الميلان يدك شباك نابولي ويحلق في الصدارة بفارق 5 نقاط عن الإنتر

البرازيلي باتو استعاد تألقه.. وشكوك حول صحة ركلة الجزاء

TT

دك فريق الميلان شباك ضيفه نابولي بثلاثية نظيفة في المباراة التي جمعتهما أول من أمس ضمن الجولة 27 من الدوري الإيطالي. وافتتح إبراهيموفيتش التسجيل عند الدقيقة الرابعة من الشوط الثاني عن طريق ركلة جزاء، ثم تبعه بواتينغ بهدف ثان في الدقيقة 32 من الشوط نفسه، قبل أن يسجل باتو الهدف الثالث بعد دقيقتين فقط. وبسقوط نابولي أمام الميلان، تقهقر الأول من المركز الثاني في قائمة التصنيفات المحلية إلى المركز الثالث برصيد 52 نقطة، بينما انفرد الميلان بقمة الدوري برصيد 58 نقطة بفارق 5 نقاط عن الإنتر الذي تقدم بدوره إلى المركز الثاني.

وبعد مرور 3 أعوام على فقدانه صديقيه المقربين، ريكاردو كاكا الذي انتقل إلى صفوف ريال مدريد، ورونالدو دا ليما الذي اعتزل كرة القدم مؤخرا، استعاد باتو تألقه حيث استحوذ البرازيلي على إعجاب الجميع كما حدث عند انضمامه إلى صفوف الميلان في يناير (كانون الثاني) 2008 في المباراة الأولى التي خاضها مع فريقه الجديد، كانت أمام نابولي أيضا. وعاد باتو إلى الأذهان بتلك التصريحات التي أدلى بها كارلو أنشيلوتي، المدير الفني في الميلان آنذاك، حيث قال: «سيفوز باتو بالكرة الذهبية في العام المقبل»، بيد أن الأمور لم تسر على خير ما يرام بسبب سلسلة الإصابات التي لحقت بالبرازيلي، فضلا عن رحيل صديقيه ومواطنيه كاكا ورونالدو، وهو ما أثر سلبا على حالته المعنوية. وفي خلال هذه الفترة، سجل باتو الكثير من الأهداف، مهديا لحظات من السعادة لجماهير الميلان التي عقدت آمالها عليه. وعلى الرغم من عدم فوز البرازيلي بأي من الألقاب المحلية أو الأوروبية مع الميلان، فإن الأخير يعتبره كنز المستقبل الذي لا يمكن الاستغناء عنه مهما كان الثمن. يذكر أن معدل تسجيل باتو للأهداف قد وصل إلى هدف واحد كل 96 دقيقة، وهو ما لم يحققه إبراهيموفيتش أو كاسانو عندما كانا في مثل سنه، وبخاصة أن الإصابات التي عانى منها البرازيلي في الموسمين الماضي والحالي كانت بمثابة العقبة الرئيسية في طريقه إلى درجة النضج والتطور الفني والبدني المتوقعة له. وعلى الرغم من صغر سنه، فإن باتو كان حاضرا في كل اللحظات السعيدة التي عاشها الميلان على الصعيدين الأوروبي والمحلي. كما أصبح البرازيلي في بؤرة أضواء الصحافة الإيطالية والعالمية بعد أن أبدت الأندية الكبرى اهتمامها به، وفي أعقاب المباراة، صرح البرازيلي قائلا: «الميلان فريق الأبطال الكبار، وأنا سعيد بوجودي هنا وسط هؤلاء اللاعبين الذين أعتبرهم أشقائي. أريد أن ألعب باستمرار، ولكن اختيارات المدير الفني تصب دائما لصالح الفريق، ويتعين علي أن أفكر في أداء واجبي فحسب. صعود الإنتر إلى المركز الثاني؟ إننا نفكر في أنفسنا فقط، وفي مباراة يوم السبت المقبل أمام يوفنتوس».

من جهة أخرى، بدا المدير الفني في الميلان أليغري هادئا طوال المباراة، فهو ليس ممن يرفعون أيديهم إلى السماء أو ممن يبالغون في ردود أفعالهم حتى وإن سجلت فرقهم 3 أهداف دفعة واحدة في مباراة من مباريات القمة. فبينما كان باتو يقفز على أكتاف إبراهيموفيتش احتفالا بالهدف الثالث، كان المدير الفني يجلس على مقعد البدلاء، واضعا يديه في جيبيه في هدوء تام. ولم تصدر أي إشارات من أليغري سوى إيماءته برأسه للاعبيه ولسان حاله يقول «هذا جيد»، ولم يؤثر الانفجار الجماهيري الذي هز أرجاء سان سيرو في حالة المدير الفني الذي ظل واضعا يديه في جيبيه حتى دخوله إلى المؤتمر الصحافي حيث قال: «لقد حققنا انتصارا هاما للغاية لأنه منحنا ميزة إضافية، ولكن ما زال أمامنا مباراة الديربي، كما أن نابولي لم يخرج من المنافسة على لقب الدوري بعد. علينا أن نمضي قدما بهذا الشكل، وسنستعين باللاعبين المصابين الذين سيعودون إلى صفوف الفريق على التوالي».

