فينغر: تخطينا حاجز برشلونة النفسي.. وسنهزمهم في عقر دارهم

بعد أن حسم آرسنال الفصل الأول من موقعته في لندن مع الفريق الكتالوني وحول تخلفه إلى فوز بدوري الأبطال

TT

أبدى الفرنسي آرسين فينغر، المدير الفني لفريق آرسنال الإنجليزي، سعادته بأداء لاعبيه وقدرتهم على قلب الموازين والفوز على برشلونة الإسباني 2/1 في ذهاب دور الـ16 ببطولة دوري أبطال أوروبا لكرة القدم. وقال فينغر إنها كانت مباراة رائعة، وأضاف «إنها مباراة من نوع خاص، وقد نجحنا في الإيفاء بوعدنا، وأنا سعيد للغاية بأننا أظهرنا قوة ذهنية لقلب النتيجة».

ويعتقد فينغر أن حاجزا نفسيا مهما قد تم كسره بالفوز على برشلونة. وأضاف فينغر «نحن نعلم أننا لسنا مرشحين لنيل اللقب. ولكننا نعتقد أن لدينا الفرصة. فريق برشلونة ما زال هو المرشح لنيل اللقب ولكننا عرفنا الليلة أننا يمكن أن نهزمهم، وهو الأمر الذي لم نكن نعرفه العام الماضي». وأضاف مدرب الفريق الإنجليزي أنه لديه الثقة الآن في إكمال النصر في استاد «الإمارات» بحسم الفصل الثاني في استاد «كامب نو» بإسبانيا في الثامن من مارس (آذار) القادم.

من جهته، يعتقد سيسك فابريغاس أن فريقه آرسنال تغلب على أفضل ناد في تاريخ كرة القدم. وظهر فابريغاس واقعيا، مشيرا إلى أن التأهل لم يحسم بعد، وأكد «إنهم لا يخسرون الكثير من المباريات». وأضاف «إنهم أفضل فريق في تاريخ كرة القدم من وجهة نظري الشخصية.. ولكننا خضنا فقط نصف المشوار، لقد تحسن وضعنا مقارنة بالعام الماضي ولدينا عدد أقل من اللاعبين المصابين».

واعترف الهولندي روبين فان بيرسي لاعب فريق آرسنال بأنه اندهش بالهدف الذي سجله في شباك برشلونة. وقال فان بيرسي: «لا أعرف كيف سكنت (الكرة) الشباك. إنني بحاجة إلى مشاهدتها مجددا». وأضاف: «فرضنا أسلوبنا في المباراة. إذا تراجعت أمامهم (برشلونة) فإنهم يقدمون أداء جيدا ويهزمونك بفارق كبير. كان يجب علينا الفوز عليهم بطريقتهم، وقد قدمنا كل شيء. وفي النهاية حالفنا الحظ شيئا ما في تحقيق فوز رائع».

من جانبه، اعترف ثيو والكوت بأن فريقه آرسنال «تلقى درسا قاسيا» عن طريق برشلونة ولكنه مقتنع بأن آرسنال لديه فرصة كبيرة في حسم مواجهة دور الـ16 لصالحه والتأهل إلى دور الثمانية لدوري أبطال أوروبا. وأوضح والكوت «برشلونة لقننا درسا، لم نستطع الاقتراب منه في بعض الفترات، برشلونة سيطر على فترات كثيرة من المباراة ولكنهم لم يصنعوا عدد الفرص التي كانوا يسعون إليها». وتابع «الشيء الأكثر أهمية هو أننا أمامنا أشياء ينبغي أن نفعلها قبل جولة الإياب، ولكننا ندخل المواجهة التالية ونحن نمتلك فرصة كبيرة، ندرك أن لدينا القدرة على تحقيق نتيجة إيجابية وستكون مباراة رائعة للجماهير». وأشار «ندرك مدى صعوبة تحقيق الفوز أمام جماهير برشلونة، ارتكبنا الكثير من الأخطاء في كامب نو العام الماضي ولا نريد أن نفعل ذلك مجددا».

