تضارب الأنباء حول مصير سفينتين حربيتين إيرانيتين تعتزمان عبور قناة السويس

القناة: لم نتلق إخطارات بشأنهما * مصادر طهران: تتجهان للبحر المتوسط * إسرائيل تراقب الموقف

سفينة حربية إيرانية في مياه الخليج وقد نفت سلطات قناة السويس المصرية تلقيها طلبا بعبور سفن إيرانية إلى البحر المتوسط (أ.ف.ب)
TT

تضاربت الأنباء أمس عن مصير سفينتين حربيتين إيرانيتين تعتزمان عبور قناة السويس، في اتجاه البحر المتوسط، للوصول إلى سورية. فبينما قالت إدارة القناة إنها لم تتلق إخطارات بشأنهما، أعلنت مصادر بطهران أن السفينتين تتجهان للبحر المتوسط، رغم أن مصادر ملاحية أوضحت أن توكيلا ملاحيا بالسويس أبلغ إدارة القناة بإلغاء الرحلة التي كانت مقررة أمس. وتراقب إسرائيل عن كثب خطط إيران نشر سفينتين حربيتين في البحر المتوسط وتخشى أن تكون تلك محاولة من طهران لرفع درجة التوتر بينهما.

وقالت مصادر بقناة السويس إن السفينتين وهما (خرق) وحمولتها 18 ألف طن، و(الفاند) وحمولتها ألف طن، لم تدخلا القناة مع القافلة الجنوبية القادمة من البحر الأحمر والمتجهة إلى البحر المتوسط، بناء على إلغاء التوكيل الملاحي الخاص بالسفينتين الحجز بعد أن اقتربتا من مدخل القناة الجنوبي دون إبداء أسباب. فيما أشارت مصادر ملاحية أن توكيلا ملاحيا بالسويس أبلغ إدارة القناة عن «إلغاء مرور سفينتين حربيتين إيرانيتين رحلتهما إلى سورية عبر قناة السويس ضمن قافلة الجنوب القادمة من البحر الأحمر».

ومن جانبه، قال أحمد المناخلي مدير إدارة الحركة بقناة السويس إن القناة لم تتلق أي إخطارات بشأن مرور السفن الحربية الإيرانية. وأضاف أنه لا توجد على قوائم الانتظار بقناة السويس أي سفن إيرانية حربية ينتظر عبورها القناة اليوم (الجمعة) أيضا، مشيرا إلى أنه سيتم السماح بعبور السفن الحربية الإيرانية بشرط حصولها على تصديقات بالموافقة من وزارتي الدفاع والخارجية، وهو إجراء يتم اتباعه مع جميع السفن الحربية المارة بقناة السويس بمختلف جنسياتها.

ورفض مصدر بتوكيل أسيوط الملاحي المسؤول عن عبور السفينتين، وهو توكيل حكومي، الإدلاء بأي معلومات بشأنهما مؤكدا صدور تعليمات أمنية له بذلك. وأكدت قناة تلفزيونية رسمية بإيران يوم الخميس أن سفينتين حربيتين إيرانيتين ستعبران قناة السويس. ونقلت قناة «برس تي في» الإيرانية عن مسؤول طلب عدم ذكر اسمه أن السفينتين الحربيتين الإيرانيتين ستعبران قناة السويس، وأنهما في طريقهما بالفعل إلى القناة، مشيرا إلى أن «مصر لا ترى أن هناك ما يحول دون مرور السفينتين بقناة السويس». وذكر مسؤولون إيرانيون أنه من المفترض أن تتوجه السفينتان الإيرانيتان إلى ميناء سوري حيث كان من المفترض أن تتمركزا هناك لمدة عام. ونقلت وكالة أنباء «فارس» الإيرانية عن قادة في سلاح البحرية الإيراني أن السفينتين المشار إليهما هما سفينة «خرق» المخصصة لنقل الإمدادات والمساندة والتي يبلغ وزنها 33 ألف طن، والفرقاطة «الفاند»، وهما مصنوعتان في بريطانيا. وتحمل «خرق» طاقما مكونا من 250 بحارا، ويمكن أن تحط على سطحها ثلاث مروحيات. أما الفرقاطة «الفاند» فهي مزودة بطوربيدات وصواريخ مضادة للسفن.

