الفرح يعم مصر.. وعين على المستقبل

ناشطون سياسيون وحقوقيون يثمنون انتصار الثورة

مصرية ترفع علم بلادها وهي داخل سيارتها احتفالا بتنحي الرئيس مبارك عن الحكم أمس (أ.ب)
TT

«لا شيء غير الفرح في مصر».. هكذا عبر جورج إسحاق، القيادي بالجمعية الوطنية للتغيير، المنسق العام السابق للحركة المصرية للتغيير (كفاية) وهو يغالب دموعه، مستطردا: «هذا يوم الفرح ويوم النصر الذي كنا ننتظره منذ سنوات».

وأضاف إسحاق: «ناضلنا سنوات طويلة من أجل هذا اليوم.. وأنا غير قادر على كتم دموع الفرح.. كنا نعاني كثيرا في عهد الرئيس المخلوع».

وقال إسحاق: «نحن ننتظر من المجلس الأعلى للقوات المسلحة الذي سيتولى إدارة شؤون البلاد الآن أن ينفذ جميع مطالب ثورة 25 يناير، وعلى رأسها حل البرلمان المزور وتعديل الدستور وتشكيل حكومة انتقالية تمثل كل القوى السياسية في البلاد».

أما محمد مصطفى شردي، المتحدث باسم حزب الوفد المعارض فقال: «كنت أتمنى أن يتنحي مبارك قبل ذلك بكثير ليوفر على مصر الكثير من الأحداث التي شهدتها خلال الفترة الماضية».

وأضاف: «التاريخ علمنا أن الحرية لها ثمن، ولقد انتفض الشباب وحققوا ما أرادوه، ولكن يجب أن ننتظر ما سيأتي، وأعتقد أن المشكلات الصعبة ما زالت في الطريق».

وقال: «أتمنى من الجيش أن يعيد مصر للديمقراطية، وأن يحل المجالس النيابية المزورة ويعدل الدستور بما يتفق مع مطالب الشعب المصري، ثم يجري انتخابات رئاسية حرة ونزيهة تحت إشراف دولي لنصل إلى مصاف الدول المتقدمة التي تسمح لشعوبها بممارسة حقهم في الديمقراطية الذي ليس منحة من أحد».

وقال الدكتور ناجح إبراهيم منظر الجماعة الإسلامية: «هذه اللحظة نهاية لعهد كان به كثير من السلبيات غطت على حسنات مبارك مثل تاريخه العسكري، أتمنى أن يكون القادم أفضل».

وأضاف: «أخاف من الانقلابات العسكرية، وأتمنى أن لا تمتد مرحلة الحكم العسكري كثيرا، وفي رأيي أن فترة حكم مدني ببعض المساوئ أفضل كثيرا من حكم عسكري بلا أخطاء».

وقال: «نحن في الجماعة الإسلامية نثق في الجيش المصري، ولكن نطالبه بالحوار مع كافة الفصائل الموجودة على الساحة المصرية بلا إقصاء، ونحن في الجماعة الإسلامية لو دعينا إلى حوار وطني فسنستجيب للدعوة».

وأضاف: «أطالب النظام الجديد بالإفراج عن السجناء السياسيين الذين حصلوا على أحكام استثنائية من محاكم عسكرية».

وقال محمد مهدي عاكف، المرشد العام السابق لجماعة الإخوان المسلمين: «ما حدث نصر من الله وفتح مبين.. هذا جهد شعب عظيم أبى إلا أن يرحل الطاغية، والله أعانه ووقفه إلى ما فيه الخير».

وأضاف عاكف: «لا نستطيع توقع كيف سيحكم الجيش مصر في الفترة المقبلة، علينا أن ننتظر حتى تتضح الأمور، والجيش قال إنه ضامن للحياة الديمقراطية في مصر».

وقال الدكتور سعد الكتاتني، عضو مكتب إرشاد جماعة الإخوان المسلمين والرئيس السابق لكتلتها النيابية في الدورة السابقة للبرلمان: «هذا اليوم يحيي فيه الشعب المصري بعضه بعضا، ولكن التحية الأولى لشهداء الثورة الذين ضحوا بحياتهم من أجل هذا اليوم».

وأضاف: «هذا نصر كبير للشعب المصري الذي صمد 3 أسابيع ليسقط رأس نظام فاسد، ولكن لا تزال بقية المطالب تنتظر التحقيق، ولكن ما يطمئننا أنها في يد أمينة هي القوات المسلحة التي نثق فيها جميعا».

وقال: «نأمل أن تتخذ القوات المسلحة الإجراءات الملائمة لنقل السلطة سلميا لحكومة مدنية ديمقراطية يكون الشعب فيها مصدر السلطات».

وقال بهي الدين حسن، مدير مركز القاهرة لدراسات حقوق الإنسان، إن ما حدث انتصار كبير للشعب المصري، وبشكل خاص للشباب العظيم الذي فجر الثورة، ولكن هذا ليس معناه إنهاء الكفاح لتصبح مصر دولة مدنية ديمقراطية، وننتقل إلي مرحلة جديدة من التاريخ، متوقعا أن تشهد الأيام المقبلة تعاونا كبيرا بين الحركة الشعبية والجيش.

