إجراءات مشددة مع من يسعى لإثارة الفوضى في معرض الرياض للكتاب

وزير الإعلام افتتحه أمس.. ويرفض مبدأ الوصاية.. ويعلن احترامه للرأي الآخر

TT

أفصح وزير الثقافة والإعلام السعودي الدكتور عبد العزيز خوجه عن اقتراب الانتهاء من أعمال اللجنة الوزارية المشكلة لإنهاء تحويل مؤسسات الإعلام الحكومي في البلاد إلى مؤسسات خاصة، مشيرا إلى أنه منذ توليه مهام منصبه حرص على تحقيق ذلك المشروع المتمثل في تحويل كل من التلفزيون والإذاعة ووكالة الأنباء السعودية إلى القطاع الخاص.

جاء ذلك التصريح الصحافي في وقت افتتح فيه خوجه معرض الرياض الدولي للكتاب أمس.

وأشار وزير الثقافة والإعلام إلى المرسوم الملكي الصادر قبل سنوات والقاضي بتحويل عدد من قطاعات الإعلام السعودي الرسمي إلى مؤسسات خاصة تتولى الوزارة عملية الإشراف عليها، مشيرا إلى تشكيل لجنة وزارية عليا لبحث ودراسة واستكمال مراجعة مشروع تحويل الإذاعة والتلفزيون إلى مؤسسة عامة إنفاذا لتوجيهات المرسوم الملكي.

وبشأن الممارسات التي يقوم به البعض ممن يعرفون بالمحتسبين داخل أروقة معرض الرياض الدولي للكتاب، حيث شهدت الدورات السابقة للمعرض حوادث متكررة لمثل أولئك المتشددين، ممن ليس لهم علاقة بجهاز هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، أكد وزير الثقافة والإعلام على وجود علاقة طيبة وجيدة مع جهاز الهيئة، معتبرا إياه الجهاز الرسمي والحكومي المكلف بالاحتساب وفق ضوابط منصوص عليها، ولمح خوجه إلى التعاون الذي يربط وزارته بالعديد من الأجهزة ذات العلاقة وفي مقدمتها الجهاز الأمني.

وأشار خوجه إلى تبني البعض آراء تعبر عن وجهة نظرهم في أمور تحدث داخل أروقة المعرض، مشيرا إلى أن السعودية تضم شرائح مختلفة، ولكن الجميع ينصهر في المواطنة الكاملة لهذا الوطن، التي يسعى الجميع لحمايتها من كل ما يؤثر عليه دينيا أو أخلاقيا.

وشدد خوجه على أن للجميع الحق في إبداء آرائهم وإن كان البعض يخالف ذلك الرأي أو لا يوافقه، ويضيف بالقول: «ولكن يجب إن كنا نؤمن بحرية الرأي أن نسمع لرأيك وأن نسمع لرأي الآخر، ولكن لن نسمح لأحد بأن يفرض رأيه علينا أو أن يمارس علينا ثقافة الوصاية لكوننا جهة رسمية منوط بها مسؤوليات محددة ونحن مؤتمنون على أعمالنا التي أوكلت إلينا».

وأكد وزير الثقافة والإعلام على عدم سماحه بأي تجاوزات من قبل أي طرف مهما كان موقعه أو بواعثه، مؤكدا على أنه سيتم من قبلهم اتخاذ الإجراءات المناسبة التي تردع من تسول له نفسه العبث أو فرض رأيه بالقوة.

وحول تأثر معرض الرياض الدولي للكتاب في دورته الحالية بالأحداث الجارية في المنطقة العربية والخوف من تخلف عدد من دور النشر العربية، خاصة الدور المصرية والتونسية، أكد وزير الثقافة والإعلام على عدم مشاهدته ذلك التأثير، مؤكدا أن دور النشر العربية كافة، خاصة المصرية والتونسية موجودة بالمعرض، واطلع على عدد منها خلال زيارته التفقدية للمعرض.

وأضاف خوجه أن الجميع سيشهد خلال المعرض أكبر تظاهرة لدور النشر العربية والعالمية في هذا العام، ولمح إلى أن العارضين من دور النشر العربية والأجنبية لديهم ثقة في الاستقرار السياسي والأمني للسعودية.

