أخطاء الحكام في إيطاليا والعدالة المزيفة

لويجي غارلاندو

TT

لسنا في وضع جيد، ولا يتعلق الأمر بهزائم الفرق الإيطالية الأخيرة في دوري أبطال أوروبا أو بالملاعب التي أصبحت في حالة يرثى لها، فهناك ما هو أسوأ من ذلك. وما يوضح ذلك هو تنفس الكثير الصعداء في كل مكان بعد الهدف غير الصحيح الذي سجله روبينهو لاعب الميلان في مرمى فريق كييفو. وقد قال الكثيرون: «هذا أمر جيد. لقد كنا نحتاج لهذا من أجل تعويض هدف رانوكيا غير الصحيح وإعادة التوازن. وعلى هذا النحو فإن فريقي مدينة ميلانو، اللذين يتصارعان بالفعل على صدارة الدوري الإيطالي، سيلتزمان الهدوء». ووصل الأمر بماسيمو موراتي رئيس نادي الإنتر للمزاح حول ما حدث: «إنه مبدأ المساواة غير المقصود».

وتخفي هذه السعادة المرضية عقب المباراتين وشعور الجميع بأنهم تجنبوا عاصفة من الجدل إحساسا مذلا بتحقق العدل بعد أن تعادلت كفة الإنتر والميلان وحقق كلاهما الفوز في نفس الجولة بفضل أخطاء الحكام. فمن الأفضل وقوع خطأين تحكميين بواقع خطأ لكل الفريق بدلا من وقوع خطأ واحد لصالح أحدهما. إن العدالة لها وجهان مثلما يقول سورينتينو مدرب نادي كييفو. وجه للفرق الكبرى ووجه لباقي الفرق. من الذي يكترث لناديي كالياري وكييفو والظلم الذي وقع عليهما؟ ومن الذي يكترث للفرق الأخرى التي تنافس من أجل نفس الأهداف التي يلعب لأجلها الميلان والإنتر؟ إن الظروف ليست عادلة بالنسبة لجميع الفرق.

إن قلة الأخطاء في أي عالم يحكمه المنطق تعني وجود المزيد من العدالة. وفي عالم يحكمه المنطق لم يكن من الممكن لرجل رياضي ومهذب مثل رانييري أن يصف قنابل الصوت بأنها «تعبير عن الحب»، رغم أنه استقال من تدريب فريقه لأنه يرغب في تجنب التعرض لأعمال «التعبير عن الحب»، وهو يقوم بشراء مستلزمات منزله. إن أعمال الحب الحقيقية هي تلك التي قام بها لاعبو المنتخب الأرجنتيني للاحتفال بمنتخبهم في المطار رغم خسارته الكبيرة وخروجه من المونديال أمام منتخب ألمانيا. وسنصبح نحن في عالم يحكمه العدل والمنطق عندما يتم تقييم خطأ ارتكبه الحكم بانتي مثل خطأ ارتكبه إيتو. فهل اتهم أحد المهاجم الكاميروني بالخضوع النفسي لفريق اليوفي أو بأي شيء آخر عندما أضاع هدفا لا يضيع ضد اليوفي؟ لقد اكتفى مشجعو نادي الإنتر حينها بالصراخ قائلين: «يا له من حظ عاثر». وعندما سنكتفي بـ«يا له من حظ عاثر»، دون الشك في أي شيء آخر، حتى حيال إزاء أخطاء الحكام، سنكون وصلنا إلى عالم آخر ولن يكون هناك داعٍ حينها لأن يتمنى الجميع احتساب هدف غير صحيح لتعويض هدف آخر غير صحيح احتسب لصالح فريق منافس. لكن حدوث هذا الشيء أمر صعب، لا سيما أن السياسية في إيطاليا لا تعلمنا احترام الأحكام وتبحث عن فضيحة في إحدى المجالات من أجل تعويض فضيحة أخرى ظهرت في مجال آخر.

لكن هناك إشارة طيبة جاءت من جانب نادي الميلان وتتمثل في إعلانه أنه لن يتقدم بطعن على عقوبة إيقاف غاتوزو. فالنادي يتحمل برقي مسؤولية ما فعله لاعبه. وهو ليس بالأمر البسيط في زمن زادت فيه سوء الأخلاق وبصق بعض اللاعبين على بعض داخل الملاعب.