«برنت» يتجه نحو 110 دولارات مستفيدا من اضطرابات ليبيا وتكهنات المضاربين

رغم وجود فائض كبير وعدم توقف الإنتاج الليبي

TT

بينما اتجه خام القياس البريطاني (برنت) نحو 108 دولارات للبرميل، ارتفعت العقود الآجلة للخام الأميركي الخفيف لأعلى مستوى في عامين ونصف العام أمس الثلاثاء في ظل مخاوف من أن يؤدي العنف في ليبيا إلى خفض إنتاج النفط الليبي من مستوياته الحالية المقدرة بأكثر من 1.6 مليون برميل يوميا. وأوقفت شركة نفط عالمية إنتاج 100 ألف برميل يوميا، أي ستة في المائة من إجمالي إنتاج ليبيا، ثالث أكبر بلد منتج للنفط في أفريقيا، في ظل الاشتباكات في المدن الليبية الكبرى التي أسفرت عن سقوط ضحايا. وقال محللون في لندن إن المشكلة ليست في عدم وجود إمدادات كافية، لأن لدى منظمة البلدان المصدرة للنفط (أوبك) طاقات إنتاجية فائضة تفوق 7 ملايين برميل، وعلى رأسها السعودية، عملاق الإنتاج الذي يملك طاقات إنتاجية فائضة وجاهزة تقدر بنحو 4 ملايين برميل. ولكنهم يقولون إن المشكلة في نوعية الخامات، حيت تنتج ليبيا نوعا من الخام الخفيف الذي تقل فيه نسبة الكبريت ويطلق عليه «الخام الحلو الخفيف» الذي تفضله المصافي، خاصة في أوروبا.

ويذكر أن شركات نفطية كبرى أخرى قالت أمس إنها ستسحب أطقم العاملين فيها، مع تشبث القائد الليبي معمر القذافي بالسلطة وسقوط عشرات القتلى في العاصمة طرابلس. وارتفع الخام الأميركي الخفيف للشحنات تسليم مارس (آذار) التي انتهى أجلها أمس ملامسا أعلى مستوى منذ أكتوبر (تشرين الأول) 2008 عند 94.49 دولار للبرميل. وقلص العقد مكاسبه في وقت لاحق ليتم تداوله عند 93.48 دولار للبرميل في الساعة 05:31 بتوقيت غرينتش، حيث لا يزال مرتفعا دولارين عن أواخر التعاملات يوم الاثنين. وصعد خام القياس الأوروبي مزيج برنت للشحنات تسليم أبريل (نيسان) 2.01 دولار إلى 107.75 دولار للبرميل، بعد أن ارتفع إلى 108.18 دولار في أوائل التعاملات. وسجل «برنت» أعلى مستوى في عامين ونصف العام أمس عند 108.70 دولار للبرميل.

وفي جاكرتا قال كبير اقتصاديي وكالة الطاقة الدولية أمس إن الدول الصناعية ستدرس سحبا منسقا من مخزونات النفط لمعالجة آثار أي تعطل في المعروض قد ينجم عن الاضطرابات السياسية في الشرق الأوسط. وقال فاتح بيرول إن أسعار النفط المرتفعة دخلت بالفعل في منطقة الخطر التي تهدد النمو الاقتصادي العالمي والطلب على الوقود، وقد ترتفع أكثر إذا تواصلت الاضطرابات في الشرق الأوسط. ويخشى المستثمرون من مزيد من التعطيلات في ليبيا ودول أخرى مع انتشار الاحتجاجات في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.