نظام بات بلا هيبة

TT

* تعقيبا على مقال عبد الرحمن الراشد «الشعب يريد إسقاط.. ماذا؟»، المنشور بتاريخ 9 فبراير (شباط) الحالي، أقول: حتى لو بقي النظام، إلا أنه فقد الكثير من مقوماته التي تهاوت؛ فدول العالم لم تعد تحترم النظام، والصحف والجرائد والتصريحات الخارجية تقدم الدليل الأكبر على ذلك. وداخليا تميز الوضع بخروج الملايين. بالإضافة إلى تهاوي الكثير من مؤسسات الحزب الحاكم، وبدء التهام النظام بعضه البعض، وثمة الكثير من الدلائل على ذلك. عندما يخرج القضاة والمحامون، الذين يجسدون السلطة الوحيدة المستقلة في هذا النظام، وتواصل الملايين مظاهراتها، فإن شرعية النظام تتآكل داخليا بالضرورة. وعندما يصرح الرئيس بأنه يتعهد بعدم ملاحقة المتظاهرين، فإنما يعترف ضمنيا بأن الملاحقة كانت خيارا مطروحا. عندما يتنازل الرئيس عن بعض مطالب المتظاهرين التي لا تلبي جزءا بسيطا من رغباتهم في التغيير، فهذا انحناء من النظام وليس تنازلا. فلو كان النظام قويا لما تنازل. ولو بقي هذا النظام بهذا الدستور الذي يحوي مصطلحات اشتراكية في القرن الـ21، فإنه سيبقى شكلا فقط من دون أي هيبة أو سيادة.

سعد عبد الله [email protected]