وحول ظهور بعض النداءات على صفحات مواقع التواصل الاجتماعي مثل «فيس بوك» التي تطالب بمقاطعة معرض الرياض الدولي للكتاب بسبب سياسات الحجب والمنع لبعض دور النشر ولمنعه عناوين كتب محددة، شدد خوجه على أن في هذا العام لم تمنع وزارته أي دار عن المشاركة ولم يتم التحفظ على عناوين الكتب، مشددا على أن مطالبة المقاطعة للمعرض تقوم على الإشاعات التي لا تمت للواقع بصلة، وطالب وزير الثقافة والإعلام ممن يردد المطالبة بالمقاطعة للمعرض بأن يأتي للمعرض ليطلع بنفسه على ما يضمه المعرض من دور نشر وعناوين كتب.

وأبان خوجة تواصله مع شرائح المجتمع كافة، خاصة فئة الشباب، وذلك من خلال صفحته الشخصية على «فيس بوك»، معتبرا ذلك الأمر مدعاة للفخر بالنسبة له، ولمح إلى قيامه بشكل دوري بالرد على كل ما يصله من اقتراحات أو اعتراضات أو آراء في المجالات كافة وفي مقدمتها معرض الرياض الدولي للكتاب.

وتمنى خوجه في حديثه عدم تصديق الإشاعات وتناقلها على كونها حقيقة ثابتة، ويضيف أن «معظم ما نشاهده الآن من اعتراضات قائمة على إشاعات وأخبار ليس لها أساس من الصحة».

وأكد الوزير خوجه على أن من سيزور المعرض سيدهش لكم الحرية المتاحة لدور النشر لتقديم ما لديها من نتاج معرفي، بالإضافة إلى عدد من الندوات وورش العمل والمحاضرات الثرية بالمعرفة والثقافة وبكل أشكال النقاش المثمر، وشدد خوجة على أن دور وزارته هو تمثيل «الوحدة الوطنية والدينية التي يعتز بها كل مواطن في هذه البلاد، ونسعى للمحافظة عليها».

وأشار خوجه إلى توافر الشجاعة اللازمة والكافية لدى وزارته لتقول رأيها بكل تجرد ومصداقية، مشيرا إلى أن العصر الحالي هو عصر الشفافية والحرية لإبداء الرأي، معتقدا أن أي مواطن سعودي يحق له أن يبدي رأيه.

وحول مشاركة جمهورية الهند كضيف شرف على معرض الرياض للكتاب في دورته الحالية، أشار خوجة إلى أن «الهند تعد دولة عظيمة وتحظى بإرث ثقافي وتاريخي وحضاري كبير جدا، ومكسب للمعرض أن تكون ضيفة الشرف في دورته الحالية»، ولمح إلى ما تتمتع به السعودية والهند من العلاقات الثنائية المتميزة، مشيرا لما للهند من تاريخ مشرف، ويضيف بالقول: «بل تعد الهند من الحواضر الإسلامية في العصور الماضية، وكما جرت العادة في السنوات الماضية خلال المعرض، فإننا نقوم باستضافة إحدى الدول الصديقة أو الشقيقة، والآن نحن نستضيف الهند في معرض الرياض الدولي للكتاب في دورته الحالية». وقال الوزير خوجه - ضاحكا «أعتقد أن السؤال في مثل هذا المجال لا يسأل فيه رجل في عمري لم يعاصر تلك التقنية منذ صغره، بل عاش في أكناف الكتاب الورقي حتى الآن».

وعلى جانب ذي صلة، أكد وزير الإعلام السعودي على عدم إقحام وزارته في شأن المكرمة الملكية التي قضت بصرف إعانة مالية قدرها 10 ملايين لكل ناد أدبي بمختلف المحافظات، مؤكدا على أن الأندية الأدبية لديها كل الطاقات البشرية من مفكرين ومثقفين قادرين على تولي مسؤولية آليات صرف تلك المنحة الملكية بما يتوافق واحتياجات كل ناد أدبي.

وشدد خوجه على أثر تلك المكرمة الملكية على الإنتاج الأدبي والإبداعي والنشر للمطبوعات بالأندية الأدبية، وتمنى أن تنال إبداعات الشباب نصيبها من اهتمام النشر والطباعة في الأندية الأدبية.

وبشأن استفادة العاملين في الوزارة من نظام التعاون بالمكرمة الملكية التي قضت بتثبيت العاملين كافة في الجهات الحكومية من العاملين على بند الأجور، أكد وزير الثقافة والإعلام على أن بند التعاون يختلف عن بند الأجور، مشيرا إلى أن وزارته تعمل حاليا على نقل كافة العاملين على بند التعاون ليكونوا ضمن بند العقود، وبين أنه تم خلال الفترة الحالية الانتهاء من ألف عقد عمل لأشخاص عملوا سابقا مع الوزارة على عقد التعاون، موضحا أنه في القريب العاجل سيتم الانتهاء من العاملين كافة على بند التعاون بالوزارة.