إيحاءات هيكتور.. إما الإثبات وإما الردع!

عبد العزيز الغيامة

TT

كانت إيحاءات مدرب الشباب الأرجنتيني هيكتور تجاه حكام مباراة فريقه أمام الهلال مستفزة للجميع.. كان يؤكد أن الخسارة تمت بسبب الحكم المجري، ولم يكتفِ بذلك، بل تساءل بطريقة مثيرة أمام الصحافيين في المؤتمر الصحافي عقب المباراة عن أسباب استفادة فريق واحد وهو الهلال من هذه الأخطاء، وأن الاتحاد أيضا عانى من ذلك في مباراته أيضا مع النادي الأزرق، حينما لم يحتسب الحكم البلجيكي جيروم ضربة جزاء واضحة للنمري!

لم يتوقف هيكتور عند ذلك فقط، بل أكد أن الضربة الجزائية المحتسبة لمهاجم الهلال المصري أحمد علي لم يشاهدها سوى الحكم المجري!!

بالنسبة لي، أنا مؤمن تمام الإيمان بأن أخطاء الحكام جزء من اللعبة، وما دام هؤلاء الحكام مطالبين بضرورة احتساب الخطأ في أجزاء من الثانية، فإنه من الطبيعي جدا أن تكون قراراتهم خاضعة للخطأ والصواب، وحتى أكون منطقيا وعقلانيا في طرحي، اذهبوا إلى محللي وخبراء التحكيم، الذين يراجعون قرارات الحكام عقب انتهاء المباراة بساعات وبمشاهدة تلفزيونية أدق وكاميرات في كل مكان، ورغم ذلك تجدهم يتفاوتون في تأكيد بعض القرارات وربما غالبيتها، فضلا عن أنهم أحيانا يصادقون على قرارات الحكم الأجنبي أو المحلي، ووسط ذلك لا يزال المسؤولون والمنتمون إلى الأندية وبقية العاملين في الإعلام الرياضي يضربون بسوط أصواتهم ضد نزاهة قضاة الملاعب!

لست هنا في مكان المدافع عن الحكم المجري، أو غيره من الحكام الأجانب أو السعوديين، لكنني في ذات الوقت أطالب بضرورة أن نكون أكثر ابتعادا عن الاتهامات والتشكيك، ليس في القرارات، وإنما في نزاهة الحكام وضمائرهم!

ماذا يعني أن الحكم هو الوحيد الذي شاهد جزائية أحمد علي؟.. إنها استفهامات مليئة وبغيضة وضاربة في نزاهة قضاة الملاعب، وأعتقد أن لجنة الانضباط عليها أن لا تنتظر طويلا تجاه مثل هذه التصريحات. خلال السبت والأحد الماضيين شهدت أقوى مباراتين في الدوري الإيطالي، والتي جمعت الأولى ميلان مع كييفو، والثانية إنتر ميلان بكالياري، أخطاء تحكيمية كبيرة ساعدت الفريقين المنتميين إلى مدينة ميلانو على تحقيق النقاط الثلاث!!

على مسؤولي الأندية ومدربيها ولاعبيها وأيضا جماهيرها، وقبل ذلك الإعلام الرياضي، أن يدركوا أنه لم يخلق بعد الحكم الذي لا يخطئ.. ابحثوا فقط عن الحكم الأقل أخطاء، وبالتأكيد لن تجدوه في عالم يؤمن بالمؤامرات!!

لست هنا بالمطالب بتكميم الأفواه، لكن انتقاء التصريحات من قبل الرئيس والمدرب واللاعب والناقد أمر ضروري، فلو قال المدرب أو الرئيس أو المتضرر إن الحكم أخطأ في اتخاذ القرار أو تقديراته لم تكن صائبة، أو أنه كان قاسيا بحق فريقنا، فإن هذه الكلمات ستكون مقبولة، أما إذا كان هؤلاء يمتلكون الأدلة الدامغة على عدم نزاهة هؤلاء الحكام من خلال أخطاء فاضحة، أو شواهد حقيقية خارج الملعب، فليتقدموا بها بشكاوى رسمية إلى اتحاد الكرة، لا أن يطلقوها كتصريحات بلا إثباتات حقيقية راسخة!!

[email protected]