شركات أجنبية تبدي استعدادها للعودة إلى مصر وسط هدوء الشارع

«ماكرو» الألمانية تعيد افتتاح أحد فروعها بعد خسارة 36 مليون دولار

TT

رغم استمرار حالة الغموض حول المدة الزمنية التي يحتاجها الاقتصاد المصري من أجل التعافي، إثر أزمة عميقة عاشها خلال أيام الثورة المصرية التي أطاحت بالرئيس المصري حسني مبارك، أبدت شركات عالمية رغبتها في بدء أعمالها في البلاد خلال الفترة المقبلة، واستعدادها تحمل بعض المخاطر في المستقبل.

يأتي ذلك في الوقت الذي تكبدت فيه بعض الشركات ملايين الجنيهات بسبب أعمال الشغب التي رافقت ثورة 25 يناير، إلى جانب توقعات بأن تتراجع أرباح تلك الشركات خلال الفترات المقبلة.

رؤية الشركات لمستقبل مصر عكسها أعضاء الغرفة التجارية الأميركية - المصرية، الذين يمثلون كبرى الشركات الأميركية والمصرية التي توظف عددا كبيرا من العمالة المصرية، حيث أكد أعضاء الغرفة في لقائهم أمس مع مسؤولين بحكومة تسيير الأعمال المصرية تفهمهم للمرحلة التي تمر بها مصر حاليا، واستعدادهم العودة إلى العمل بكامل طاقاتهم الإنتاجية، كما أبدت بعض الشركات تفاؤلها بزيادة استثماراتها في مصر، بعد استقرار الحالة الأمنية التي توفر سهولة نقل العمال والبضائع إلى الأسواق.

وأكدوا على استمرارهم في السوق المصرية نظرا لما حققوه من مكاسب في الماضي، واستعدادهم تحمل بعض المخاطر في المستقبل مع المصريين والدفاع عن الاقتصاد المصري.

وأوضحت شركات عالمية عاملة في مصر استعدادها وتفهمها لموقف العاملين بها، وضرورة حل المشكلات المتعلقة بالعمالة، والحفاظ عليها حتى يمكن استغلال الطاقات الإنتاجية المتاحة بالكامل، وإمكانية التوسع في المستقبل، وطالبوا بضرورة إعادة عمل الجهاز المصرفي في أسرع وقت ممكن.

وشهد القطاع المصرفي حالة من الشلل، عقب حالة من الانفلات الأمني وسلسلة إضرابات من العاملين بالقطاع للمطالبة بتحسين الأوضاع ومراعاة التوازن في الأجور التي شهدت تفاوتا كبيرا، وهو ما أدى إلى تعليق عمل البنوك المصرية خلال الأسابيع الماضية.

وعلى الرغم من الخسائر الفادحة التي تكبدتها مجموعة «ماكرو كاش آند كاري» الألمانية، قالت الشركة التي تعمل في مجال تجارة التجزئة والجملة، إنها قررت عدم الانسحاب من السوق المصرية، على الرغم من تعرضها لخسائر فادحة تجاوزت 215 مليون جنيه (36 مليون دولار) بعد أعمال الشغب الأخيرة التي حدثت في البلاد أثناء ثورة 25 يناير، حيث خسر فرع السلام نتيجة إحراقه 200 مليون جنيه، وبلغت خسائر فرع القليوبية 15 مليون بعد عمليات سلب.

وقال جويل سافوس، الرئيس التنفيذي لمجموعة «مترو كاش آند كاري» لمنطقة أوروبا والشرق الأوسط، إن شركته تعمل حاليا، وبكل إصرار، على افتتاح فرع القليوبية أوائل الأسبوع المقبل، بينما يتطلب افتتاح فرع السلام بعض الوقت، لأنها ستقوم بإعادة بنائه من جديد.

وفي سياق متصل، أشار تقرير حديث صادر عن البنك الاستثماري «سي أي كابيتال» إلى أن أرباح الشركات المصرية ستتأثر بشدة خلال العام الحالي، وقال التقرير إن الشركات التي يراقبها البنك تعرضت لأضرار قليلة بعد الاضطرابات التي حدثت في البلاد، بخلاف الأضرار الناتجة عن تعطل نشاط الشركات وعدم وجود الإنترنت.

وأضاف التقرير أن المخاطر التي تواجه أرباح الشركات خلال هذا العام بسبب التحول السياسي الذي تشهده مصر يجعل الإنفاق الشخصي على المنازل والسيارات والسلع الاستهلاكية الصغيرة شيئا مؤجلا.