الإصابات المتلاحقة و«الصيام» عن الأهداف يزلزلان عرش ميليتو في الإنتر

النادي أكد تمسكه باللاعب.. والفريق وعد بتكريمه عند عودته للملاعب

TT

ضاعت أحلام المهاجم الأرجنتيني دييغو ميليتو أدراج الرياح بعد إصابته بتمزق عضلي في الفخذ الأيسر سيغيب على أثره لمدة 45 يوما عن صفوف فريق الإنتر. ولم يستغرق الأرجنتيني الكثير من الوقت حتى يدرك أنه لن يتمكن من المشاركة مع فريقه في عدد من المباريات الهامة وعلى رأسها مباراتا بايرن ميونخ في الدور ثمن النهائي من منافسة دوري الأبطال الأوروبي. وعلى الرغم من التوقف المفاجئ للاعب بسبب سلسلة الإصابات التي عانى منها مؤخرا، فإن أسطورة الأمير الأرجنتيني لم تنته بعد، فهو لا يزال الملك المتوج على عرش الإنتر.

الإصابات.. جدير بالذكر أن ميليتو كان قد تعرض لعدد من الإصابات التي تفاوتت درجة خطورتها في الفخذين خلال الأشهر الماضية، مما أدى إلى تدهور أداء اللاعب بدرجة ملحوظة في المباريات السابقة حتى مني بالإصابة الأخيرة. وفي محاولة منهم لتخفيف وطأة الإصابة عليه، تلقى ميليتو بعض المداعبات من المدير الفني وزملائه في الفريق حيث قالوا له: «عليك أن تحصل على قدر أكبر من الراحة الآن، وأن ترى أبناءك بدلا من وجوهنا التي سئمتها»، فارتسمت على وجه الأرجنتيني نصف ابتسامة، مبديا أسفه الشديد لعدم المشاركة في مباراتي دوري الأبطال الأوروبي. ولم يكن الرئيس ماسيمو موراتي بعيدا عن الصورة أيضا، فقد حرص على مواساة اللاعب في أعقاب المباراة التي أصيب خلالها، وكذلك القائد خافيير زانيتي الذي نصحه بعدم تعجل العودة للملاعب وعدم الشعور بالحزن مهما طالت فترة التعافي. وعلى الرغم من حالة القلق الشديد التي كانت تعتري ميليتو قبل الخضوع للفحوصات الطبية، فإنه لم يسمح للدموع أن تخترق عينيه، فهو يؤمن بأن الأمراء لا يبكون أبدا بل عليهم أن يستعدوا لتولي العرش قريبا. ومن بين الكلمات التي وجهها له رفاقه في الفريق: «سننتظر عودتك في الوقت المناسب لكي نشارك معا في حسم المباريات الهامة».

الحظ السيئ.. في العام الماضي، قاد ميليتو الإنتر إلى الفوز بثلاثية تاريخية (الدوري الإيطالي وكأس إيطاليا دوري الأبطال الأوروبي)، ولهذا يدرك لاعبو الفريق جيدا أن ما حل بالأرجنتيني لا يستحق سوى التقدير والاقتراب منه لتجاوز الأزمة الحالية في أسرع وقت. ولهذا، قام كامبياسو، وزانيتي وصامويل بدعوته لتناول العشاء معهم وكأن شيئا لم يكن على الرغم من غيابه المقلق عن مباراة بايرن ميونخ، خاصة أن المباراة التي خاضها الأرجنتيني في العام الماضي أمام الفريق نفسه كانت هي بداية الانطلاقة الحقيقة لسلسلة الإنجازات التي حققها الإنتر فيما بعد. غير أن الرياح لا تأتي دائما بما تشتهي السفن، حيث واجه الأرجنتيني بعض الصعوبات بدءا من مشاركته الهامشية مع منتخب بلاده في مونديال جنوب أفريقيا ثم تعرضه للإصابة الأولى في الفخذ الأيسر، ومن بعدها إصابة الفخذ اليمنى ثم استبعاده من قائمة المرشحين للكرة الذهبية وأخيرا مباراة روما التي شهدت الإصابة الأخيرة. وعلى الرغم من انتشار بعض الشائعات حول إمكانية التنازل عنه في الصيف المقبل نظرا لما يعاني منه من مشكلات صحية، تأتي التصريحات تباعا من مسؤولي الإنتر، مؤكدة على إيمانهم بالأرجنتيني. إنه ميليتو، وسيظل كذلك.

المفاجأة.. وبعيدا عن أضواء المستطيل الأخضر، يشتهر دييغو ميليتو بتواضعه الشديد مع الجميع. فعند لقائه بدي كانيو مصادفة في أحد المطارات، بادر الأرجنتيني بتهنئة مديره الفني السابق بتربعه على قمة دوري الدرجة الثانية، فرد عليه دي كانيو قائلا: «أتهنئني على ما فعلته؟ يتعين علي أن أهنئك على ما أنجزته مع الإنتر يا دييغو». وعلى الصعيد الإنساني أيضا، يتميز دييغو بالبساطة في كل شيء، فضلا عن شخصيته القيادية والالتزام، فهو لا يعرف طريق الملاهي الليلية ولم يشاهد وشما على جسده كغيره من اللاعبين. ومن أكبر المعجبين بدييغو ميليتو رئيس نادي جنوا، إنريكو برتسيوزي، الذي أخبره ذات مرة بأنه يفكر في التعاقد معه وكذلك مع أخيه جابي خلال السنوات المقبلة. من جهة أخرى، أكد لاعبو الإنتر أنهم يعتزمون تقديم شيء ما لميليتو عند عودته إلى أرض الملعب دون أن يفصحوا عن أي تفاصيل. فهل ينوون إهداءه شيئا ما؟ أم سيصنعون قميصا خاصا له؟ لا نعرف حتى الآن.