الفرق الإيطالية وكارثة مقبلة!

أليساندرو دي كالو

TT

لقد بدا وكأن قرعة دور الـ16 في دوري أبطال أوروبا قد انحازت بشدة للفرق الإيطالية، لكن هذه الفرق الآن تتعرض لخطر كارثة شاملة بعد مباريات الذهاب، حيث خسر الميلان مساء الثلاثاء على ملعبه أمام توتنهام الإنجليزي وتبعه فريق روما بالخسارة على ملعبه أيضا أمام فريق شاختار الأوكراني. وهناك أسباب لهذا السقوط المدوي للفرق الإيطالية، وأهم هذه الأسباب جاء لنا من لندن بعد العرض الراقي الذي قدمه فريقا الآرسنال وبرشلونة في نفس الدور، ولم يخيبا توقعات جماهير الكرة في العالم التي كانت تنتظر مباراة رائعة.

لقد كان الفارق الأول المفزع بين أداء الفرق الإيطالية وهذين الفريقين هو السرعة. فالفرق الإيطالية تلعب وهي تمشي مع اللجوء إلى الركض في بعض الأحيان، بينما تركض الفرق الأخرى دائما سواء بالكرة أو من دونها. وهم يفعلون ذلك بانتباه شديد للمساحات من أجل استغلالها بالشكل الأمثل. وتقوم هذه الفرق بتقليل سرعتها وزيادتها حسب مقتضيات المباراة ودون أن تفقد تركيزها. وباختصار يبدو أن جميع الفرق الأخرى في دوري أبطال أوروبا تجيد استغلال الكرة والمساحات والوقت، بدرجات متفاوتة بالطبع.

وبالطبع تلعب هذه الفرق كرة قدم أفضل من الفرق الإيطالية، فهي تجهز طريقة لعبها نظريا في البداية وتحفظها للاعبين، ثم بعد ذلك تقوم بتطبيقها في الملعب. وعلى العكس تعتمد الفرق الإيطالية على التمريرات الطويلة أو القصيرة وعلى الفوضى المنظمة وعلى الألعاب الفردية التي يبدو ظهريا أنها تحل كل المشكلات عندما تنجح في إحراز الأهداف. وليس هذا بالأمر الجديد، فقد وضح ذلك جليا في فريق الإنتر مع صعود وهبوط مستوى إبراهيموفيتش نجمه السابق، ولم يتغير الأمر الآن وهو يلعب مع الميلان.

وكان جيجي بوفون قد لفت إلى هذا قبل فترة طويلة وكرر تحذيره كثيرا، فالفوز بهذه الطريقة ممكن في إيطاليا، ولكنه غير ممكن في البطولات الأوروبية. فمن دون أداء جيد لا يستطيع أي فريق أن يحقق أي شيء.

إن نادي الميلان يمتلك أموالا أكثر من نادي توتنهام، وكذلك يعتبر نادي روما أكثر ثراء من نادي شاختار، فالمسألة إذن ليست مسألة أموال، بل هناك عامل آخر هو الذي يحدد قوة الفرق وهو الأداء. وقد فاز الإنتر بجميع البطولات الموسم الماضي لأنه كان يلعب كفريق أوروبي تحت قيادة مورينهو. وهو يحتاج إلى عمل ذلك مرة أخرى من أجل الفوز على بايرن ميونيخ في لقائهما القدم بدوري أبطال أوروبا. وقد أدرك برانديللي مدرب المنتخب أن الأداء الجيد هو السبيل للانطلاق مجددا بمنتخب إيطاليا، ويجب على الأندية أيضا أن تفهم ذلك. ومن أجل الاستمرار في البطولات الأوروبية يجب أن ندخل في دائرة الأداء العصري.