وقال الدكتور ضياء رشوان، الخبير في مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، عضو لجنة الحكماء: «باركوا لمصر كلها.. الحمد لله»، وعن رؤيته للقادم قال: «بالتأكيد ستفرض الأحكام العرفية لضبط الدولة، والجيش سيحدد ملامح المرحلة المقبلة لحين بناء أركان الدولة الجديدة».

الحقوقي حافظ أبو سعدة، رئيس المنظمة المصرية لحقوق الإنسان، قال: «ألف مبروك لشعب مصر، الذي حقق أهم مشهد في تاريخه معبرا عن انتصار إرادته الحرة.. ويجب في المرحلة القادمة العمل على تكوين مجموعات لإعادة صياغة الدستور وإدارة الحوار الوطني الجاد، مع وجود حكومة تسيير أعمال في الفترة الانتقالية، ولا مانع أن تكون الحكومة الحالية، كل ذلك تحت إشراف وسيطرة الجيش». وأضاف: «أيضا يجب على المجلس العسكري أن يتخذ التدابير اللازمة لمكافحة الفساد، خاصة في حالة الأشخاص المتحفظ عليهم حاليا قيد التحقيقات.. وبموجب الاتفاقيات الدولية التي وقعتها مصر، فإننا سنلاحق الفاسدين بإذن الله، ولن نترك ثرواتنا تضيع هباء».

أما عبير سعدي، عضو نقابة الصحافيين فقالت: «أول إجراء اتخذناه فور إعلان خبر التنحي هو قرار عقد جمعية عمومية للنقابة يوم الاثنين المقبل، حتى ننقي ثوبنا من كل الفاسدين وأبواق الدعاية الكاذبة المنتسبة إلى مهنتنا».

وأضاف السفير إبراهيم يسري، مساعد وزير الخارجية، لم أندهش مما حدث فلقد كان محكوما على مبارك بهذه النهاية منذ الأسبوع الماضي، والتاريخ كله سوف يسجل ثورة الشباب التي فاقت الثورة الفرنسية بكثير، وننتظر حكومة جديدة ودورا مصريا ناشطا وفعالا، مشيرا إلى أنه قطعا سوف تختار القوات المسلحة شخصا يتولى الحكم، حتى تحقق الإصلاحات المطلوبة، وإلغاء حالة الطوارئ والإفراج علي المعتقلين، وإلغاء القوانين المقيدة للحريات، والتعديلات الدستورية.

وتوقع يسري أن يتم تشكيل حكومة «تكنوقراط» لتسيير الأعمال، ثم تجري انتخابات بالقائمة النسبية، ثم انتخاب برلمان منتخب، يجري استفتاء علي الدستور الجديد، واختيار الرئيس الجديد.

وأكد الدكتور محمد صابر عرب، رئيس الهيئة المصرية للكتاب، أن مصر بالأمس ولدت من جديد، وأنها تشهد أجمل وأروع فتراتها التاريخية، داعيا إلي تقبيل أيدي شباب ثورة 25 يناير الذين حققوا ما لم نستطع تحقيقه طوال حياتنا، مشيدا بالثورة العملاقة التي أجبرت القوة الديكتاتورية التي أفسدت الحياة بأكملها ودفعت بالمجتمع المصري إلى الوراء.

وقال الدكتور فاروق أبو زيد، عميد كلية الإعلام السابق بجامعة القاهرة: «إن رغبة الشعب المصري تحققت، ونبارك للشعب المصري تحقيق كل ما كان يريده منذ قرون طويلة»، متمنيا أن تسير الأمور خلال الفترة المقبلة في نصابها الطبيعي.

وأضاف الدكتور أيمن نور، رئيس حزب الغد المعارض السابق، إن ما حدث حلم تحقق لكل باحث عن العدل، واصفا ما حدث بأنه عدل من الله.

وقال نور إن الشعب المصري يستحق كل تقدير، هذا الشعب الذي استطاع أن يواجه النظام المستبد، والإرهاب خلال سنواته الماضية، مشيرا إلى أن هذا اليوم هو أعظم يوم في تاريخ الأمة العربية، وأن هذا الشعب ولد من جديد، مؤكدا على أن الفترة المقبلة هي التي ستؤدي إلي تحقيق مطالبنا المشروعة والدولة المدنية وتقر حقوق المواطنة، وأن الجيش سوف يدرك أن مهمته خلال الفترة المقبلة هي حماية الأوضاع إلى أن تنتقل إلى الحكومة المدنية.

وأعرب السفير محمد رفاعة الطهطاوي، المتحدث الرسمي باسم الأزهر الشريف السابق، عن سعادته للاستجابة لمطالب الشباب المصري، مشيدا بدورهم ودور من ساعدهم في تحقيق أهدافهم، ومعربا عن أن تشهد المرحلة المقبلة مزيدا من الحريات لمصر.

أما أسماء محفوظ، القيادية في حركة 6 أبريل، أحد منظمي ثورة 25 يناير، فقالت: «نبارك للشعب المصري صموده، لقد حققنا مطالبنا بالكامل، وآن الأوان للشباب أن يحتفل الآن، فخورة بأني جزء من هذا الشباب الذي غير تاريخ مصر، وأتمنى أن تسير الأمور للأفضل».