الآلاف يتظاهرون في عدة مدن مصرية احتجاجا على حرب القذافي ضد شعبه

100 مثقف عربي طالبوا المجتمع الدولي بالتدخل لوقف المذابح في ليبيا

TT

واصل آلاف الليبيين والمصريين تظاهرهم في القاهرة والإسكندرية ومرسى مطروح والسلوم، تضامنا مع «الانتفاضة الليبية»، ورفعوا لافتات منددة بحكم العقيد معمر القذافي أمام سفارة ليبيا بالقاهرة وقنصليتها بالإسكندرية، بينما دعا محتجون في مرسى مطروح والسلوم، المدينتين المصريتين الأقرب إلى الحدود الليبية، السلطات المصرية إلى التدخل لإنقاذ الشعب الليبي من القصف والإبادة، والسماح لمزيد من الأطباء بالعبور إلى الجانب الليبي لإسعاف آلاف الجرحى.

يأتي ذلك في وقت عززت فيه مصر من وجودها على الحدود مع ليبيا أمس مع تدفق آلاف الفارين من ليبيا تحت وقع الاحتجاجات هناك، بينما دعا مثقفون عرب وأجانب المنظمات الدولية إلى «وقف المجزرة بحق المدنيين العزل، الدائرة منذ أيام في المدن الليبية».

ووقَّع أكثر من 100 مثقف عربي، بينهم مصريون وسوريون وعراقيون ومغاربة وغيرهم، بيانا أدانوا فيه «الإبادة الجماعية» للشعب الليبي، داعين المجتمع الدولي إلى التدخل «لوقف المذبحة». وأهاب الموقعون على البيان بالأمين العام للأمم المتحدة وبالاتحاد الأوروبي وجامعة الدول العربية ومنظمة المؤتمر الإسلامي والمنظمات الحقوقية والأهلية الدولية والعربية التدخل لوقف المجزرة بحق المدنيين العزل في المدن الليبية على أيدي التشكيلات العسكرية الليبية والميليشيات التابعة للنظام الديكتاتوري ومعها المرتزقة الذين استُقدموا من الجوار الأفريقي، على حد ما جاء في البيان.

وفي ميدان التحرير بوسط القاهرة هتف متظاهرون متضامنون مع «انتفاضة الشعب الليبي» ضد نظام العقيد القذافي، بينما شارك، على مدى الأيام الثلاثة الأخيرة، وحتى أمس، ما يزيد على ألفي متظاهر أمام السفارة الليبية في شارع صالح أيوب بمنطقة الزمالك، كان من بينهم أعضاء الجاليات الليبية والمعارضون للحكم الليبي وفئات مختلفة من الشعب المصري، مرددين هتاف: «مصر وليبيا إيد واحدة». وقال محمد فايز عبد العزيز، وهو معارض ليبي مستقل: نشكر دعم الشعب المصري لشقيقه الليبي في ثورته، وإننا تجمعنا اليوم موحدين دماءنا ومبادئنا لمؤازرة إخواننا في ليبيا ضد النظام الديكتاتوري. وأضاف علي المنصوري، أحد مواطني الجاليات الليبية في مصر، أن الثورة أصبحت كالنور الذي يضيء الظلام الذي ذاقه الشعب الليبي لسنوات في ظل حكم مستبد يصادر الحريات.

وفي الإسكندرية انطلقت المظاهرة التضامنية مع الاحتجاجات الليبية من أمام مسجد القائد إبراهيم، القريب من القنصلية الليبية، وهو المكان الذي كان مسرحا لتجمعات المحتجين المصريين منذ إطلاقهم مظاهرات انتهت بتخلي الرئيس مبارك عن سلطاته يوم 11 الشهر الحالي.

وشهدت مدينة الإسكندرية تظاهرات شارك فيها أبناء المحافظات المصرية الشمالية وأبناء قبائل البدو المتمركزة شمال مصر على الشريط الساحلي الممتد بين محافظتي الإسكندرية ومطروح، القريبة من الحدود الليبية.. كما شهدت المدينة تجمعا للمئات من أبناء الجالية الليبية بالإسكندرية والمحافظات المجاورة. ومزق عدد من المحتجين نسخا من الكتاب الأخضر الذي يضم أفكار القذافي السياسية وأشعلوا فيها النار.

وقال حسن الطلخاوي، من قبائل «أولاد علي» بصحراء محافظة مطروح القريبة من الحدود الليبية، وهي القبائل التي ترتبط بصلات قرابة ونسب ومصاهرة مع آلاف الأسر الليبية: «لقد جئنا هنا اليوم لنعبر عن احتجاجنا على الأساليب القمعية والوحشية التي يتبعها نظام القذافي مع أبناء عمومتنا من الشعب الليبي الذين خرجوا في مظاهرات سلمية للمطالبة بحقوقهم المشروعة في إقامة حياة ديمقراطية في بلادهم».

وأضاف هاشم الهواري، من «قبائل أولاد علي» أيضا: «لا بد من محاكمة ووقفة جادة مع قتلة الشعب الليبي، ولن نقف مكتوفي الأيدي إزاء جرائم القتل والإبادة الجماعية التي يقوم بها النظام الليبي في حق المدنيين العزل لمجرد أنهم تجرأوا وطالبوا بحقوقهم». وأصدرت رابطة الشباب الليبي بالإسكندرية بيانا شددت فيه على مطالب الشعب الليبي المشروعة وأولها «إسقاط نظام الحكم الديكتاتوري للرئيس القذافي».

وشهدت مدينة مرسى مطروح مظاهرات في منطقة السلوم على الحدود مع ليبيا، ضد ما يتعرض له الشعب الليبي، وقال أيمن شويقي، عضو المجلس المحلي بمرسى مطروح: إن نحو 45 طبيبا مصريا متجهون إلى ليبيا لإسعاف الجرحى، دخل منهم حتى أمس 8 أطباء فقط. وناشد شويقي السلطات المصرية السماح لباقي الأطباء بالدخول إلى ليبيا ولو على مسؤوليتهم الخاصة، كما طلبوا هم، مشيرا إلى أن المنع يأتي بسبب خوف السلطات المصرية من تعرض أولئك الأطباء للخطر.