كتاب مصر ومثقفوها يحتفون بثورة الشباب ويصفونها بهرم مصر الرابع

فتحوا الطريق أمام مستقبل الإنسانية في القرن الـ21

TT

طغت مشاعر الفرحة الغامرة على كتاب مصر ومثقفيها الذين تابعوا لأيام طويلة ثورة شبابها في الميادين والشوارع، احتفظوا خلالها ببريق الأمل في مستقبل بات بالنسبة لهم حاضرا سعيدا تدثروا به ليحميهم من شتاء عمر امتد فيما قالوا إنه ظلمة بددتها شمس غامرة.

«كنت سأموت وفي قلبي غصة من عدم الرضا عن شعب مصر» هكذا قال الروائي المصري خيري شلبي الذي أضاف «كنت أنتظر الموت لأمراض أصابتني وهم تزايد من هول الأحوال الاجتماعية المتردية التي عشناها.. الآن صغرت في السن لأربعين عاما».

يرى شلبي أنها لحظة تاريخية عظيمة يحمد الله أن العمر قد امتد به لتشمله بعطرها. ويشير إلى أن الشعب المصري أثبت لكل العالم أنه من أكثر شعوب الأرض تحضرا فقد قام بثورة شعبية بكل ما تحمله الكلمة من معنى دون أن يريق دما أو يرمي بحجر على أي من قصور الرئاسة التي حاصرها منذ صباح يوم أمس الجمعة.

يقول شلبي «تنازعني الرغبة في أن أنزع عن نفسي ألم الجسد ورهطه وأن أحمل سنوات عمري السبعين لكي أشارك هذا الشباب العظيم فرحة النصر، ولكي أقول لهم أنا فخور بكم وفخري سيمتد ما حييت وحتى بعد أن أرحل عن هذا العالم». وبكلمات ليست أقل فرحا وشجنا يقول الشاعر المصري الكبير سيد حجاب إن ثورة هذا الشعب العظيم افتتاحية عبقرية لثورات الشعوب في القرن الحادي والعشرين.

يتابع: «فتح هذا الشباب طريق الأمل أمام مصر والعالم العربي والإنسانية لكتابة تاريخ جديد». يشير حجاب لإرادة الشعب التي انتصرت لتعلي كلمة الشعوب المقهورة. الشاعر جمال بخيت يرى أن الشعب المصري يبني وهو في مطلع القرن الحادي والعشرين هرمه الرابع هرم الديمقراطية، بعد أن استرد كرامته بعد 30 عاما سرق خلالها حلمنا في مستقبل كريم.

يضيف بخيت أن هذا الانتصار الذي تحقق يوم 11 فبراير (شباط) هو انتصار أعظم من انتصار 6 أكتوبر (تشرين الأول) عام 1973 لأن العبور اليوم عبور للمستقبل قاده شباب عظيم.

أما أحمد فؤاد نجم الشاعر «الفاجومي الشهير» فقال: «إن كل من شكك في معدن هذا الشعب طوال السنوات الماضية عليه الآن أن يقدم اعتذاره للمصريين». آمن نجم حسبما قال بقدرة المصريين معتبرا أن شباب مصر هو من صاغ قصيدة الثورة التي لا يستطيع أحد أن يحيطها بكلمات أبلغ مما حدث. الروائي المصري يوسف زيدان حرص على صوغ كلماته بدقة فقال: «اليوم يبدأ تاريخ جديد لمصر.. اليوم عرف المصريون معنى (الكرامة)»، يطلب زيدان أن توضع الكلمة بين مزدوجين.

وقال الفنان التشكيلي محمد عبلة رئيس أتليه القاهرة، والذي قاد ورشا للفنانين بقلب ميدان التحرير «الحمد الله.. انتصرنا، انتصرت إرادة الشباب.. انتصر الحلم، واللوحة والقصيدة والأغنية، وقبل كل شيء انتصرت أحلام الفقراء البسطاء في لقمة عيش كريمة».. ورجاني عبلة أن أتركه لينعم بالفرح بين أوساط الجماهير في ميدان التحرير مسرح الثورة المصرية. وبفرح يقول الكاتب والشاعر الصحافي أسامة عفيفي: «اليوم يوم الفرح، ذهب الطاغية، وهل فجر جديد، نستطيع أن نكتب بدفء وحي وحرية، نستطيع أن نضحك بشكل واقعي، ونملأ الفضاء فرحا حلوا ومجنونا».