هذا وأكد تشافي صانع ألعاب فريق برشلونة أن فريقه يشعر بالإحباط لعدم استغلال الفرص التي سنحت له خلال المباراة. ويرى تشافي أن برشلونة كان متفوقا على آرسنال ولكنه فشل في تحويل سيطرته إلى لغة الأهداف. وقال تشافي البالغ من العمر 31 عاما لصحيفة «ماركا»: «كان الأمر مخزيا لأننا شعرنا بتفوقنا على آرسنال، النتيجة جاءت أسوأ من الموسم الماضي، حيث كنا تعادلنا في تلك المباراة قبل أن نخسر في مباراة أول من أمس». وتابع «الفريق ارتكب أخطاء فادحة، ولكن لعبنا كرة قدم جيدة، كل ما افتقدناه هو اللمسة الأخيرة». وأكد «لم نستغل العدد غير المحدود من الفرص التي سنحت لنا، المباراة كانت في حوزتنا ولكن فشلنا في تحقيق الفوز، النتيجة إلى حد ما غير عادلة».

وكان آرسنال قد حسم الفصل الأول من موقعته الثأرية مع ضيفه برشلونة بعد أن حول تخلفه أمامه إلى فوز 2/1، فيما أصبح روما الإيطالي في وضع حرج بعد سقوطه على أرضه أمام شاختار دانييتسك الأوكراني 2/3 في ذهاب الدور ثمن النهائي من مسابقة دوري أبطال أوروبا لكرة القدم.

على استاد «الإمارات» اعتقد الجميع أن برشلونة في طريقه للعودة من العاصمة الإنجليزية بفوز يفتح الطريق أمامه لحسم تأهله إلى ربع النهائي بعدما تقدم على آرسنال حتى الدقائق الـ12 الأخيرة بهدف سجله ديفيد فيا في الدقيقة 26، لكن الهولندي روبين فان بيرسي والروسي البديل اندري ارشافين ضربا في الوقت القاتل في الدقيقتين 78 و84 ومنحا فريق فينغر فوزا ثأريا لكنه قد لا يكون كافيا لإزاحة النادي الكاتالوني.

وكان آرسنال يبحث في هذه المواجهة عن استعادة اعتباره من برشلونة والتخلص من عقدته أمام النادي الكاتالوني لأن فريق فينغر لم ينجح في الخروج فائزا في أي من المباريات التي خاضها أمام منافسه إن كان على أرضه أو في «كامب نو» أو على ملعب محايد على غرار نهائي 2006 عندما حول الفريق الإسباني تخلفه بهدف لسول كامبل إلى فوز 2/1 بفضل هدفين من الكاميروني صامويل إيتو والبرازيلي البديل جوليانو بيليتي فتوج باللقب للمرة الثانية بعد 1992 قبل أن يلحقه بلقب ثالث عام 2009 على حساب فريق إنجليزي آخر هو مانشستر يونايتد (2/صفر).

وتواجه الطرفان للمرة الأولى في المسابقة ذاتها خلال دور المجموعات من موسم 1999-2000 عندما تعادلا ذهابا في برشلونة 1/1 قبل أن يفوز النادي الكاتالوني إيابا في ويمبلي 4/1 حين كان مدربه الحالي جوسيب غوارديولا قائدا للفريق. ثم تواجه الفريقان الموسم الماضي أيضا خلال الدور ربع النهائي فتعادلا ذهابا 2/2 في لندن بفضل ركلة جزاء نفذها قائد «المدفعجية» وصانع ألعابه الإسباني سيسك فابريغاس قبل 5 دقائق من النهاية، قبل أن يفوز النادي الكاتالوني إيابا على أرضه 4/1 بفضل رباعية من نجمه الأرجنتيني ليونيل ميسي بعدما افتتح الدنماركي نيكلاس بندتنر التسجيل للنادي اللندني الذي يتأهل إلى الأدوار الإقصائية للمرة الحادية عشرة على التوالي من أصل 13 مشاركة حتى الآن، وهو بلغ الدور ربع النهائي في الأعوام الثلاثة الأخيرة.

وواصل آرسنال بهذا الفوز عروضه الجيدة على أرضه في المسابقة هذا الموسم لأن الفريق اللندني فاز في المباريات الثلاث التي خاضها بين جماهيره خلال الدور الأول، علما بأنه لم يتلق أي هزيمة على أرضه في المباريات الـ28 التي خاضها في المسابقة على استاد «الإمارات» على يد فريق من خارج إنجلترا.

