إخفاق الحكام

ألبرتو تشيروتي

TT

شهدت الجولة الـ26 من مباريات دوري الدرجة الأولى الإيطالي حالات تحكيمية لا يمكن إغفالها. فقد كان بانتي حكم مباراة الميلان – كييفو، وتشيلي الذي تولى إدارة مباراة كالياري – الإنتر، هما البطلان اللذان حسما نتيجة هذين اللقاءين. ولحسن الحظ لم يرتكب غافا، حكم مباراة نابولي - كاتانيا أخطاء جسيمة ساهمت في تحقيق نابولي الفوز والحفاظ على وصافة جدول الدوري الإيطالي بفارق ثلاث نقاط عن الميلان المتصدر الذي سيلتقي معه في الأسبوع المقبل على ملعب استاد سان سيرو.

إن الحديث عن الحكام لا يروق لنا، غير أن كل شيء له حدود، وهذه المرة تم تجاوز الحد بطريقة لم تحدث من قبل ولصالح ناديين كبيرين يصارعان مع نابولي على الفوز بدرع بطولة الدوري المحلي. ومع إقرارنا في البداية بالنية الحسنة لبانتي في مباراة كييفو وتشيلي في مباراة الإنتر، فإن هدف روبينهو، لاعب الميلان يوم الأحد الماضي، وذلك الذي سجله رانوكيا، لاعب الإنتر، يوم السبت الماضي هما ثمرة العديد من المجاملات، الواضحة للغاية، التي كان من الممكن تجنبها.

إن تسلل رانوكيا، الذي وضع قدمه في الكرة التي لعبها رفيقه خرجة وسجل منها هدف المباراة الوحيد، لم يكن لبعض الملليمترات بل كان تسللا يمكن رؤيته من دون الحاجة إلى الإعادة التلفزيونية. صحيح أنه خطأ بوجيوتو، حامل الراية، ولكنه بمجاملة تشيلي. وقد اعتقدت جميع جماهير الميلان أنه «من الواضح أنهم يودون مساعدة الإنتر»، لا سيما في ظل خوف مشجعي المتصدر الحالي لجدول الدوري من تكرار لعنة فيرونا (عندما خسر الميلان أمام فريق هيلاس فيرونا مما تسبب في فقد درع الدوري) بعيدا عن قيمة فريق كييفو الذي تمكن من تحقيق الفوز على أرضه أمام الإنتر ونابولي. ولكن، على العكس، لتفتيت نظرية المؤامرة هذه، قدم بانتي تلك الهدية الصغيرة غير المقصودة إلى فريق الميلان في ذكرى الاحتفال بمرور 25 عاما على تولي برلسكوني رئاسة النادي. فقد تسلم البرازيلي روبينهو الكرة بيده قبل أن يسددها في مرمى كييفو معلنا عن هدف التقدم لفريقه والبقاء على قمة جدول الدوري محافظا على فارق الـ5 نقاط عن الإنتر. إنها لمسة يد واضحة، خاصة أن الحكم كان يقف في مكان رائع يسمح برؤية الكرة، تزيد من مسؤولية بانتي تجاه احتساب الهدف وتمنح الحق لبلاتيني، رئيس الاتحاد الأوروبي لكرة القدم، لأن وجود حكم خلف المرمى كان ليمنع احتساب هدف مثل الذي سجله رانوكيا. «إنهم يرغبون في جعل الميلان يفوز بدرع البطولة الحالية»، هكذا اعتقدت جماهير فريق الإنتر التي خُدعت في البداية بهدف التعادل لكييفو غير أنها، بعد ذلك، تجمدت إثر الهدف الرائع الذي سجله البرازيلي أليساندرو باتو، لاعب الميلان ليعلن عن فوز فريقه بالمباراة 2/1.

وبعيدا عن الأخطاء المميتة لحكام المباريات ومساعديهم الذين لم يقوموا خلال هذه الجولة بالمساعدة، على الإطلاق، بل اكتفوا بالمشاهدة فحسب، هناك أيضا الأخطاء الخطيرة التي وقع فيها اللاعبون والمديرون الفنيون والإداريون الذين يعدون في اجتماعاتهم بمساعدة الحكام، ولكنهم، على العكس، يهاجمونهم بمجرد التعرض لأي خطأ تحكيمي ولا يتقبلون منهم احتساب أي قرار غير متعمد، ونكرر مع توافر حسن النية، ضد مصلحة فرقهم. وعلى هذا النحو، نفى روبينهو وقوع حادثة لمسه للكرة بيده وكذلك أليغري، مدرب الميلان، مر على الواقعة مرور الكرام. بينما صرح ليوناردو، مدرب الإنتر، بصدد هدف رانوكيا: «لم أشاهد اللعبة بشكل واضح». وهنا يتعين علينا تقديم التحية إلى الرد الاستثنائي اللطيف الذي جاء على لسان دونادوني، مدرب كالياري، الذي يعد مثالا نادرا وغير مسموع لمبدأ اللعب النظيف. فقد صرح دونادوني تعقيبا على الهدف «المشكوك في صحته» الذي سكن شباك فريقه قائلا: «لم يتم احتساب التسلل، وعليه، فليس لدي الكثير للقيام به. أنتم تعرفون أني لست من النوعية التي يروق لها إثارة المشكلات».