن الحقيقة المؤكدة هي أن قطاع السياحة قد تضرر بشدة وسيحتاج إلى بعض الوقت لكي يتعافى من أزمته بعد أن تصل الأزمة السياسية إلى نهايتها إن عاجلا أو آجلا.

ووفقا لتقرير نشرته وكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ) فإن البؤس هو الملمح المسيطر على كل مكان في منطقة أهرامات الجيزة إحدى أهم المناطق السياحية في مصر. فعشرات الخيول تصطف إلى جوار أحد الجدران، تأكل التبن بهدوء واسترخاء. والجمال الصغيرة تتمرغ في التراب دون اكتراث بما يحيط بها. وفي المتاجر والمقاهي قليلة العدد التي ما زالت مفتوحة يطارد عمالها الذباب بعد أن اختفى الزبائن في محاولة من جانبهم لقتل الوقت. فقد أغلقت منطقة أهرامات الجيزة السياحية أبوابها أمام السائحين منذ تفجر موجة الاحتجاجات الشعبية ضد الحكومة المصرية يوم 25 يناير (كانون الثاني) الماضي ثم أعيد فتحها يوم الأربعاء الماضي. لكن من الصعب مشاهدة السائحين خلال الأيام الأولى لإعادة فتح المنطقة.