في المقابل فشل برشلونة في فك عقدته خارج قواعده لأنه لم يخرج فائزا بعيدا عن جمهوره سوى مرة واحدة هذا الموسم وكانت على حساب باناثينايكوس اليوناني (صفر/3) حين حقق فوزه الأول خارج قواعده من مبارياته الست الأخيرة في المسابقة والثاني فقط في آخر 13 مباراة. كما أن النادي الكاتالوني فشل في تحقيق فوزه الأول خارج قواعده في الأدوار الإقصائية للمسابقة منذ أن تسلم غوارديولا الإشراف عليه عام 2008.

وبدأ آرسنال الذي عاد إلى تشكيلته لاعب الوسط الفرنسي سمير نصري بعد تعافيه من الإصابة فلعب أساسيا على حساب ارشافين، اللقاء بطريقة جيدة وكان قريبا من افتتاح التسجيل عبر فان بيرسي عندما وصلت إليه الكرة بتمريرة مميزة من القائد الإسباني فابريغاس لكن فيكتور فالديز تدخل ببراعة وأنقذ الموقف في الدقيقة 7.

وواصل فريق المدرب الفرنسي فينغر اندفاعه، فيما اعتمد النادي الكاتالوني على الهجمات المرتدة التي كادت تثمر عن هدف التقدم عندما كسر الأرجنتيني ميسي مصيدة التسلل إثر تمريرة متقنة من دافيا فيا وانفرد بالحارس البولندي فويسييتش تشيسني، إلا أن أفضل لاعب في العالم في الموسمين الأخيرين سدد بجانب القائم الأيسر في الدقيقة 15. ولم ينتظر النادي الكاتالوني الذي غاب عنه قائده كارليس بويول بسبب الإصابة كثيرا ليفتتح التسجيل من إحدى هجماته المرتدة السريعة عندما مرر ميسي كرة بينية متقنة إلى فيا الذي كسر مصيدة التسلل وانفرد بحارس النادي اللندني قبل أن يسدد داخل شباكه في الدقيقة 25.

وحصل فريق غوارديولا على فرصة سريعة لتسجيل هدف ثان عبر بدرو رودريغيز بعد تمريرة من فيا لكن تشيسني أنقذ الموقف ببراعة في الدقيقة 29 ثم انطلق الفريق اللندني بهجمة سريعة انتهت عند قدمي فان بيرسي الذي أطلق الكرة من حدود المنطقة لكن محاولته علت العارضة بقليل في الدقيقة 30. وبدأ «المدفعجية» الشوط الثاني بفرصة للشاب جاك ويلشير لكن فيكتور فالديز تعامل مع تسديدته دون صعوبة في الدقيقة 47، ورد برشلونة بفرصة أخطر لبدرو الذي كان يتوجه للانفراد بمرمى المضيف إلا أن المدافع الفرنسي لوران كوسييلني تدخل في الوقت المناسب ليقطع الطريق عليه في الدقيقة 57. وتلقى النادي الكاتالوني ضربة بعد دقيقة بحصول سيرجيو بوسكيتس على إنذار سيحرمه من لقاء الإياب الذي سيقام في الثامن من الشهر المقبل في «كامب نو».

وحاول غوارديولا أن يحافظ على النتيجة فأخرج فيا وزج بالمالي سيدو كيتا، فيما لجأ فينغر إلى ارشافين بدلا من الكاميروني الكسندر سونغ في الدقيقة 69 سعيا خلف التعادل الذي تحقق له في الدقيقة 78 عندما وصلت الكرة إلى فان بيرسي على الجهة اليسرى للمنطقة الكاتالونية بعد تمريرة من الفرنسي غاييل كليشي فسيطر عليها الهولندي قبل أن يسددها من زاوية ضيقة جدا في شباك فالديز. وواصل آرسنال اندفاعه وأثمر ضغطه عن هدف الفوز عندما وصلت الكرة إلى نصري على الجهة اليمنى فحضرها إلى ارشافين المندفع من الخلف فسددها الروسي بحنكة في الزاوية اليسرى لمرمى فالديز في الدقيقة 84.