انطلاق «مهرجان البستان» محتفيا بموسيقى «نهر الدانوب»

ميرنا البستاني تواصل تحديها من أجل معزوفات كلاسيكية أكثر شعبية

«عازفو صوفيا المنفردون» الفرقة التي افتتحت حفلات «مهرجان البستان»
TT

كما كل عام في مثل هذا الشهر، وللسنة الـ17 على التوالي، افتتح «مهرجان البستان» في لبنان حفلاته الموسيقية مساء أمس، التي ستتواصل على مدار 4 أسابيع، يتم خلالها تقديم ما يقارب 25 أمسية موسيقية فنية ذات مذاقات مختلفة، ومن بلدان متعددة.

وعزفت في الحفل الافتتاحي الذي أقيم أمس في قاعة «إميل بستاني» في «فندق البستان» فرقة «عازفو صوفيا المنفردون» بقيادة دوروف بلامن مقطوعات لبتهوفن وكازانجييف وماهلر ودفوراك.

وهذه السنة تغلب على الحفلات موسيقى البلدان المطلة على نهر الدانوب، التي عرفت بخصوصيتها وتميزها. وهو ما كان جليا من حفل الافتتاح الذي أقيم تحت عنوان «سرينادا النهر». أما يوم الخميس المقبل فستعزف الفرقة نفسها بصحبة عازفة الكلارينت المعروفة لون ماديسون دنماركية الجنسية مقطوعات موسيقية لمشاهير مثل تشايكوفسكي وبارتوك وموزار، خلال أمسية دانوبية الطابع أيضا تحمل عنوان «الموسيقى كالمياه المتدفقة». كما يلتقي الجمهور نجمة العزف على البيانو مارتينا فيلجاك كرواتية الجنسية مع أوركسترا تلبيسي الأوبرالية الآتية من جورجيا في حفل مساء 26 من الشهر الحالي.

عناوين رومانسية عدة تحملها هذه الأمسيات الخاصة جدا التي ينفرد بها مهرجان البستان، الوحيد بين المهرجانات اللبنانية الذي أخذ على عاتقه نشر هذا الفن الكلاسيكي غير الشعبي، والترويج له في لبنان من خلال استقدام أفضل الفرق وأكثرها مهارة، وهي ليست بالضرورة دائما الأكثر شهرة.. فصاحبة فكرة المهرجان والقائمة عليه ميرنا البستاني، التي جعلت من فندقها الأنيق «البستان» في بلدة بيت مري الجبلية مركزا له، هي ذواقة شغوفة بالموسيقى الكلاسيكية، وتقضي عامها في بحث وتقصٍّ عن أفضل العازفين المحترفين لاستضافتهم في مهرجانها وتعريف اللبنانيين بهم.

جدير بالذكر أن مجلة «فوربس» العربية كانت قد اختارت ميرنا البستاني من بين أهم 50 سيدة أعمال عربيات، فهي أول امرأة دخلت البرلمان اللبناني خلفا لوالدها بعد وفاته، وهي حاليا عضو مجلس إدارة مجموعة «كات»، ونائب رئيس مجلس إدارة بنك الصناعة.

لكن الجانب الآخر لشخصية ميرنا البستاني هو الذي يعرفه اللبنانيون اليوم بشكل أساسي من خلال برمجة مهرجانها؛ فهي، إضافة إلى اهتمامها باستجلاب الفرق الأجنبية، تدعم المواهب اللبنانية الشابة من عازفين وموسيقيين وفرق بارزة تعتقد أنها تستحق تقديمها للجمهور. وهي أيضا على علاقة وطيدة بالأوركسترا الفلهارمونية اللبنانية التي تستضيفها هذه السنة في عدة حفلات منها تلك الحفلة التي ستقدم يوم 26 من الشهر المقبل بقيادة جيانلوكا مارسيانو؛ حيث ستعزف مقطوعات تحت عنوان «ليلة مع فيينا وعائلة شتراوس».

كما يستضيف المهرجان عددا من الجوقات اللبنانية مثل جوقتي المعهد العالي للموسيقى وجوقة الجامعة الأنطونية، إضافة إلى أمسية شرقية لعازف القانون اللبناني جيلبير يمين يوم 1 مارس (آذار).

وتتوالى الحفلات على مدار شهر مارس حتى 27 منه؛ حيث يعزف الروسي دونيز كوزلزخين على البيانو يوم 2 مارس برفقة فرقة تبليسي الأوبرالية السيمفونية، فيما تكون أمسية 3 مارس لقاء بين عازفي البيانو الروسيين إدوارد كونز وإيليا راشكوفسكس.

ومن الأمسيات المنتظرة لهذه السنة حفل عازف التشيلو الفرنسي غوتيه كابوسون يوم 5 مارس وحفل الأوركسترا الفلهارمونية النمساوية التي ستعزف مقطوعات لدفوراك وبتهوفن، إضافة إلى الفلكلور البوهيمي يوم 10 مارس. أما في اليوم التالي فسيكون لقاء مع عازفة الترومبيت البريطانية أليسون بالسوم برفقة توم بوستر على البيانو. ويوم 13 مارس أمسية بعنوان «عازف الكمان الذهبي» للعازفين الأوكراني فاليري سوكولوف على الكمان وكاترين ستوت على البيانو؛ حيث سيعزفان لكل من رافل وموزار وبرامز وغرييغ وآخرين. أما يوم 15 مارس فهناك محاضرة يلقيها في الجامعة الأميركية نجم الروك هوبرت فون غويزرن يتكلم خلالها عن تجربته، ليس فقط كفنان وعازف ومؤلف موسيقي وإنما أيضا كناشط اجتماعي ألغى الحدود بين دول الدانوب بواسطة الموسيقى.

وهكذا تستمر الحفلات الموسيقية والاحتفالات بالمقطوعات الكلاسيكية حتى السابع والعشرين من الشهر المقبل؛ حيث «الاختتام الكبير» بعزف للأوركسترا الفلهارمونية اللبنانية، لمقطوعات محببة إلى قلوب الناس، بهدف اجتذاب أكبر عدد ممكن من المستمعين.

جدير بالذكر أن ما يزيد على 240 فنانا يشاركون هذه السنة في المهرجان قادمين من 15 دولة مختلفة. وتتعدد الأنشطة والحفلات التي من بينها دروس في الغناء الأوبرالي للراغبين بذلك يعطيها الأستاذ المحترف في هذا المجال جيانلوكا مارسيانو.