د. المزيني في إثنينية خوجة: لا كيان ليبراليا في السعودية

دعا علماء السنة والشيعة إلى النقد الجاد لمصادرهم

المزيني يتصدر منصة إثنينية عبد المقصود خوجة في جدة أول من أمس («الشرق الأوسط»)
TT

قلل الدكتور حمزة بن قبلان المزيني، أستاذ اللسانيات بجامعة الملك سعود، من تأثير كلام الدكتور محمد الغذامي حول الليبرالية في السعودية قائلا: «لا يوجد كيان ليبرالي في السعودية حتى يهتز بتلك التصريحات».

جاء ذلك خلال تكريمه بإثنينية عبد المقصود خوجة، التي قدمها في جدة أول من أمس الدكتور مدني علاقي، نيابة عن مؤسسها عبد المقصود خوجة الذي غيبه عارض صحي مفاجئ.

وفي كلمته بالأمسية، دعا الدكتور المزيني علماء ومثقفي الطائفتين السنية والشيعية لنقد مصادرهم وإيصال نتائج هذا النقد إلى العوام، حتى تذوب التباينات بين الطرفين في بعضها. وأضاف «نقد السنة لمصادر الشيعة والعكس خطأ يوسع الهوة بين الجهتين».

وحول إفرازات ونتائج الصحوة، قال المزيني: «بدأت الصحوة بجمع التشدد العقدي والفقهي، وقد حولت الصحوة الجامعة عن التنوير الذي كانت تمارسه، واستمر ذلك حتى سقوط النظم الشيوعية في العالم بداية التسعينات، حيث واجهت الصحوة بعد ذلك تململا أدى لأفكار إيجابية مختلفة، حملت مشعل المراجعة الفكرية والثقافية فيه صحيفة (الوطن) التي تأسست منتصف التسعينات».

وأضاف «ظللنا ننكر صلة ثقافتنا بما وقع في الحادي عشر من سبتمبر (أيلول) 2001، على الرغم من مشاركة 15 سعوديا فيها، ثم اضطررنا للاعتراف بذلك، بعد أن وصلت تلك التفجيرات إلى مدننا وبين شوارعنا». وقال المزيني الذي احتج على كلمة «إسلاميين»: ما لم تتصل بالحزبية السياسية «مراجعات الإسلاميين التي حصلت بعد ذلك لم تأت من فراغ، إذ اكتشفوا أنهم ومنذ 80 عاما لم يناقشوا قضايا العرب الأساسية حول الحرية والكرامة..».

أما طرحه لقضية الأهلة، فقد بين المزيني أن الهدف منها كان اعتقاده بوجوب الاستفادة من إنجازات العلوم الحديثة، لتسهيل القيام بالواجبات الدينية. وذلك في مقابل العداء المبطن لهذه العلوم، الذي يسود في المؤسسات الدينية.

وحول اللغة العربية، أوضح أنها بريئة من الاتهامات التي يرميها من وصفهم بـ«العاجزين»، فهي قادرة بشكل واضح على التعبير الكفء عن أدق الأفكار العلمية والفلسفية.

وتحدث الدكتور المختص في اللسانيات بإسهاب عن الترجمة، قائلا «وجدت بعد أن عدت من البعثة، مشكلة في تدريس مادة اللسانيات بصورة مماثلة لما تعلمته في الخارج. فلم يكن هناك كتاب ملائم يمكن أن يستخدم لتقديم هذه المادة للطلاب بالشكل اللائق. إذ إن الكتب التي كانت ولا تزال تنشر في تخصص اللسانيات بالعربية، لا تواكب تطورات هذا العلم في الجامعات الغربية».