سعودي يحول الكهوف إلى «منتجعات سياحية» و«صالات للأفراح»

من بينها صخرة مجوفة تستوعب 200 شخص

كانت الكهوف تستخدم في السابق بمحافظة تنومة بمنطقة عسير لتخزين الحبوب والأعلاف («الشرق الأوسط»)
TT

حوّل سعودي حبه للكهوف إلى مشروع استثماري ومواقع يمكن الاستفادة منها كمنتجعات سياحية وصالات أفراح يستوعب بعضها نحو 200 شخص.

الكهوف كانت تستخدم في السابق بقريته بمحافظة تنومة بمنطقة عسير جنوب السعودية، لتخزين الحبوب والأعلاف وكذلك لحماية المواشي خصوصا عند هطول الأمطار.

المشروع اعتبره متعاملون بالسوق السياحية، بادرة جيدة في ابتكار أساليب جديدة في الجذب السياحي، وتحويل الاستثمارات بعيدا عن المدن الكبرى، والاعتماد على القرى التي تمتاز بالجمال الطبيعي.

ويجد زوار الكهف فرصة كبيرة عند زيارتها للتعرف على أساليب الحياة سابقا، لهذا حرص المنتجع على عرض المنتجات التراثية، من أدوات منزلية ومشغولات يدوية في المكان.

علي بن عبد الرحمن الشهري، صاحب المشروع، قال لـ«الشرق الأوسط» إن مشاهدته كهفا ضخما بالصدفة في أحد جبال محافظة تنومة البعيدة عن المناطق السكانية، كانت السبب في فكرة إنشاء المنتجع السياحي للكهوف الطبيعية والصناعية. وأضاف «وجدت صعوبة في البداية في سحب بعض الكهوف الصناعية الضخمة والتي يبلغ طولها 30 مترا، حيث استخدمت سيارات سحب مخصصة للإنشاءات التي تعمل على سحب الصخور المستخدمة بالمناجم، ونظرا لحجمها الكبير فقد خصصت بعضها لإقامة الاحتفالات الصغيرة، حيث يستوعب الكهف 200 شخص، بينما حددت الكهوف الصغيرة الطبيعية والصناعية، كغرف للأسر ولتناول الطعام، والتي تتميز بإطلالة ساحرة على جبال المدينة».

وكان الأمير سلطان بن سلمان بن عبد العزيز، رئيس الهيئة العامة للسياحة والآثار، قد وقع مذكرة تفاهم مع هيئة المساحة الجيولوجية السعودية، بهدف تبادل المعلومات، والمطبوعات، والدراسات، والخرائط المتوافرة، عن المواقع الجيولوجية القابلة للتطوير السياحي مثل الكهوف والأودية.

وتسعى المذكرة إلى تطوير برامج الرحلات السياحية في المواقع الطبيعية، ذات العلاقة بمجال عمل المساحة الجيولوجية، وتقديم الدعم الفني لمنظمي الرحلات المرخصين لتنظيم تلك الرحلات وتنظيم الدورات التدريبية للمرشدين السياحيين للرحلات إلى المواقع الجيولوجية، والمشاركة في الفعاليات والمناسبات المختلفة بمعلومات عن المقومات الجيولوجية في السعودية، وتنظيم الرحلات المشتركة لتحديد قيمة وجاذبية بعض المواقع الجيولوجية القابلة للتطوير السياحي.

وراعى الشهري في اختيار المنتجع أن يكون موقعه مرتفعا لكي تكون الإطلالة مباشرة على مشاهدة منطقة تنومة، وهو أمر مهم بالنسبة للزائرين لها، ووقع الاختيار على جبال مناسبة لإقامة المنتجع، لوجود الكثير من أشجار الغابات، وتم تزويدها بشلالات وقاعات أخرى إضافية، لتكون صالة أفراح وشاليهات واستراحات جانبية تؤجر للأسر الكبيرة. كما أوجد مطاعم تقدم الوجبات السريعة والشعبية. ويفكر قريبا في أن يتم إدخال مدينة كاملة للملاهي وبناء 40 فيلا سكنية فاخرة للتأجير اليومي.

ولفت الشهري إلى أن استخدام الكهوف جاء بعد أخذ آراء أصحاب الخبرة، من الجيولوجيين بالجهات الحكومية والخاصة، لانتقاء الأفضل والمناسب منها لاحتوائه على الصخور المجوفة، التي يتمكن تشكيلها وإضافة الخدمات من الإنارة وتوصيل المياه وبناء ديكورات داخلية وخارجية.

وقال الشهري «زارني في العام الماضي الكثير من المواطنين في دول الخليج العربي، وهو ما دعاني إلى توسيع المنتج لإقامة فيلات فاخرة تستوعب السياح من الخارج».

وأكد الشهري أن هيئة السياحة بالسعودية قدمت دعما معنويا، وبعضا من التسهيلات الكبيرة. وهناك إمكانية الحصول على تمويل لتوسيع المنتجع أو إقامة منتجعات مماثلة في عدد من المناطق في السعودية.

وتدعم الهيئة السياحية المستثمرين إلى التوجه إلى خارج المدن الكبرى، لإقامة مشاريع سياحية في المناطق التي تتميز بعوامل طبيعية ذات جذب سياحي، لتوفير فرص وظيفية لأبناء تلك المحافظات، وتنويع مصادر الاقتصاد الوطني.

وتعتبر محافظة تنومة إحدى أكثر المناطق ارتفاعا لوقوعها على سفوح جبال السروات، وتتضمن مناظر خلابة من التكوينات الصخرية الطبيعية والمتعددة التضاريس التي تحف بها الغابات.

وتعتبر السياحة في تنومة، خاصة في وقت الصيف، أحد الروافد الاقتصادية للمنطقة، لاعتدال الجو، مقارنة بارتفاع الحرارة في معظم مناطق السعودية، وهو ما أسهم في إيجاد مصادر رزق لمئات الشباب والفتيات العاطلين، عبر العمل لأوقات جزئية في بيع المنتجات الزراعية وتحضير الوجبات السريعة.