حقبة مصرية كارثية

TT

> تعقيبا على مقال مأمون فندي «الفرعون الأخير بلا مومياء!»، المنشور بتاريخ 22 فبراير (شباط) الحالي، أقول: إن الحاكم الذكي هو الذي يستغل تاريخه مع شعبه بصورة جيدة، لأن الناس بطبيعتها تنسى القديم وتتطلع دائما إلى الحاضر والمستقبل. ومبارك لم ينظر أبدا إلى الحاضر والمستقبل، اللذين كانا في غيبوبة تامة، حيث كان هم الذين تحلقوا حول الرئيس هو مص دماء الشعب المصري، وسرقته علانية من دون حياء أو خجل، من خلال بيع مقدراته. وقد عمل حكم مبارك على سن قوانين وتشريعات ما أنزل الله بها من سلطان، كان هدفها باستمرار إلهاء الشعب المصري، وخلق فزاعات دائمة، كالتلويح المستمر باحتمال سيطرة الإخوان المسلمين على مجلس الشعب، أو من خلال زرع الفتن الطائفية، وإلقاء المسؤولية عن الأزمات المستفحلة على الزيادة السكانية، وغير ذلك من الأكاذيب والترهات. وفوق هذا وذاك، راح الأمن يتدخل في كل صغيرة وكبيرة في مصر، مما أدى إلى إقصاء الكفاءات، وتسليم السلطة لمن يقبلون الأيادي وينحنون أمام الرئيس، ومن يتقنون فنون تعذيب المواطنين. لقد أدت هذه الممارسات بمجملها إلى تخريب مصر برمتها على مختلف المستويات.

محمد شاكر محمد صالح - السعودية [email protected]