الدفاع المدني: تدريب نحو 150 فردا على الإنقاذ المائي بعد كارثة جدة الأولى

في حين ما زال منسوبوه بحاجة إلى برامج تدريبية أخرى

الدفاع المدني يعد برامج تدريب مكثفة على الإنقاذ المائي (تصوير: غازي مهدي)
TT

كشف لـ«الشرق الأوسط» مصدر مسؤول في إدارة الدفاع المدني بمحافظة جدة عن الانتهاء من تدريب ما بين 120 و150 فردا تابعا للدفاع المدني بجدة في مجال الإنقاذ المائي وتشغيل القوارب المطاطية ومباشرة حالات الإنقاذ في الأماكن المغمورة بالمياه، وذلك منذ كارثة جدة الأولى حتى الآن.

وأوضح العميد عبد الله الجداوي، مدير إدارة الدفاع المدني في محافظة جدة، أن منسوبي الدفاع المدني بجدة يحتاجون إلى برامج ودورات تدريبية في مجال التعامل مع الأبراج السكنية في ظل ظهورها مؤخرا بالمحافظة، إلى جانب تدريب مفتشي السلامة.

وقال في حديث لـ«الشرق الأوسط»: «أصبحت مدينة جدة حاليا مليئة بالأبراج السكنية، الأمر الذي يحتم إخضاع منسوبي الدفاع المدني لدورات تعلمهم كيفية التعامل مع تلك الأبراج في حال وقوع أي حوادث، إضافة إلى أن الشهادات الممنوحة لمفتشي السلامة تمتد صلاحيتها إلى ثلاث سنوات فقط، حيث إنه لا بد أن تكون لديهم دورات تدريبية بهدف إطلاعهم على أي جديد بمجال السلامة».

وأفاد بأن الخطوط العريضة المتعلقة بالبرامج التدريبية يتم وضعها من قبل المديرية العامة للدفاع المدني، فضلا عن تحديد أعداد الدورات وما يخصها من قواعد عامة وسياسات معينة، إلا أن كل إدارة تضع احتياجاتها من تلك البرامج، مبينا أن سياسة التدريب مستمرة في الدفاع المدني طيلة العام.

وأضاف أن «برامج التدريب على الإنقاذ المائي التي تم التركيز عليها عقب أحداث كارثة جدة الأولى موجودة منذ السابق، لا سيما أن الدفاع المدني يباشر حوادث غرق في المسابح وغرف الصرف الصحي التي تدخل ضمن الإنقاذ المائي».

وذكر العميد عبد الله الجداوي أن الإنقاذ المائي يتضمن مباشرة حالات الإنقاذ في مياه الأمطار والمياه الراكدة وغيرها، مؤكدا في الوقت نفسه وجود أفراد متخصصين ومجهزين بزي خاص لمثل تلك الظروف.

يأتي ذلك في وقت نظمت فيه المديرية العامة للدفاع المدني، أمس، فعاليات اليوم العالمي للدفاع المدني على مستوى مناطق السعودية كاملة، من ضمنها محافظة جدة، عن طريق معرض يستمر حتى اليوم في مجمع رد سي مول، وذلك برعاية الأمير مشعل بن ماجد محافظ محافظة جدة.

المعرض الذي افتتحه محافظ محافظة جدة أمس مزج بين فعاليات اليوم العالمي للدفاع المدني وعودة خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز إلى السعودية، وذلك من خلال مشاركة ما يزيد على 15 طفلة يرتدين الزي السعودي ليقدمن نشيدا ترحيبيا بعودة العاهل السعودي، فضلا عن الأغاني والأهازيج التي كانت تملأ المكان.

ويحتوي المعرض المصاحب لفعاليات اليوم العالمي للدفاع المدني على صور وإرشادات متعلقة بالسلامة، إلى جانب الكثير من العروض المصورة التي خاطبت الأسرة بشكل عام، فضلا عن تخصيص معدات ثقيلة وسيارات تابعة للدفاع المدني تمكن الزائرين من الدخول إليها وارتداء زي منسوبيها والتعرف عن قرب على طرق الإنقاذ والإطفاء التي يقوم بها جهاز الدفاع المدني.

وبالعودة إلى مدير إدارة الدفاع المدني في محافظة جدة، فقد أبان وجود برامج تدريبية أخرى لمنسوبي القطاعات الحكومية المختلفة من ضمنها المستشفيات والمدارس والمجمعات التجارية والمصانع، ليكونوا خط الدفاع الأول في حال وقوع أي حوادث، مشيرا إلى أن تلك الدورات تشمل السعوديين والمقيمين على حد سواء، لكنه استدرك قائلا «ثمة إشكاليات تواجه الدفاع المدني في مثل هذه البرامج، خصوصا أن بعض الكوادر التي يتم تدريبها في أي منشأة قد تترك العمل لدى تلك المنشآت، الأمر الذي يجعلنا نقوم بتدريب مجموعات جديدة من البداية».

وحول تدريب منسوبي الدفاع المدني الموجودين على رأس العمل، ذكر أنه يتم التركيز على تدريبهم على المعدات الثقيلة لأنها تعتبر مكلفة، التي يندرج ضمنها فرق الإنقاذ والإسعاف والإطفاء، موضحا أن هذه البرامج تهدف إلى أن يكون رجل الدفاع المدني شاملا لكافة أنماط الإنقاذ.

وزاد: «تعتبر الفرضيات التي يقوم بها جهاز الدفاع المدني من البرامج التدريبية التي يخضع لها منسوبوه، وذلك من خلال زيارة المنشآت وتصحيح الملاحظات بها بشكل دوري، فضلا عن برامج التدريب خارج السعودية».