تجدر الإشارة إلى أن بواتينغ كان من بين اللاعبين العائدين حديثا من الإصابة، وهو ما دفع أليغري إلى الاحتفاظ به على مقعد البدلاء في بداية المباراة، إيمانا منه بقدرة اللاعب على القيام بدور أكثر فاعلية إذا ما تم الدفع به أثناء المباراة. وفي هذا الشأن، عقب المدير الفني قائلا: «إنني أقول دائما إن التغييرات تكون أكثر أهمية من التشكيل الأساسي في بعض الأحيان. ورأيت أن بواتينغ كان قادرا على إحداث الفارق في المباراة ولكنه لم يكن الوحيد، فقد نجح باتو وروبينهو في القيام بالدور نفسه من قبل في مباراتين سابقتين». وأشاد المدير الفني بفريقه قائلا: «بعد تسجيل الهدف الأول، لم يتخاذل اللاعبون الذين أخذوا في البحث عن الهدف الثاني والثالث بكل عزيمة. وفي الشوط الأول أبلت الجبهة الخلفية بلاء حسنا للغاية في وسط الملعب، بينما تم ارتكاب بعض الأخطاء في الهجوم. الشكوك التي أحاطت بأحقية الميلان في الحصول على ركلة جزاء؟ كانت ركلة الجزاء تبدو صحيحة للغاية أثناء المباراة، ولكن إعادة مشاهدتها مرة أخرى أثارت بعض الشكوك عند البعض. على أي حال، لقد قدم الميلان مباراة رائعة ولم يمنح نابولي أي فرصة لاختراق شباكنا. مباراتي يوفنتوس وتوتنهام؟ سنذهب إلى لندن ونحن مطمئنون لأن لدينا فرصة كبيرة في الفوز هناك».

جدير بالذكر أن فوز الميلان على نابولي هو الفوز السادس للفريق في 10 مباريات، بينما انتهت المباريات الأربع الأخرى بالتعادل، حيث لم يكن الميلان قد مني بأي هزيمة منذ بداية العام الحالي. ومنذ بداية الموسم، استقبلت شباك الميلان 20 هدفا كان آخرها أمام أودينيزي في المباراة التي انتهت بالتعادل 4/4.

وعلى الجانب الآخر، كان الغضب يعم فريق نابولي الذي أضاع فرصة الصعود إلى المركز الأول في قائمة التصنيفات المحلية بخسارته أمام الميلان. وتأتي هذه الهزيمة لتزيد «الطين بلة» بعد خروج الفريق المبكر من الدوري الأوروبي، وهو ما قد ينعكس بشكل سيئ على الروح المعنوية للفريق الذي غط في نوم عميق في مواجهة الميلان. فبعيدا عن ركلة الجزاء المشكوك في صحتها، غاب عن نابولي الأداء الجماعي بشكل تام، فضلا عن إخفاق أبياتي في التصدي لهجمات الميلان المتتابعة، وكذلك كافاني الذي لم يقترب من مرمى منافسه قط، بينما لم يكن مارك هامسيك أحسن حالا. وفي أعقاب المباراة، جاءت تصريحات المدير الفني في الفريق والتر ماتزري على النحو التالي: «الميلان كان الأفضل والأقوى. ربما يعاني الفريق من الإرهاق بعد التزاماته الشاقة في الدوري الأوروبي، ولكن المباراة كانت تسير بشكل جيد للغاية حتى احتسب الحكم ركلة جزاء لصالح الميلان. لقد اعترف لي باولو أنه تدخل بشكل غير صحيح لاقتناص الكرة من إبراهيموفتيش، وكان يتعين على الحكم إيقاف اللعب لمنع استكمال الالتحام بين اللاعبين. أعتقد أنه من الصعب للغاية الحكم بصحة هذه الركلة من عدمها، فضلا عن وجود 3 أو 4 مخالفات أخرى تم احتسابها على الرغم من عدم صحتها. أفضل أن لا أناقش هذه الأشياء». وأضاف: «لم يمنحنا الميلان أي فرصة للتعبير عن أنفسنا، حيث عانينا من الضغط المستمر في كل أرجاء الملعب، وهو ما أعاقنا عن إعادة تنظيم صفوفنا. وبعد تسجيل ركلة الجزاء، شعر اللاعبون بخيبة الأمل ولم تفلح محاولاتي في الصراخ عليهم من فوق مقعد البدلاء في استعادة الهدوء مرة أخرى. أعتقد أننا منحنا الكثير من الفرص لمنافسينا بسبب رغبتنا المستمرة في إدراك التعادل».