خبراء كرة إيطاليون: وصول اليوفي إلى أبطال أوروبا بات هدفا بعيد المنال

الفريق ظهر صغيرا أمام الفرق الإقليمية رغم تعاقده مع ماتري ولوكاتوني وبارزالي

TT

كل شيء يسير تماما مثل العام الفائت، نفس عدد النقاط، نفس المركز في ترتيب جدول الدوري، فضلا عن الأداء المتطابق، فاليوفي يظهر كفريق كبير أمام الفرق الكبيرة مثل الإنتر والميلان فيما يبدو صغيرا أمام الفرق الإقليمية. رغم أن إدارة النادي قامت، في الصيف الماضي، بإحداث تغييرات في مسؤولي الفريق وأجرت الاستثمارات وتدخلت، بثقل، في شهر يناير (كانون الثاني) المنصرم في محاولة منها لتصحيح الأخطاء والإصابات التي يعاني منها اليوفي عن طريق التعاقد مع لوكاتوني وماتري وبارزالي. الأمر الذي يعد بمثابة فرصة لم تكن متاحة أمام ألبرتو زاكيروني، مدرب اليوفي منذ عام مضى. ولكن هزيمة الفريق أمام بارما وباليرمو وليتشي كانت مؤشرات واضحة على أن عملية إعادة هيكلة اليوفي التي يتولاها بيبي ماروتا، مدير عام النادي، تحت إشراف اندريا انيللي، رئيس نادي السيدة العجوز، لم تنجح بعد في الإصلاح، فقد ودع الفريق بطولة الدوري الأوروبي ولم يختلف الحال كثيرا بالنسبة لبطولة كأس إيطاليا. هذا بالإضافة إلى مواجهة الفريق لخطر عدم ضمان التأهل إلى بطولة الشامبيونز ليغ في الموسم المقبل. إن وصول يوفنتوس إلى بطولة دوري أبطال أوروبا يعد ضرورة قصوى لضمان إعادة حشد الجماهير في الملعب الجديد ومن أجل إيقاف نزيف خزانة النادي. وفي ظل هذه الحالة من الجدل التي يعيشها اليوفي وجماهيره توجهت جريدة «لاغازيتا ديللو سبورت» بثلاثة أسئلة إلى بعض خبراء كرة القدم الإيطالية حول أسباب وتداعيات ما وصل إليه فريق يوفنتوس في الموسم الحالي وما هو الطريق للخروج من هذا الموقف.

* تماما مثل العام الماضي، فريق يوفنتوس يحتل المركز السادس في ترتيب جدول الدوري برصيد 41 نقطة. هل كنت تتوقع ذلك؟

- جوزيه التافيني: محلل تلفزيوني (لعب لصالح فريق اليوفي في الفترة من 1972 حتى 1976).

إن قلبي يعتصر من الحزن على هذا الفريق. ما هذا اليوفي؟ لقد ظهر اللاعبون في مباراة ليتشي على عكس قيمة الفريق داخل الملعب مقارنة بليتشي. يوفنتوس كان يبدو وكأنه يعاني من حالة طوارئ. إذا حاولت أن تعتمد على رؤوس الحربة أمام خصم يحمل السكين بين أسنانه لن تنجح. إنها خيبة أمل.

- سرجيو بريو: محلل تلفزيوني (لعب لصالح اليوفي في الفترة من 1974 حتى 1975 ثم من 1978 حتى 1990). كنت أتوقع أن يواجه الفريق صعوبات في عملية الاندماج في بداية الموسم ولكن ليس عند هذا الحد وفي ظل اكتمال عناصر الفريق والتدعيمات التي حدثت في يناير (كانون الثاني) الماضي. لقد كانت هناك كل المقدمات اللازمة لتقديم ما هو جيد، بما في ذلك الإدارة الأقوى والأشخاص المتخصصون.

- أنطونيو كابريني: مكتشف مواهب في المنتخب الإيطالي (لعب بقميص اليوفي في الفترة من 1976 حتى 1989). لم يكن أحد يتخيل أن يعيش فريق يوفنتوس من جديد في ظروف مشابهة للموسم الفائت لأنه كان مليئا بالإخفاقات. إن هذا الفريق ينقصه الاستمرار في الأداء الجيد والنتائج الإيجابية. الكثير من الصعود والهبوط يجعلك في النهاية تجني القليل.

- جوسيبي فورينو: محلل تلفزيوني (لعب في يوفنتوس في الفترة من 1969 حتى 1984). مقارنة بالموسم الفائت الأرقام فحسب هي التي تتشابه. فريق اليوفي اليوم يستحق الترتيب الذي وصل إليه، ولكنه يعيش في مناخ آخر. لقد دفعنا ثمن بعض القرارات التحكيمية التي كانت ضدنا: نحن نعيش في لحظة قل فيها حجم الفريق حتى لو كنا نفوز داخل الملعب.

