لماذا الصراخ يا أهلاويين؟

موفق النويصر

TT

نصب الإعلام الرياضي الأهلاوي خلال الأيام الماضية المشانق للمدرب الصربي ميلوفان رايفاتش، على خلفية فسخ الأخير عقده التدريبي مع الفريق للإشراف على تدريب المنتخب القطري، كما أعلن في الدوحة أول من أمس.

ميلوفان كما أكدت الإدارة الأهلاوية دفع الشرط الجزائي المترتب على فسخه عقده التدريبي، والبالغ نحو 500 ألف يورو، غير أن ذلك لم يشفع له عند الأهلاويين، إدارة وجماهير، إلا والتصعيد ضده لدى الفيفا، لاتخاذ عقوبات مغلظة بحقه.

حقيقة لا أعلم عن أي حقوق يتحدث الأهلاويون، ونحن أكثر شعوب الكرة الأرضية إقالة للمدربين واللاعبين، في أوقات بمبرر، وفي أوقات كثيرة من دون أي مبرر، إلا عدم تقبل الشارع الرياضي للمدرب.

فهذا البرتغالي خوسيه بيسيرو تمت إقالته من تدريب المنتخب الأول أثناء بطولة أمم آسيا الأخيرة، ومن قبله تمت إقالة البرازيلي أنجوس بعد فترة من تدريب المنتخب، وقبل ذلك إقالة البرتغالي فينغادا خلال تصفيات كأس العالم 98، ومن ثم التعاقد مع البرازيلي كارلوس ألبرتو باريرا، الذي تمت إقالته أيضا تحت أنظار وسائل الإعلام العالمية في نهائيات كأس العالم بفرنسا، وأكاد أجزم أن جميع المدربين الذين أشرفوا على تدريب المنتخبات السعودية تمت إقالتهم من مناصبهم قبل انتهاء عقودهم التدريبية.

وعلى مستوى الأندية في هذا الموسم فقط، هناك إقالة مدرب النصر الإيطالي والتر زينغا، والبرتغالي مانويل جوزيه من الاتحاد، والأوروغوياني خورخي فوساتي من الشباب، والفرنسي جون لانغ من تدريب الوحدة، والنرويجي يوهان سوليد من الأهلي، كما استغنت أندية التعاون ونجران والرائد عن مدربيها في بداية الموسم الكروي.

وإذا كان الاعتراض الأهلاوي على اتفاق اتحاد الكرة القطري مع ميلوفان رايفاتش قبل نهاية عقده مع الأهلي، فهناك سابقة تسجل ضد النادي الأهلي تحديدا، عندما خاطب في نهاية مايو (أيار) 2007 الألماني ثيو بوكير عبر أحد منسوبيه الذي يقطن بالقرب من سكن بوكير، قبل انتهاء عقد المدرب مع نادي الوحدة، وتحديدا قبل أيام من لقاء فريقه مع الاتحاد في بطولة خادم الحرمين الشريفين للأبطال، على الرغم من تأكيد إدارة أحمد المرزوقي في ذلك الوقت أن تعاقدها مع بوكير جاء بعد انتهاء عقده مع نادي الوحدة.

كل ذلك يدعوني إلى استنكار هذه الحملة المحمومة من قبل الإعلام الأهلاوي على مدرب تهمته الوحيدة أنه بحث عن مصلحته الشخصية، ووجدها في بلد آخر، يعتقد أنه سيحقق له نقلة مالية وتدريبية كبيرة في مشواره التدريبي. بقي أن أذكر الأهلاويين أن كوزمين أولاريو، المدرب الجديد الذي ينوون التعاقد معه، سبق أن شنت ضده حملة إعلامية شعواء أثمرت عن إقالته من منصبه ومنعه من تدريب أي ناد سعودي، وها هو اليوم يعود كما عاد بالأمس الحسن كيتا، بعد أن رفع الحظر المفروض عليهما، فهونوا على أنفسكم يا أهلاويين وتفرغوا لعملكم وتهيئة الأجواء الجيدة لمدربكم الجديد، فالبكاء على اللبن المسكوب لن يعيد الماضي.

[email protected]