وذكرت الوكالة أن السفينتين هما جزء من الأسطول الـ12 الذي توكل إليه في العادة مهمة حماية السفن التجارية الإيرانية في مياه خليج عدن المليء بالقراصنة الصوماليين.

وكانت جهات إيرانية أعلنت في 26 يناير (كانون الثاني) الماضي أن متدربين للبحرية على متن سفن حربية إيرانية أرسلوا في بعثة تدريبية لمدة عام عبر خليج عدن إلى البحر الأحمر، ومنه إلى البحر المتوسط عبر قناة السويس، وذلك من أجل مهمة تدريب طلبة البحرية الإيرانية وإعدادهم للدفاع عن سفن الشحن الإيرانية وناقلات النفط العملاقة في مواجهة التهديد المستمر للقراصنة الصوماليين.

إلى ذلك، تراقب إسرائيل عن كثب خطط إيران نشر سفينتين حربيتين في البحر المتوسط. وكان من المقرر أن تمر السفينتان وهما من الأسطول الإيراني الثاني عشر، عبر قناة السويس إلى البحر الأبيض المتوسط خلال الأيام القليلة الماضية، إلا أنهما لم تتمكنا من ذلك. غير أن معظم المحللين يتفقون على أن السفينتين الإيرانيتين، وهما فرقاطة وسفينة دعم، لا تشكلان تهديدا على الدولة العبرية، ولكن عبورهما إلى مياه المتوسط يؤكد تطلعات إيران بأن تصبح قوة إقليمية.

وقال المحللون إن أسوأ سيناريو هو أن يؤدي عبور هاتين السفينتين إلى المتوسط إلى أول اشتباك مباشر في التاريخ بين القوات الإيرانية ونظيرتها الإسرائيلية، مما سيصعد النزاع بين الجانبين. والأربعاء وصف وزير الخارجية الإسرائيلي أفيغدور ليبرمان اليميني المتطرف هذه الخطوة بـ«الاستفزازية» وقال إن الدولة العبرية لن تستطيع التغاضي عنها لفترة طويلة.

ويرى محللون إسرائيليون أن إيران تحاول تعزيز مكانتها كقوة كبرى في المنطقة. وقال افرايم انبار أستاذ العلوم السياسية في جامعة بار ايلان في تل أبيب لوكالة «فرانس برس» إن «إيران تبعث برسالة سياسية لتأكيد وجودها وقوتها في شرق المتوسط».

ورأى المحلل اليكس فيشمان في صحيفة «يديعوت أحرنوت» الواسعة الانتشار أن ما يجري بين إيران والغرب يشبه «لعبة الورق، حيث رفع الإيرانيون سقف المراهنة مما يزيد من خطر حصول مواجهة بين البحرية الإسرائيلية والسفن الإيرانية». وقال فيشمان إن وجود السفينتين قبالة السواحل الإسرائيلية يمكن أن يؤدي إلى اشتباكات مباشرة، خاصة إذا ما حاولوا التدخل في محاولات الناشطين اختراق الحظر البحري الذي تفرضه إسرائيل على قطاع غزة أو أن يحاولوا الاقتراب من الدوريات الإسرائيلية قبالة السواحل اللبنانية.

وأضاف أن «السيناريوهات يمكن أن تتطور ويمكن أن تتسبب في اشتباكات مباشرة بين إيران وإسرائيل. ولن يكون ذلك عن طريق وسطاء على حدود لبنان أو حدود غزة ولكن اشتباكات مباشرة مع القوات الإيرانية».

وتعتبر إسرائيل النظام الإيراني أكبر تهديد لوجودها، لا سيما وأن الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد قال مرارا إنه يتوقع زوال الدولة العبرية عن الخارطة.