الإنتر في مواجهة صعبة مع كالياري اليوم.. والعيون تترقب لقاء بايرن في دوري الأبطال

رانوكيا تحول إلى صخرة للدفاع.. وباتزيني عوض غياب النجوم.. وموتو يعود للمشاركة

TT

احتفل أندريا رانوكيا مدافع الإنتر الجديد يوم الأربعاء الماضي بعيد ميلاده الـ23 لكنه أطفأ بريق جيلاردينو لاعب فيورنتينا في لقاء الفريقين بدلا من إطفاء الشموع. وكان رانوكيا هو أفضل لاعبي الإنتر الذي يسجل الكثير من الأهداف لكنه أيضا يفتح مرماه للكثير منها. وأثبت رانوكيا مدافع الإنتر أنه أفضل صفقات الفريق في سوق الانتقالات الشتوية الأخيرة التي حملت أيضا بالنسبة للإنتر لاعبين جيدين وحاسمين مثل خرجة وناغاتومو الذي لعب بدلا من سانتون وباتزيني الذي أصبح لا غنى عنه للفريق بعد إصابة ميليتو وغيابه الطويل.

لقد انضم رانوكيا إلى الإنتر قبل 5 شهور من الموعد المحدد سلفا نظرا لإصابة صامويل وحاجة الإنتر إليه. وفي ظل إصابة لوسيو أيضا، يدين الإنتر بالفضل لرانوكيا (وأيضا لمهاجمه إيتو) في حصد 24 نقطة من 10 مباريات لعبها الفريق منذ انضمامه. وأهم ما يميز رانوكيا هو نضجه وهدوؤه داخل الملاعب، ولعل ذلك يعود إلى طبيعته الهادئة البعيدة عن العصبية والتصرفات الغريبة في حياته الشخصية. وتأقلم رانوكيا سريعا مع فريقه الجديد بتواضع شديد وأيضا بثقة كبيرة في قدراته التي مكنته من السيطرة على المهاجمين البارعين الذين واجههم خلال المباريات الماضية للإنتر. وهو ما أهله لقيادة دفاع الإنتر المليء باللاعبين الكبار أصحاب الخبرة الذين ينظر إليهن رانوكيا نفسه بإعجاب جديد.

لقد تألق رانوكيا مع الإنتر دون أن يضطر للجوء للعب العنيف أو التعامل الخشن مع منافسيه. وفي 8 مباريات خاضها رانوكيا مع الإنتر لم يحصل سوى على إنذارين فقط، أمام فريق جنوا في أول ظهور له مع الإنتر في كأس إيطاليا وأمام فريق باري عندما اضطر إلى عرقلة ألميرون المنطلق نحو منطقة جزاء الإنتر بعد أن تخلص من اثنين من مدافعيه. ولعل إخلاص ونزاهة رانوكيا داخل الملعب تذكر الكثيرين بالراحل فاكيتي الذي تظهر صورته بصفاء كبير على موقع النادي كل يوم. إن رانوكيا هو المستقبل الذي ظهر بشكل طبيعي وهادئ في الحاضر، لا سيما أن الكثيرين قد قللوا من أهمية صفقة ضمه عندما تم الإعلان عنها. لكن ذلك لم يثن موراتي رئيس النادي وبرانكا مديره عن المضي قدما في الصفقة من أجل منح صامويل الذي كان يتحدى الزمن والإصابة وقتا كافيا للعلاج والعودة.

ولم يكن رانوكيا هو المتألق الوحيد مع الإنتر ضمن اللاعبين الجدد، بل ساهم الآخرون أيضا في مسيرة الفريق الجيدة مؤخرا. وقد فضل باتزيني التزام الصمت بعد تصريحاته الكثيرة في البداية. لكن أفعاله هي التي تتحدث عنه حاليا بعد أن أحرز 4 أهداف وحصل لفريقه على ضربتي جزاء في آخر 5 مباريات. ويمثل باتزيني أهمية كبيرة في خط وسط الإنتر حيث يسمح وجوده لإيتو بالانطلاق على الأجناب ويمنح أيضا ميليتو فرصة العلاج من الإصابة دون عجلة أو توتر. ويساهم خرجة أيضا مع فريق الإنتر رغم عودة ستانكوفيتش وماريغا. وتمكن الإنتر بعد مشاركة خرجة في لقاء فيورنتينا من الحفاظ على تفوقه الثمين وحصاده للنقاط الثلاثة. ورغم عدم ظهور اللاعب الياباني ناغاتوما بمستوى متميز في ظهوره الأول مع الإنتر، فإن اللاعب لا يفتقد إلى الحماس وسيكون على المدرب ليوناردو النهوض بمستواه في الفترة القادمة.