* ومن يتحمل مسؤولية ذلك؟ هل هي أخطاء سوق الانتقالات أم مدرب الفريق أم أن ضرورة الفوز، على الفور، خلقت الكثير من الضغوط؟

- جوزيه التافيني: أم أنه ثقل قميص اليوفي؟ إنه الأمر الذي كان ينقص الفريق في الآونة الأخيرة. فالتوتر السليم يُرى فحسب عشية المباريات الكبيرة. لقد طغت الإصابات وبعض الأخطاء التحكيمية على العروض التي لم تكن رائعة للغاية. وإذا كان هناك بعض اللاعبين بعيدين عن مستواهم فهذا يرجع إلى اختيار المدرب.

- سيرجيو بريو: إذا كنت تلعب في نادي اليوفي فأنت تعلم ماذا ينتظرك. ولا أعتقد أن الضغط أو الالتزام بالفوز أشياء طارئة في نادي السيدة العجوز. فيما عدا سورينسن، باقي لاعبي الفريق يتمتعون بالقوة. أما فيما يتعلق بسوق الانتقالات فقد تدخل ماروتا على الفور في يناير الفائت. لقد أخطأ الجميع في مباراة ليتشي بلا استثناء.

- أنطونيو كابريني: ليس من السهل إصدار أحكام في بيوت الآخرين، ديل نيري، مدرب الفريق، يعرف جيدا ما هو الشيء الذي لا يعمل في اليوفي. إن النتيجة النهائية للفريق، وليست التقارير الوسطية، هي الأهم بالنسبة لتقييم حالة الفريق ما إذا كان قد وصل إلى أعلى مستوياته أم لا. اليوفي يبدو صغيرا أمام فرق الأقاليم: هذا مؤشر يتعين الوقوف عليه.

- جوسيبي فورينو: إنني تفاجأت بالأداء المختلف لفريق اليوفي، فهو يبدو صغيرا أمام الفرق الصغيرة. إنها ليست مشكلة فريق أو ضغوطا ولا حتى إجهادا أو لاعبين. فحتى تصل إلى النتائج المرجوة لا ينبغي عليك مطلقا أن تغير من طريقة لعبك بل عليك دائما أن تفرض الإيقاع والسرعة.

* وصول الفريق إلى المركز الرابع هو الهدف الأدنى المطلوب من جانب إدارة نادي يوفنتوس. هل أصبح سرابا أم لا يزال من الممكن تحقيقه؟

- جوزيه التافيني: أرى أن الأمر أصبح صعبا. فقد تجاوز فريق لاتسيو لحظة الضباب وبات يحصد النقاط الثمينة من خارج ملعبه بهدوء، فضلا عن عدم استسلام الفرق الأخرى. يلزم فريق اليوفي الاستمرار في تقديم الأداء الجيد وبعض الحظ. 10 نقاط في الأربع مباريات المقبلة وسيصبح الوصول إلى منطقة التأهل إلى بطولة الشامبيونز ليغ أكثر سهولة.

- سيرجيو بريو: لو لعب هذا الفريق آخر 10 مباريات بشكل جدي من الممكن أن يحقق هذا الهدف. وهذا الأمر سيتوقف على اللقاءات القوية المباشرة (تحدي روما ولاتسيو والميلان في غضون أسبوعين). يتعين على الفريق تعلم الدرس من البطولة الماضية.

- أنطونيو كابريني: لو أراد اليوفي بلوغ المركز الرابع في ترتيب جدول الدوري ينبغي عليه أن لا يخطئ في أية مباراة مقبلة: 7 نقاط فارقة عن لاتسيو صاحب المركز الرابع ليس بالعدد القليل. وجدول الدوري لا يحمل لليوفي لقاءات سهلة؛ ففي غضون أسبوعين سيلتقي بالميلان المتصدر. - جوسيبي فورينو: بصفتي مشجعا للفريق، أتمنى أن يصل إلى المركز الرابع، ولكني أخشى أن يكون الأمر صعبا. إن الأمر يحتاج إلى سلسلة من الصدف المؤاتية: فخلال لقاء الإنتر الأخير (الذي فاز فيه اليوفي 1/0) خرجت من الاستاد قبل آخر 15 دقيقة من نهاية المباراة بسبب حالة الهياج، كنت أعتقد أن الفريق في طريقه لخسارة السيطرة على مجريات اللقاء فقد كان على وشك الإصابة بالذعر.