شبان فلسطينيون وأردنيون يتدربون ليصبحوا «مهرجين»

ضمن مشروع «الطبيب المهرج» المخصص للأطفال المرضى في المستشفيات

TT

أمضى 24 شابا من فلسطين والأردن نحو أسبوعين في التدرب على كيف يصبحون مهرجين محترفين، ضمن مشروع «الطبيب المهرج» الذي أطلقه مسرح «عناد» في بيت لحم، ويقوم على تقديم عروض لأطفال مرضى مصابين بالسرطان.

وأنهى الشبان هذا الأسبوع تدريبات متقدمة في «كيف تصبح مهرجا» على أيدي محترفين أجانب، وصلوا من التشيك والنمسا، بدعوة من مسرح عناد ومؤسسة «الريد نوز» في النمسا. وتلقى الشبان تدريبات على طريقة ارتداء الملابس الخاصة بالمهرجين، وكيفية تقديم المهرج نفسه، ومخاطبته الآخرين، وبعض الحركات التي توصف بأنها «سحرية» في عالم «المهرج» وقواعد أخرى. واختار الأستاذان المحترفان غاري ومارتن 10 من الشبان الذين شاركوا في هذه التدريبات فقط، للانتقال إلى مرحلة ثانية، لتلقي مزيد من التدريبات في فيينا في شهر مايو (أيار) المقبل، تخصص للتدريب على كيفية التعامل مع الأطفال، وتحديدا المرضى.

وقال خالد المصو، مدير مسرح عناد: «هدفنا هو تخريج مهرجين قادرين على التعامل بشكل مرح ومتخصص مع الأطفال المرضى في المستشفيات». كان مشروع «الطبيب المهرج» قد بدأ عمليا قبل 3 سنوات في بيت لحم، قدم خلالها الممثلون المسرحيون في عناد عروضا مختلفة لأطفال المرضى في مستشفيات بالمدينة.

وأوضح المصو: «نريد توسيع الفكرة وترويجها، نريد أن نصل إلى جميع الأطفال المرضى في كل المستشفيات، في فلسطين وليس هنا في بيت لحم فقط».

ويأمل الشبان المشاركون في التدريبات أن يتمكنوا من تطوير قدراتهم الفنية، نحو رسم البسمة على وجوه الأطفال الذين تعوزهم هذه البسمة في مستشفيات الضفة الغربية. وقال فادي عبيد الله: «نود دعم الأطفال في مستشفيات الضفة وتخفيف الألم عنهم برسم الضحكة على شفاههم». ويخطط عبيد الله لتقديم مزيد من العروض في مستشفيات في الضفة على الرغم من أنه لم يختر للمرحلة الثانية، وقال: «سأتواصل مع المهرجين الذين تم اختيارهم وسأتعلم منهم ما سيتعلمونه لاحقا، أريد أن أواصل وأقدم مزيدا من العروض للأطفال، هذه مسألة إنسانية أيضا». وكان هذا ما سافرت من أجله آلاء عمران، من الأردن إلى فلسطين، لتلتحق بهذه الدورة، وقالت عمران: «جئت لأتعلم كيف أرسم البسمة على شفاه الأطفال، ليس فقط الأطفال، لكن كل المنكوبين الذين هم بحاجة إلى رسم بسمة على وجوههم في ظل هذه الظروف الصعبة والمأساوية».

وتؤكد عمران أنها ســـــــــتواصل العمل على تطوير ذاتها واكتشـــــــاف مكوناتها نحو احتراف هذا العمل. وأضافت: «أنا ســــــــعيدة جدا بهذه الورشة، لقد تعلمت الكثير، وأطمــــــــع في تعلــــــــــــــــــــــــم المزيد، سنبقى على تواصل، ومن المؤكد أنني ســـــــــــــأقوم بحضور كل الورش المتــــــــــخصصة في هذا المجال». ووصف طارق زبون، الذي اختير ضمن 10 ممثلين سيسافرون إلى النمسا لتلقي مزيد من التدريبات المتقدمة، بعدما شارك فعلا في عروض سابقة في مستشفيات في الضفة، المشـــــــــــــــــــــــــروع برمته بأنه ذو أهداف نبيلة وإنسانية. وقال: «لا يمكن أن أصف لك مشاعري وأنا أنزع الألم من أطفال مصابين بالسرطان، وأرسم الابتسامة على شفاههم.. المشاعر مختلطة ومختلفة ومتشابكة». وأضاف: «نجاحي الحقيقي سيكون في المستشفى وأنا أرى الأطفال يبتسمون لنا وينسون مرضهم وآلامهم». ويتوقع زبون أن يعود من النمسا أكثر احترافا وقدرة على مخاطبة الأطفال والتعامل معهم، وقال: «نود أن نوسع مشــــــــــــروعنا، ليصل إلى كل مستشفيات الضفة وغزة والقدس والداخل. نــــــــــريد أيضا مزيدا من المهرجين القادرين على الأداء الجيد». وأردف: «المهرج يلعب عادة دورا مهما يكون له أثر حقيقي في المجتمع».