واستعد الإنتر جيدا لمواجهة فريق كالياري اليوم ومن بعده فريق بايرن ميونيخ في دوري أبطال أوروبا. وقد خرج شنايدر من مباراة الأربعاء الماضي أمام فريق فيورنتينا وهو يشعر بآلام في فخذه اليمنى وأثبتت الأشعة أنه يعاني من إجهاد بسبب الحمل التدريبي الزائد. ولذلك لن يخاطر ليوناردو بالدفع به أمام فريق كالياري اليوم حتى يكون جاهزا للمشاركة في دوري أبطال أوروبا. وقد يمنح ليوناردو أيضا راحة لكامبياسو لنفس السبب في مباراة اليوم، بعد أن شارك اللاعب في جميع مباريات الفريق الـ12 بعد فترة التوقف الشتوية. وبالنظر إلى مركز كامبياسو وطريقة لاعب الإنتر التي تتطلب جهدا كبيرا، يركض اللاعب أكثر من 10 كيلومترات في كل مباراة يلعبها، وهو ما يدفع ليوناردو للتفكير في إراحته لالتقاط الأنفاس والاستعداد بشكل جيد لمباراة بايرن ميونيخ.

لقد عاد تياغو موتا إلى تدريبات الإنتر يوم الخميس الماضي ويبدو مستعدا للمشاركة في مباراة اليوم أمام فريق كالياري وكذلك أثبت ماريغا أنه يمكن أن يكون ورقة إضافية في يد المدير الفني. فرغم أن ستانكوفيتش يبدو الأقرب للعب خلف رأسي الحربة بدلا من شنايدر، فإن ماريغا ينافس خرجة على المشاركة، إلا إذا قرر المدرب الاستغناء عن كليهما في هذه المباراة والدفع بزانيتي في مركز الظهير الأيسر.

وما زال موقف لوسيو الذي عاد للتدريبات يوم الخميس غامضا من المشاركة في لقاء اليوم، لكن المدافع البرازيلي أعرب عن تفاؤله قائلا: «يمكنني أن ألعب اليوم ولكن يجب توخي الحذر. إن المباراة الهامة هي مباراة الأربعاء وسأكون بالتأكيد مع الفريق في هذه المباراة. إن اللعب ضد فريق بارين ميونيخ يمثل بالنسبة لي حدثا خاصا، لكن الأمر أصبح مختلفا بعد نهائي دوري أبطال أوروبا الموسم الماضي. فقبل النهائي لم أنم لمدة أسبوع، لكنني الآن مطمئن». وعلق لوسيو على الأهداف الكثيرة التي تدخل مرمى الإنتر في الآونة الأخيرة قائلا: «قد يكون هذا الأمر مشكلة في دوري أبطال أوروبا، ويجب أن نحاول منع الفريق الألماني من التسجيل. لكننا في بطولة الدوري كنا نحتاج إلى الفوز حتى لو خاطرنا بكشف دفاعنا والتعرض لبعض الأهداف. وفي غيابي ظهر زملائي بمستوى جيد». واختتم لوسيو تصريحاته بالحديث عن فارق الـ5 نقاط الذي يفصل الإنتر عن الميلان متصدر الدوري: «إن هذا الفارق يمكن تعويضه في مباراتين. سننافس حتى النهاية. وقد تعرض الفريق للانتقادات بعد الهزيمة أمام اليوفي، لكننا كنا بارعين في الاحتفاظ بتركيزنا ووحدتنا والانطلاق مجددا».